شرع الله -عزّ وجلّ- الزواج لتكوين الأُسر والمحافظة على النسل البشريّ، فيتكاثر الناس ويعمرون الأرض، ولعلّ بناء الأسرة الصالحة هو الهدف الأساسيّ والمُبتغى الرئيسيّ للزواج، ويكون ذلك بأمر الأبناء بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وأن يقوم الوالدين عليهم بأمر الله فيأمرونهم بذلك ويساعدونهم عليه، وإلى جانب الدين والخير يجدر بالآباء والأمهات تعليم أبنائهم الأدب وتقويم سلوكهم بما يتناسب مع أخلاق الشريعة الإسلامية الغرّاء، وممّا يدلّ على ذلك الدور قول الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (ألا كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه، فالإمامُ الذي على الناسِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والمرأةُ راعيةٌ على أهلِ بيتِ زوجِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على مالِ سيدِه وهو مسؤولٌ عنه، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه
إنّ الثبات على دين الله -تعالى- في الدنيا المليئة بالشهوات والملذّات لا يعدّ أمراً سهلاً، ولذلك وصّى الدين الإسلاميّ الحنيف المسلم باختيار من يُعينه على ذلك، ويبدأ الأمر في المجتمع الذي يعيش فيه، ثمّ بالصديق الصالح الذي يُعينه على طاعة الله عزّ وجلّ، وينتهي المطاف باختيار الزوجة الصالحة التي تأخذ بيده إلى الجنة، وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من رزقه اللهُ امرأةً صالحةً فقد أعانَه على شَطرِ دِينِه فلْيَتَّقِ اللهَ في الشّطرِ الثاني)، وقوله أيضاً: (الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِها المرأةُ الصَّالحةُ
يُمكن تعريف حقوق الزوجة بأنّها الأمور التي تستحقّها الزوجة ويجب على الزوج القيام بها، وفيما يأتي بعض حقوق الزوجة التي وردت في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وبعض أقوال أهل العلم والدين: