كيف تكون من المحسنين

الكاتب: علا حسن -
كيف تكون من المحسنين.

كيف تكون من المحسنين.

 

الإحسان

يعدّ الإحسان صفةٌ من صفات العابدين المقرّبين، ويعرّف بأنّه الإتقان، أمّا في الاصطلاح الشرعي، فهو: الإتيان بالمطلوب شرعاً على وجهٍ حسنٍ، وحقيقته أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، ويرافق الإحسان بذل كلّ ما فيه النفع للبلاد والعباد، وفي الإحسان بذلٌ وعطاءٌ، واعترافٌ بالفضل، وقيامٌ بالواجب، فالمحسن يقدّم الخير والنفع للآخرين، ولا يؤذي أحداً منهم، وإن آذوه، فلا يردّ ذلك الإيذاء؛ وإنّما يعفو ويصفح، ويقدّم للآخرين دون انتظار شيءٍ منهم،

كيفية الوصول لدرجة الإحسان

من أراد أن يصل إلى درجة الإحسان، التي تحقّق حبّ الله تعالى، فعليه المبادرة إلى القيام بأعمالٍ ورد ذكرها في القرآن الكريم، وكلّما بالغ العبد في الحرص على تلك الأعمال، والإكثار منها، كان ذلك من الأفضل له، وفيما يأتي بيانٌ لتلك الأعمال بشكلٍ مفصّلٍ

  • الإنفاق؛ وهو بذل المال في سبيل الله تعالى، ودليل ذلك قول الله سبحانه: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، والإنفاق الذي يطلبه الله -تعالى- من عباده، هو الإنفاق المعتدل المتوسّط، ففي الإنفاق طاعةٌ لله تعالى، وتدريبٌ للنفس، وتزكيةٌ لها، وفيه مساندةٌ ومساعدةٌ للناس.
  • التقوى؛ والمداومة عليها تؤدي بالعبد إلى وصوله لمرتبة الإحسان، حيث قال الله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) والمقصود بالتقوى في الآية السابقة العمل على الحذر من غضب الله تعالى، وعقابه، وناره، وذلك بالحرص على العمل الصالح، الذي يعدّ حاجزاً بين العبد والنار، فكما يتّخذ الإنسان الملابس وقايةً له من البرد، فالعمل الصالح، وطاعة الله، واجتناب نواهيه، تقيه من النار.
  • كظم الغيظ، والعفو؛ وذلك يتطلّب مجاهدةٌ للنفس، وليس ذلك من اليسير عليها، ولمّا كان كذلك، فقد وصل بصاحبه إلى حبّ الله له، حيث قال الله سبحانه: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)ويتمثّل العفو والصفح؛ في عدم الإساءة لمن يُقدم على الإساءة؛ لأنّه بذلك يكون قد قدّم ما عنده وزيادةٌ.

 

درجات الإحسان

يطلق الإحسان على أمرين، أحدهما: الإحسان إلى الغير، والثاني: الإحسان في الفعل، والإحسان أعلى منزلةً من العدل؛ لأنّ العدل إعطاء الإنسان ما عليه، وأخذ ما له، أمّا الإحسان فهو تقديم الإنسان أكثر ممّا عليه، وأخذ أقلّ ممّا له، ولذلك فقد كان ثواب المحسنين أعلى درجةً، وفيما يأتي بيان أحوال العبد مع الله، كما قسّمها العلماءحال المراقبة: وهي المذكورة في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (فإنَّكَ إن لا تراهُ فإنَّه يراكَ)، وتلك المرتبة من الإخلاص لا تأتي دونها أيّ مرتبةٍ، فإن تجاوزها العبد في أعماله، وفقد مراقبة الله له؛ فَسد عمله، وهي الحالة الوسطى بين الرياء والإخلاص، فالإخلاص واجبٌ على المسلم، في كلّ عملٍ يقوم به، وقد خشي رسول الله على المسلمين من الوقوع في الرياء، فكان يقول: (إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ، فسُئل عنه، فقال: الرياءُ يقولُ اللهُ يومَ القيامةِ للمرائين: اذهبوا إلى ما كنتم تُراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندَهم مِن جزاءٍ؟)

شارك المقالة:
232 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook