كيف تكون حسن الخلق مع الناس

الكاتب: علا حسن -
كيف تكون حسن الخلق مع الناس.

كيف تكون حسن الخلق مع الناس.

 

الأخلاق الحَسنة

لا تنكر المجتمعات والأمم على اختلاف ثقافاتها أهميّة الأخلاق وضرورتها، والحاجة الماسّة لتحلِّي الأفراد والتزامهم بها، وما يترتّب مقابل التّخلي عنها وعدم الالتزام بها من عواقب وخيمةٍ، وهناك عدّة شواهد تاريخيّة ودينيّة تؤكد أنّ تدنّي الأخلاق، وانحدار مستواها، وتخلّي الأفراد عنها كانت سبباً في زوال الحضارات والأُمَم أو تردّي أحوالها، ومن هذه الشواهد ما جاء في القرآن الكريم من قول الله -تعالى- واصفاً قوم ثمود وقوم فرعون، وما كان منهم من فساد وإفساد كبيرين، وما كانت عاقبتهم، فقال: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ*الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ*فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ*فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ)

تعريف الأخلاق

يختلف تعريف الأخلاق لُغةً عن تعريفها اصطلاحاً، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الأَخْلاق في اللغة: تعود كلمة الأخلاق إلى الجذر اللغوي خَلَقَ، وهو راجع إلى أصلَين؛ الأوّل يُفيد مُلامسة الشّيء، وأمّا الثاني فيفيد تقدير الشيء؛ وهو الأصل الذي ترجع إليه لفظة الأخلاق؛ لأنّ صاحبه يُقدَّر عليه، ويُقال: فلانٌ خَليقٌ بكذا، أو أخْلَقُ به كذا؛ أي: هو ممّا يُقدَّر فيه ذلك، ومفرد الأخلاق الخُلُق، وهو كما قال ابن منظور في لسان العرب: الدّين، والطّبع، والسجيّة.
  • الأخلاق في الاصطلاح: إنّ للعلماء عدّة تعريفاتٍ للأخلاق؛ فمنهم من عرّفها بأنّها هيئة راسخة في النّفس؛ تصدر عنها أفعال الإنسان بيُسرٍ وتلقائيّةٍ دون حاجةٍ لتفكيرٍ ورَوِيّةٍ، وعلى هذا فإنّ مفهوم الأخلاق بوجهٍ عامٍّ يشمل الهيئات الحَسنة والسيّئة؛ أي أنّ الهيئة الرّاسخة في النّفس إذا صدر عنها فعل حَسَن سُمِّيت خُلُقاً حسَناً، وإن صدر عنها فعل قبيح أو سيِّئ سُمِّيت فعلاً سيِّئاً وتعريف الأخلاق الحَسنة على وجه الخصوص، فهو كما عرّفها بعض المُحدّثين: تصوّر وتقييم ما ينبغي أن يكون عليه السلوك متماشياً في ذلك مع مثَلٍ أعلى، أو مبدأ أساسيّ تخضع له التصرّفات الإنسانيّة، ويكون مؤازراً للجانب الخيِّر في الطبيعة البشريّة

    فوائد الأخلاق الحَسنة

    إنّ للأخلاق الحَسنة فوائد وثمراتٍ يجنيها من يتحلّى بها ويتمثّلها في سلوكاته وتصرّفاته وأفعاله، وهذه الفوائد والثّمرات منها ما هو ثواب أُخرويّ، ومنها ما هو ثواب دنيويّ، فالثواب الأخروي يتمثّل بالحصول على محبّة الله -تعالى- ومحبّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، والفوز برضا الله -تعالى- وجنّته، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال: (إنَّ من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلساً يومَ القيامةِ أحاسِنكم أخلاقاً، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني مجلساً يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ، والمُتشدِّقونَ، والمُتفيهقونَ، قالوا: قد علِمْنا الثرثارونَ والمتشدِّقونَ، فما المتفيهقونَ؟ قال: المُتكبِّرونَ)

شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook