كيف تكون النصيحة لله

الكاتب: علا حسن -
كيف تكون النصيحة لله.

كيف تكون النصيحة لله.

 

مقدمة

الحياة صعبة في جميع ملامحها، وأبرز ما يجعلها صعبة هي عدم قدرتنا على مجاراة الواقع، والبحث دوماً يكون عن الأشياء التي لا يمكن أن نصل إليها أو أن تكون لنا في يوم من الأيام، وأكثر الأمور التي تزعج في شخصية الإنسان، والتي زرعت في نفسه فطرة هي رغبته في امتلاك الأشياء بكافة تفاصيلها، حتى لو لم يكن هناك أي صلة تجمعه بهذه الأشياء من وقت لآخر، والحديث هنا لا يدور عن التفاعل بين الإنسان وربه، ولكن في الطريقة التي يحدث بها هذا التفاعل، فعلى الرغم من أنّ الدين قد وضّح للإنسان كيفية التعاملات مع الآخرين،

كيف تكون النصيحة لله

وفي حديثنا اليوم سيدور عن أبرز الطرق التي تساعد في تقديم النصائح للآخرين، والوصول بهم إلى بر الأمان الذي لطالما أراد العبد أن يصل إليه، ولو أردت أن تكون عبداً شكوراً فما عليك إلّا أنّ تقف بجانب من احتاج إليك، ومدّ يد العون إليه سواء بالفعل الصالح أو الكلمة الطيّبة، أو النصح والإرشاد، ولو أردت النظر إلى الواقع المحيط بك لوجدت أنّ الناس ما عادوا يهتمون بظروف البعض، وأصبح كل منهم يبحث عن طريقة من أجل الوصول بنفسه إلى أفضل الأماكن بدون الحاجة لمساعدة أحد آخر، والنصيحة يجب أن تكون خالصة مخلصة لله سبحانه وتعالى، فالنية التي تتحدث بها مع الآخرين يجب أن تكون صافية، وأن يكون الغرض منها توجيه الشخص إلى الطريق الحنيف، والتعامل معه على أنّه شخص قد ضل الطريق، وحان الوقت كي يرجع إليه بدون أي مضار قد تقع عليه أو تعثّر طريقه.

التذكير برحمة الله سبحانه وتعالى

ولا بدّ أن نتذكر دوماً أن الله يحب العبد ويحب أن يغفر الذنوب التي يرتكبها العبد، فقط عليك التذكير بأن الله سبحانه وتعالى هو الأقدر على غفران ذنوبك، ومحوها من سجلاتك الحافلة بالأخطاء، وجعلها كالصفحات البيضاء التي لم ينقش عليها شيء بعد، وانظر إلى أهل مكة الذين أذوا الرسول صل الله عليه وسلم، ووقفوا في وجه الدعوة، وعملوا على إيذاء المسلمين، وأخرجوا الرسول صل الله عليه وسلم من الأرض التي عاش بها طوال حياته، إلّا أنّ الله عفا عنهم عندما استغفروا لذنوبهم، ودعوا الله أن يكون رحيماً بهم، فالرحمة في صفات الله واردة جدا، وأول الصفات التي يحب الله أن يعامل بها عباده هي الرحمة، فالنصيحة يجب أن تكون بناء على طلب المغفرة من المذنب، والعودة لله سبحانه، وطلب المغفرة، والله سبحانه وتعالى لن يترك عبدا قال ربي الله، وفي خوفنا من عذاب القبر نجد أن الله سبحانه الرحيم بعباده لم يترك عباده على الأرض وهم بقوتهم، فكيف له أن يتركهم تحت الأرض وهم لا حول لهم ولا قوة، بانتظار رحمة الله.


وإن أردت أن تنصح أحدهم فذكره أن باب المغفرة مفتوح على الدوام، وذكره بأن الله سبحانه وتعالى هو الغفور الرحيم، وهو في نفس الوقت شديد العقاب لم يتهاون في الذنب، ولا يخجل من رب العباد، وقل للمؤمن قولا رحيما يعيده إلى رحمة ربه.

 

شارك المقالة:
45 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook