كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

الكاتب: علا حسن -
كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

 

خلُق النبي عليه السلام

عُرِفَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بجميل خلُقه حتى قبل أن يُبعث رسولاً إلى الناس؛ فقد كانت قريش تلقّبه بالصادق الأمين، وتستأمنه على ودائعها، وتجارتها، ورعي أغنامها، وهو لا يزال شابّاً في مقتبل عمره، واستمرّ على ذلك الخلق الحسن بعد البعثة والرسالة؛ فأثنى عليه الله -تعالى- لخلُقه في القرآن الكريم، حيث قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)وحين سُئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خُلق النبي -عليه السلام- قالت ملخّصةً حياته: (كان خلقُه القرآنَ) أي إنّه ملتزمٌ بأخلاق القرآن الكريم والأوامر الواردة فيه في شأنه كلّه، فكأنّه قرآن يمشي على الأرض

اكتساب أخلاق النبي عليه السلام

أخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أكثر ما يُدخل الجنة حُسن الخلق؛ ولذلك كان لزاماً على من جدّ السعي باحثاً عن الدرجات العلا في الجنة أن يحسّن من خلقه، ولقد كان تهذيب الأخلاق من أهمّ الغايات التي بُعث لأجلها رسول الله عليه السلام، إذ قال: (إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ صالحَ الأخلاقِ)، وممّا يُعين المسلم على اكتساب أخلاق النبي -عليه السلام- الدعاء، مقتدياً بذلك بفعل النبي عليه السلام؛ إذ كان يسأل الله -تعالى- أن يجمّله بحسن الخلق على الدوام، فكان من دعائه: (اللَّهمَّ كما حَسَّنتَ خَلقي، فحسِّن خُلُق وعلى المسلم أن يعلم أنّ طريق تعلّمه لأخلاقٍ حسنةٍ جديدةٍ يمرّ بأن يرى عيوب نفسه وأخطائها؛ حتى يعمل على تحسينها وعلاجها، وأن يتوقّف عن ذكر عيوب الناس

جانب من الأخلاق الحسنة

يدخل تحت الخلق الحسن الكثير من الصفات والتعاملات مع الناس، من تلك الصفات التي يستطيع أن يتحلّى بها المسلم فينال بها الأجر من عند الله -تعالى- ما يأتي:

  • أن يعامل المسلم الناس كما يحبّ أن يعاملوه، وفي الحديث الشريف يقول النبي عليه السلام: (وليأتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أن يؤتى إليهِ).
  • أن يحبّ المرء للناس ما يحبّ لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.
  • أن يلاحظ المسلم ما يكره من أخلاق الناس وأخطائهم، ويجنّب نفسه تلك الأفعال ما استطاع.
  • ألّا يكتف المسلم بنقد أخطاء الآخرين، بل ينشغل بمراقبة نفسه وأخطائه كذلك، ويصحّحها.
  • ألّا يقبل المرء لنفسه ما يكره من أفعال وأقوال الآخرين.
  • ألّا يغترّ المرء بمدح الناس وثنائهم عليه حين يؤدي ما عليه من واجبات الطاعة والدعوة إلى الله تعالى.
  • أن يحرص المسلم على أداء حقوق الآخرين، فإنّ عليه واجباتٍ يجب أن يؤدّيها لهم.
  • أن يعفو عن الإساءة إذا صدرت بحقّه، ولا تكن مسوّغاً له ليسيء للآخرين.
  • أن يعامل الناس بالعدل والإنصاف.
  • أن يراقب نفسه وقت الغضب والخلوات، ووقت الحاجة والاستغناء عن الناس، ويجتهد في تحسين خُلقه في كلّ تلك المواقف والأوقات.
  • أن يتحلّى المسلم بجميل الخلق مع الصديق والعدوّ على حدٍّ سواءٍ، فإنّ العداوة ليست مسوّغاً لسوء الخلق أو قلة الأدب.
  • أن يُحسن المسلم الظنّ فيمن أساء له، فلينظر بعين الإنصاف والتريّث قبل أن يطلق الأحكام.
  • أن يعاقب المرء نفسه إذا أخطأ، فلا تربيةً للنفس دون عقابٍ.
  • أن يوطّن الإنسان نفسه على أسوء الاحتمالات التي قد تمرّ به، فإنّ ذلك يُعينه على قبول الأقدار من عند الله تعالى، بعد توكّله على الله تعالى، وأخذه بجميع الأسباب.
  • أن يتأدّب العبد المسلم مع ربه المُحسن المتفضّل عليه أولاً، فهو الأولى والأوجب بحسن الخلق والأدب، فحقّ الله -تعالى- أوجب من حقوق العباد.
  • أن يتذكّر المرء أفضل ما قدّمه الناس من العطاء والخير، دون النظر إلى السيء من أقوالهم وأفعالهم، ويمتدحه ويثني عليه.
  • التحلّي بأخلاق الكرم والجود والحلم والرحمة، إلا أن الأخلاق لا يتحلّى بها المسلم مرّةً واحدةً، أو بوقتٍ قصيرٍ وبسهولةٍ.

 

شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook