من الواجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ الإيمان بقدر الله تعالى وحكمه، مع الاستسلام له، والانقياد التامّ لأوامره؛ إذ إنّ الله تعالى لا يشرّع أيّ حكمٍ من الأحكام إلا لحكمةٍ ومصلحةٍ بالغةٍ أرادها لعباده، إلا أنّ ذلك قد يخفى عن العباد، ومن الأحكام التي شرعها الله تعالى الخاصّة بالنساء: تحريم الصيام على الحائض منهنّ، كما دلّ على ذلك إجماع العلماء، إلّا أنّه يجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها بسبب حيضها، وإذا صامت الحائض رمضان، لم يصحّ ذلك منها، ونصّ بعض العلماء على أنّ الحكمة من ذلك؛ أنّ المرأة تضعف بسبب الحيض، فتتأثر وتضعف بزيادةٍ إلى جانب ضعفها بسبب الصيام، ممّا يجعل الصيام وقت الحيض ضراراً على المرأة.
تستشكل بعض الأمور الخاصّة بالنساء عليهنّ، ومن هذه الأمور ما يتعلّق بالحيض وأثره على عبادتها، وفيما يأتي توضيحٌ لبعض الأمور ذات الصلة بذلك:
لا يمنع الحيض المرأة من القيام ببعض العبادات؛ فإنّ الأجر تناله الحائض إن كانت معتادةً على طاعةٍ ما، أو عملٍ يقرّبها من الله تعالى، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مرض العبدُ أو سافر، كتب اللهُ تعالى له من الأجرِ مثلَ ما كان يعملُ صحيحًا مُقيمًا)، والحيض عارضٌ من العوارض التي تصيب المرأة، كما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعد الصحابة الذين صدقوا نيّة الجهاد في سبيل الله ولكن منعهم العذر، بأجر المجاهد دون أيّ فرقٍ، ومن الطاعات التي يمكن للمرأة الحائض القيام بها:
موسوعة موضوع