يجبُ أن يدرك الوالدان أنّهما بتربيتهما لأبنائهم يقومان بأصعب المهامّ وأكثرها دقّةً وحساسيّةً؛ ولذلك فإنّهما يحتاجان لصبرٍ كبيرٍ، وبذل الوسع في ذلك، مستعينين بالله سبحانه، طالبين منه التوفيق والعون، راجين من ذلك الأجر العظيم الذي رتّبه على تربية الأبناء والصبر عليهم، وحتّى يؤكّد الله تعالى لعباده حاجتهم للصبر على تربية أبنائهم، فقد أنزل الله تعالى في ذلك قوله عزّ من قائلٍ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)،[ فعلى المسلم أن يدرك أنّ التربية لا تأتي باليسر والسهولة، فالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- أمر بالصبر على دعوة ابنته وزوجها للصلاة، ولقد كان يقف على باب خيمتها يناديهما في كلّ صلاةٍ، ولْيعلم المسلمُ أنّ الخطأ قد يقع من الكبير، فلا يعاتب الصغير على ما بدر منه من أخطاء، فإنّه حريٌّ به الوقوع في الزلّات
إنّ أوّل ما يبدأ به الوالدان لغرس البرّ والحبّ في قلوب أبنائهم تجاههم؛ هو أن يبرّوهم هم أوّلاً؛ فيربّوهم التربية الصحيحة السليمة، ويعلّموهم شرائع الدين، ويحبّبوهم فيها، ويهتمّوا بتنشئتهم التنشئة السليمة للبدن والعقل والروح، ويكونوا قدوةً لأبنائهم حتّى يصلُح أبنائهم، فيتقرّبون إليهم، ويحبونهم، ويبحثون عن سبيل برّهم وردّ الفضل لهم،والأساليب الصحيحة في التربية كثيرةٌ متعدّدةٌ، يستطيع الوالدان أن يأتيا منها ما يناسب ظرفهما وطبيعتهما وأبنائهما، فيما يأتي ذكرٌ لنقاطٍ أساسيّةٍ يُفضّل أن يراعيها الوالدان في تنشئة أبنائهما، فيحصدان نتيجة جيّدةً تُقرّب بين الأب وابنه
إذا سعى الإنسان في حياته مجتهداً ليُنشأ أولاده النشأة الصالحة التي تُرضي ربّه، فقد نال الخير والفضل من الله تعالى، وفيما يأتي ذكرٌ لشيءٍ من الأجر المترتّب على التربية التي ورد فيها نصوصٌ عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم