يجب على المرك بأن يُدرك ويعي حقيقة بأنالحياةقد لا تكون عادلةً أحياناً، بحيث لا تهبه وتُحقق له كل ما يتمناه ويصبو له، إضافةً لوجود بعض الحوادث والمواقف الاجتماعيّة التي يتعرّض فيها لمشاعر قد تؤلمه وتؤثّر عليه، والتي تتمثل بانعدام العدالة أو ظلم أحدهم له دون قدرته على الرد أو عدم امتلاكه فرصة الدفاع عن نفسه كما يتمنى أو كما يجب، لكن ذلك لا يعني سيطرة هذه المشاعر عليه، وتوقف حياته عند تلك اللحظة أو تأثّره بالموقف وبتصرّف من ظلمه، بل عليه أن يتناسى، ويتجاوز، ويعيش حياته بصورةٍ جيّدة ويُكافحبقوّةٍوعزيمة من أجل الوصول لسعادته وتحقيق الاستقرار والراحة النفسية واستعادة ثقته بباقي العلاقات الاجتماعيّة أيضاً بغضّ النظر عن الماضي.
هُنالك العديد من الطرق التي تساعد المرء علىنسيانالظلم الذي يتعرّض له من شخص ما أو في حدّثٍ معيّن، ومنها ما يأتي:
قبل بدء المرء بتجاوز الأحداث التي ظُلم بها والتفكير في نسيان من ظلمه عليه أن يكون مُتفهّماً وناضجاً لحقيقة أن ما ذهب في الماضي لن يعود، وأن تلك المواقف التي تعرّض فيها للظلم لن تُكرر من البداية بحيث يُمكنه إصلاحها وتفاديها، لكنه دون شكٍ قادر على إصلاح عواقبهاوالتخلّصمن آثارها عليه، عبر تغيير طريقة تفكيره ونظرته للأمور، بحيث تُصبح أكثر إيجابيةً وانفتاحاً، فلا يُركز على الألم الذي يشعر به، أو دقّات قلبه المُضطربة التي صرخت من شدّة الألم وقتها، أو دموعه ولحظات انهياره وحزنه وعزلته، بل ينظر لليوم على أنه صفحةٌ جديدة سيرسم أحداثها بأبهى وأجمل الألوان وسيُزيّنها بالنجاح، وسيكون أكثر نُضجاً وذكاءً، وحبذا لو يبدأ صباحه بتلك الدفعات المعنويّة العاليّة، والطاقة الإيجابيّة التي ستحُثه على تجاوز ما حدث من قبل وتبث فيه الأمل والتفاؤل في الغد وتُساعده على تقبّل الواقع والتعامل بصبرٍ وراحة أكبر مع هذه الحياة، ولا تسمح للآخرين أن يستغلوا واقعه أو ينظروا له كنقطة ضعفٍ تُؤذيه أو تُثبط أدائه وتقدّمه وتُهدد سعادته.
حيث إن هُنالك بعض الأمور التي يُمكن للمرء تجاوزها ونسيانها؛ لأنها قد تكون في الأساس بسيطة أو ذات تأثيرٍ محدود وغير كبيرٍ على حياته، وإذا كان الطرف الآخر يستحق فرصةً جديدة، وبالتالي يُمكنه مغفرة خطيئتهوالصفحعنها؛ لأن خسارته ليست كما يظن أو بالكم الهائل الذي قد يتخيّله،لكنالغفرانلا يعني بالضرورة التصالح معه واستعادة العلاقات المقطوعة والتعامل كأن شيئاً لم يكن، وإنما هو وسيلة لكبح الشعور بالغضب والظلم، وللتخلّص من المشاعر السلبيّة التي قد تظل عالقة في نفس المرء وتُعيق نشاطاته أو تؤثر على طريقة سير حياته، أو تزرع فيه الشك وتُهدد علاقاته المُستقبليّة، كما أنّه سبب من أسباب السلام والراحة النفسيّة، والشعور بالاستقرار الداخليّ دون مُنغّصات أو اضطرابات عاطفيّة أخرى، وعامل من العوامل التي تدعم تحقيق السعادة والهدوء الجسديّ والنفسي، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر في الخطوات والارتباطات القادمة، والتأني في الحكم على الأطراف، وفهم شخصيّاتهم جيداً والاعتبار والعظة؛ لضمان عدم تكرار ما حدث مُجدداً.
يُنصح بالابتعاد عن الشخص الذي قد تتسبب في إيذاء مشاعر المرء وظلمه، واختيار الصحة والسلامة النفسيّة كبديلاً للصواب وتحقيق العدالة، حيث إنه رغم إمكانيّة تأنيبه والصراخ في وجهه، أو حتى استخدام طرق أكثر عنفاً في سبيلالتنفيسعن الغضب، والانتقام منه، أو الدفاع عن النفس، إلا أن ما حدث في السابق لن يتأثر برد الفعل هذا، وحقيقة أن الماضي لن يعود لا تزال قائمة، لذا يُنصح بتجنّب هذا الشخص والابتعاد عنه واستبداله بأشخاصٍ أكثر إيجابيّة ولُطف، وذوي تأثير طيب على حياة المرء بدل استنزاف المشاعر والصحة النفسية، وإضاعة الوقت في ملاحقته، أو السعي للانتقام منه وتحقيق العدالة.
قد تتسبب المشاعر العالقة بسبب الظلم آثاراً نفسيّة عميقة وضارّة على الفرد، تُصبح أخطر من الموقف نفسه أو الشخص المُسبب بها، خاصةً إذا أصبحت تُهدد سعادته المُستقبليّة وتُفسد لحظاته الجميلة أو تُؤثر على صحته النفسيّة والجسديّة إذا ما واصل التفكير بها وتذكّرها وتضحيمها بشكلٍ مُبالغ به، ومن الطرق التي تُساعده على السيطرة على غضبه والحد من تأثيره عليه ما يأتي:
يمكن اتباع الخطوات الآتية لوضع أهداف جوهريّة تُساعد المرء على المضي قدماً ونسيان الظلم في حياته، وهي:
"