جاءت الشريعة الإسلاميّة حاثّةً على الأخلاق الكريمة، وبانيةً للشخصيّة المسلمة القويمة، ومُعزِّزة لحميد الصّفات وطيّب الخِصال فيه، وقد شملت الأخلاق وغطّت جميع مجالات الحياة ومناحيها المختلفة؛ لتكون الأخلاق بذلك ناظمةً لعلاقات المسلم كلّها، بدءاً من علاقته بالله سبحانه وتعالى، ثمّ علاقته بنفسه، ثمّ علاقته بغيره من النّاس من حوله، ولعلّ الشواهد على اهتمام الشريعة الإسلاميّة بالأخلاق كثيرة، فأهمّ غايات بعثة النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- إتمام الأخلاق الحسنة ومواصلة غرسها في النّفوس، فقد رُوِي عنه قول: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ
إنّ الناظر في المعنى اللغويّ للفظة الأَخْلاق، يجد أنّها راجعة إلى الجذر اللغوي خَلَقَ؛ فالخاء واللام والقاف أصلٌ صحيح، وهو يدلّ على مُلامسة الشيء، أو على تقدير الشَّيء، وهو المعنى المُراد، فسُمّي الخُلق بذلك؛ لأنّ صاحبه يُقدَّر عليه، فيُقال: أحدهم خَليق بكذا؛ أي يُقدَّر فيه هذا الشيء،[\والخُلُق كما قال ابن منظور في معجمه: هو الدِّين، والسَّجِيّة، والطَّبع، والجمع منه أخْلاقد وردت لفظة الخُلُق في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة في مواطن عدّة، منها ما يأتي:
إنّ تحسين أخلاق المسلم، وتعزيزها في نفسه، وترسيخها في شخصيّته؛ ليتمثَّلها في سلوكاته وتصرّفاته كلِّها، لها طرق ووسائل عديدة، ومن هذه الطرق والوسائل ما يأتي: