خلق الله تعالي البشر وقَدّر لهم أقدارهم، وكتب نصيبهم في الحياة قبل ولادتهم، وهو سبحانه وتعالى الأرحم بالإنسان من أبيه وأمه، فمهما اشتدت الظروف وكثرت المصائب وضاقت الدنيا بهمومها ومشاكلها فيجب على المسلم ألا يلجأ إلا لله سبحانه وتعالى وحده، وألا يطلب العون إلا منه تبارك اسمه؛ فهو الذي يُعين عباده في وقت المصائب والشدائد، كما أنه وعد الصابر المحتسب أن يُبدله خيراً منها، وإن البلاء هو سُنَّة الله في خلقه، فلا بدَّ أن يمر به كل الناس، ولكن العاقل المؤمن هو من يحتسب أمره عند ربه، ويدع الحزن جانباً، وهو بذلك يثق برحمة الله وكرمه، وأنه سيُثيبه بصبره ويعوّضه عما أصابه من مصائب الدنيا.
الجزع هو حزنٌ يصرف الإنسان عما ينوي القيام به من القول أو العمل ويقطعه عنه، وهو أشدُّ وقعاً وأعظم ضرراً من الحزن؛ لأن الحزن عام، ويشمل ما يصرف الإنسان عن فعل ما ينوي القيام به، وما لا يصرفه، أما الجزع فهو خاصٌ بما يصرف الإنسان عما ينوي القيام به.