نقل أهل السير أنّ عدد الغزوات التي غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم خمس وعشرون، وفي قول آخر سبع وعشرون، وقول ثالث تسع وعشرون، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أنّ هذا العدد الكبير سببه عدّ كل غزوة أو وقعة على حدة على الرغم من تقارب بعضها مع الآخر في الزمن، أما حال ذكر العدد المتوسط أو القليل من الغزوات فسببه جمع الغزوتين اللتين تقاربتا في الزمن وجعلهما غزوة واحدة، ومنها غزوتا الخندق وبني قريظة، وغزوتا حنين والطائف وقد ثبت في الصحيحين: (أنَّ عبدَ اللهِ بنَ يزيد خرج يستسقي بالناسِ. فصلَّى ركعتَينِ ثم استسقى . قال: فلقيتُ يومئذٍ زيدَ بنَ أرقمٍ. وقال: ليس بيني وبينه غيرُ رجلٍ، أو بيني وبينه رجلٌ. قال فقلتُ له: كم غزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: تسعَ عشرةً. فقلتُ: كم غزوتَ أنت معه؟ قال: سبعَ عشرةَ غزوةً. قال فقلتُ: فما أولُ غزوةٍ غزاها؟ قال: ذاتُ العُسَيرِ أو العُشَيرِ).
وقعت هذه الغزوة في رمضان من العام الثاني للهجرة، وكان عدد المسلمين فيها 313 صحابياً وقائدهم محمد صلى الله عليه وسلم، وعدد المشركين بلغ 1000 مشرك، وقائدهم أبو جهل، ولما وصل المسلمون خبر وجود قافلة تجارية كبيرة بقيادة أبي سفيان قرروا الخروج والسيطرة عليها، فوصل الخبر إلى أبي سفيان فغير مسار القافلة وبعث إلى قريش يستنجدهم، فخرجوا لنجدته إلى المدينة، ولما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم بالخبر أمر المسلمون بالتجهز للقاء الكفار، فخرجوا إلى آبار بدر وهناك كان اللقاء وقد انتصر المسلمون في المعركة، واستشهد منهم 22 صحابياً، وقتل 70 مشركاً، وجُرح سبعون آخرين
وقعت هذه الغزوة في شهر ذي القعدة من العام الخامس الهجري، وكان عدد المسلمين فيها ثلاثة آلاف صحابي، وقائدهم محمد صلى الله عليه وسلم، وعدد المشركين بلغ عشرة آلاف مشرك، وقائدهم أبو سفيان وغيره، وسبب المعركة يعود إلى تحريض اليهود قبائل قريش وغطفان وبني سليم وبني أسد على قتال المسلمين وطردهم من المدينة المنورة، ولما علم المسلمون بذلك حفروا الخندق حول المدينة دفاعاً عن أنفسهم وحوصرت المدينة من قبل الأحزاب شهراً ثمّ عادوا إلى بلادهم خاسرين خائبين