القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، المنزل على الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ليقوم بهداية النّاس، وإرشادهم إلى طريق الحقّ والصّواب، وتحذيرهم من طريق الضّلال والانحراف، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، وهو الكتاب الّذي أُنزل للنّاس جميعاً، وقد ذُكر في القرآن الكريم قصص الأمم السابقة، وأسماء الله -تعالى- وصفاته، والأحكام الخاصّة بحياة العباد، ومصير المؤمنين والكافرين، ومشاهد يوم القيامة، وغير ذلك الكثير، فهو كتابٌ شاملٌ مبيّنٌ لكلّ شيء.
تعرّف السّورة في الاصطلاح على أنّها حصيلة مجموعة من الآيات المحدّد أوّلها وآخرها بالتوقيف، وهذه الآيات هي عبارة عن مجموعة كلمات من القرآن التي تكوّن السّورة، ومن مجموع السّور يتألّف القرآن الكريم، ويبلغ عدد السّور في القرآن الكريم مئة وأربع عشرة سورة، بحيث تتوزّع هذه السّور في ثلاثين جزءاً، وكلّ جزءٍ يحتوي على حزبين، بحيث يبلغ عدد الأحزاب في القرآن الكريم ستّين حزباً، وتقسم السّور في القرآن الكريم إلى سورٍ مكيّة ومدنيّة، ولكلّ سورةٍ اسمٌ يخصّها عن غيرها، وبعض السّور لها أكثر من اسم، كسورة الفاتحة، حيث لها أسماءٌ كثيرةٌ وهي: أمّ الكتاب، والسّبع المثاني، والكنز، والوافية، والكافية، والشّافية، وغيرهم من الأسماء، وهناك بعض السّور تسمّى بحسب الحروف المقطّعة التي وردت في بدايتها، ومن الأمثلة عليها سورة طه، ويس، وص، وق.
إنّ الرّاجح من القول في أسماء سور القرآن الكريم أنّها توقيفيّة؛ أي لا اجتهاد فيها، فهي من عند الله -تعالى- أوحى بها إلى جبريل -عليه السّلام- ليعلّمها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ علّمها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى كتّاب الوحي، وبهذا الشّكل عُرفت أسماء السّور، وانتشرت بين النّاس، فهي أمرٌ ثابتٌ لا اجتهاد فيه، وأمّا بما يخصّ ترتيبها في المصحف الشّريف فالرّاجح أنّ التّريب توقيفيٌّ أيضاً، علّمه الله -تعالى- لجبريل عليه السّلام، ثمّ علّمها جبريل للرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ وصلت إلى كتّاب الوحي، وبعدها انتشرت في الأمّة، وهناك بعض المعلومات المتعلّقة بسور القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكرها:
يبلغ حافظ القرآن الكريم منزلةً ودرجةً عاليةً في جنّات النّعيم، فمنزلته تكون عند آخر آيةٍ يقرؤها، وهذا ما هو ثابتٌ في الحديث الشّريف الّذي رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله، وهو: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ : اقرأْ وارقَ ورتِّلْ ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا ، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها)، وحتّى ينعم المسلم بالارتقاء في الدّرجات يوم القيامة، يمكنه اتّباع بعض الوسائل التي تعينه على حفظ القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:
إن لحفظ القرآن الكريم فضائلٌ عديدةٌ في الدّنيا والآخرة، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
موسوعة موضوع