كم عدد السور التي افتتحت بثلاثة أحرف

الكاتب: مروى قويدر -
كم عدد السور التي افتتحت بثلاثة أحرف

كم عدد السور التي افتتحت بثلاثة أحرف.

 

 

الحروف المقطعة في القرآن الكريم:

 

إنّ الحروف المُقطّعة في بداية سور القرآن الكريم تُعدّ وجهاً من وجوه الإعجاز فيه، ففيها تحدٍّ للعرب الذين نزل القرآن بلغتهم وبأحرفهم التي يستعملونها في صياغة كلامهم للإتيان بمثله. وإنّ عدد السّور في القرآن الكريم التي افتتحت بالحروف المقطّعة تسعٌ وعشرون سورة، فمن هذه السّور ما افتتح بحرفٍ واحد مثل: ص، ق، ن، ومنها ما افتتح بحرفين مثل: طه، يس، ومنها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل: ألم، ومنها ما افتتح بأكثر من ثلاثة أحرف مثل: كهيعص.

 

السّور التي افتتحت بثلاثة أحرف:

 

إنّ عدد السّور الّتي افتتحت بالحروف المقطّعة المكوّنة من ثلاثة أحرف هو ثلاث عشرة سورة، فيما يأتي بيانها والتّعريف بها:

  • سورة البقرة: وهي سورة مدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطعّة، وهي الألف، واللّام، والميم، في "ألم"، وهي من السّور الطّوال في القرآن الكريم، بل أطول السّور على الإطلاق، وسُميّت بسورة البقرة نظراً للمعجزة الّتي حصلت في زمن موسى عليه السّلام، والّتي دلّت على قدرة الله تعالى في الإحياء بعد الموت، وهي السّورة الثّانية في ترتيب المصحف الشّريف، ويبلغ عدد آياتها مئتين وستّة وثمانين، وتُعدّ سورة البقرة أوّل السور نزولاً في المدينة المنوّرة، وقد تمّ ذكر لفظ الجلالة في السّورة أكثر من مئة مرة، ويوجد في نهايتها أطول آية في القرآن، وهي آية الدّين، ورقمها مئتان واثنان وثمانون، وتتحدّث سورة البقرة عامةً عن مواضيع التّشريع.
  • سورة آل عمران: وهي سورة مدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطعّة، وهي الألف، واللّام، والميم، في "ألم"، وهي من السّور الطّوال في القرآن الكريم، وسميّت بهذا الاسم لذكر قصّة أسرة آل عمران فيها، وهو والد مريم أمّ عيسى عليهما السّلام، فقد جاء في هذه القصّة الكثير من دلائل قدرة الله تعالى بما حدث بحمل وولادة مريم العذراء لعيسى عليه السّلام، وهي السّورة الثّالثة في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها مئتان، وقد نزلت بعد سورة الأنفال، وتحدّثت السّورة عن أصول العقيدة الإسلاميّة، وإقامة الحجّة والدّلائل القاطعة على وحدانيّة الله تعالى، وكذلك التّشريعات المتعلّقة بما يخصّ الغزوات والجهاد.
  • سورة يونس: وهي سورة مكيّة، إلّا الآيات: أربعون، وأربعٌ وتسعون، وخمسةٌ وتسعون، وستّةٌ وتسعون، فهي مدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطّعة، وهي الألف، واللّام، والرّاء، في "ألر"، وانتهت السّورة بالحثّ على الصّبر وأهميّته، وسمّيت بسورة يونس نظراً لورود قصّة يونس عليه السّلام فيها والمعروف بذي النّون، فقد ذكرت السورة العبر المستفادة من هذه القصة، وسورة يونس هي السّورة العاشرة في ترتيب المصحف الشّريف، ويبلغ عدد آياتها مئة وتسعة، وقد نزلت بعد سورة الإسراء، وتحدّثت عن العقيدة الإسلاميّة.
  • سورة هود: وهي سورة مكيّة، إلّا الآيات اثنا عشر، وسبعة عشر، ومئة وأربعة عشر، فهي مدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطّعة: الألف، واللّام، والرّاء، وانتهت بذكر العبر المستفادة والحكمة من بيان قصص الأنبياء عليهم السّلام، وسميّت بسورة هود بسبب الجهود الّتي بذلها نبيّ الله تعالى هود عليه السّلام أثناء دعوته قومه عاد للإيمان بالله تعالى، وهي السّورة الحادية عشرة في ترتيب المصحف الشّريف، وآياتها مئة وثلاثة وعشرون، وقد نزلت بعد سورة يونس، وتحدّثت عن قصص الانبياء عليهم السّلام بشكلٍ تفصيليّ، وذلك مواساةً لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليصبر ويتحمّل ما يواجهه من التّعب والأذى من المشركين، خاصّة بعدما توفيّ عمّه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد، وتحدّثت أيضاً عن بعث النّاس يوم القيامة، وما أُعدّ لهم من جزاء.
  • سورة يوسف: وهي سورة مكيّة، إلّا الآيات رقم واحد، واثنان، وثلاثة، وسبعة، فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطّعة الألف، واللّام، والرّاء، وسمّيت بسورة يوسف نظراً لورود قصّة يوسف عليه السّلام فيها بشكل كاملٍ مفصّل، وقد ذُكر فيها اسم نبيّ الله تعالى يوسف أكثر من خمسٍ وعشرين مرّة، وهي السّورة الثّانية عشر في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها مئةٌ وإحدى عشر، وقد نزلت بعد سورة هود.
  • سورة إبراهيم: وهي سورة مكيّة، إلّا الآيتان ثمانية وعشرون وتسعة وعشرون، فمدنيّة، وقد افتُتحت بالحروف المقطّعة "الر"، وسميّت بسورة إبراهيم نظراً لذكرها مآثر نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، بما في ذلك دعوة قومه لتوحيد الله تعالى وتحطيم الأصنام وبناء البيت العتيق، وهي السّورة الرّابعة عشر في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها اثنان وخمسون، وقد نزلت بعد سورة نوح، وتحدّثت عن أصول العقيدة الإسلاميّة، وأركان الإيمان، وبيّنت بشكلٍ مفصّلٍ دعوة الرّسل عليهم السّلام.
  • سورة الحجر: وهي سورة مكيّة، إلّا الآية سبعٌ وثمانون فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطّعة، وهي الألف، واللّام، والرّاء، وسُميّت بسورة الحجر لذكر قصة قوم صالح فيها الذين كانوا ينحتون الجبال ليبنون منازلهم وكأنّهم لن يموتوا، وكان ذلك في الحِجر بين الشام والمدينة، وهي السّورة الخامسة عشر في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها تسعٌ وتسعون، وقد نزلت بعد سورة يوسف، وتحدّثت عن مصير الطغاة، والمتمرّدين، ومن كذّبوا برسل الله تعالى.
  • سورة الشعراء: وهي سورة مكيّة، إلّا الآية مئة وسبعٌ وتسعون، والآيات من مئتين وأربعٍ وعشرين إلى نهاية السّورة، فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطّعة: الطّاء، والسّين، والميم، في "طسم"، وسُمّيت بسورة الشّعراء لبيانها أخبارهم، وذلك لإقامة الحجّة والدّليل على المشركين الّذي اعتقدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم شاعر، وأنّ ما يأتي به شعر، وهي السّورة السّادسة والعشرون في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها مئتان وسبع وعشرون، وقد نزلت بعد سورة الواقعة، وتحدّثت عن توحيد الله تعالى وأصول العقيدة الإسلاميّة.
  • سورة القصص: وهي سورة مكيّة، إلا الآيات من اثنين وخمسين إلى خمسة وثمانين فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطّعة: الطّاء، والسّين، والميم، في "طسم"، وسميّت بسورة القصص نظراً لورود قصّة موسى عليه السّلام فيها بشكلٍ تفصيليٍّ، وهي السّورة الثّامنة والعشرون في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها ثمانية وثمانون، وقد نزلت بعد سورة النّمل، ومن مواضيعها: العقيدة الإسلاميّة والبعث يوم القيامة
  • سورة العنكبوت: وهي سورة مكيّة، إلّا الآيات من واحد إلى إحدى عشر، فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطعّة: الألف، واللّام، والميم، في "الم"، وسُميّت بسورة العنكبوت لأنّ الله تعالى شبّه فيها الآلهة المزعومة بالعنكبوت عند اتخاذها بيتاً لها، وهي السّورة التّاسعة والعشرون في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها تسعٌ وستّون، وقد نزلت بعد سورة الرّوم، وتحدّثت بشكلٍ رئيسيٍّ عن الإيمان بالله تعالى، وعن الابتلاءات الّتي يمكن التّعرض لها، وخاصّة عند ذكر السورة لقصص الأنبياء والمرسلين.
  • سورة الرّوم: وهي سورة مكيّة، إلّا الآية سبعة عشر فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطعّة، وهي الألف، واللّام، والميم، وسميّت بسورة الرّوم لبيان إحدى المعجزات الدّالة على صدق ما جاء في القرآن الكريم، والرّوم هم القوم الّذين كانوا يسكنون في شمال الجزيرة العربيّة، وهي السّورة الثّلاثون في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها ستّون، وقد نزلت بعد سورة الانشقاق، وتحدّثت عن أصول العقيدة الإسلاميّة، كباقي السّور المكيّة.
  • سورة لقمان: وهي سورة مكيّة، إلّا الآيات من سبعٍ وعشرين إلى تسعٍ وعشرين فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطعّة: الألف، واللّام، والميم، وسميّت بلقمان لذكر آياتها قصّة لقمان أحد الصّالحين الذي عُرف بحكمته، وهي السّورة الحادية والثّلاثون في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها أربعٌ وثلاثون، وقد نزلت بعد سورة الصّافات، وتحدّثت عن وحدانيّة الله تعالى، والنبوّة، والبعث يوم القيامة.
  • سورة السّجدة: وهي سورة مكيّة، إلّا الآيات من ستّة عشر إلى عشرين فمدنيّة، وقد افتتحت بالحروف المقطعّة: الألف، واللّام، والميم، وسميّت بسورة السّجدة للثناء فيها على المؤمنين الذين إذا سمعوا آيات الله خرّوا سُجّداً، وهي السّورة الثّانية والثّلاثون في ترتيب المصحف الشّريف، وعدد آياتها ثلاثون، وقد نزلت بعد سورة المؤمنون، وتحدّثت عن مواضيع عديدة، منها البعث يوم القيامة.

 

معاني الحروف المقطّعة:

 

اختلف العلماء في بيان معاني الحروف المُقطّعة التي افتتح الله تعالى بها بعض سور القرآن الكريم، ويُعزى ذلك لعدم وجود طريق صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام يُبيّن المُراد منها، ويمكن تلخيص آراء العلماء على اختلافها في رأيين اثنين كما يأتي:

  • الرّأي الأوّل: أنّ هذه الحروف لا أحد يعرف معناها، فهي من العلم الّذي استأثر الله تعالى به، وهذا الرّأي تبنّاه كثيرون من سلف الأمّة.
  • الرّأي الثّاني: أنّ هذه الحروف لها معانٍ ذُكرت في كتب التفاسير المختلفة، وممّا ورد في كتب التفسير أنّ هذه الحروف تدّل على إعجاز القرآن الكريم، والتّحدي للمجيئ بمثله، بالرّغم من أنّ هذه الحروف ظاهرة للنّاس ليست غريبة عليهم.
شارك المقالة:
250 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook