كم عدد السجدات في القرآن الكريم

الكاتب: مروى قويدر -
كم عدد السجدات في القرآن الكريم

كم عدد السجدات في القرآن الكريم.

 

 

تلاوة القرآن الكريم وفضلها

 

يعدّ القرآن الكريم كلام الله عزّ وجلّ، وهو صراطه المستقيم الذي يهتدي من تمسّك به وحرص عليه، ويضلّ من تركه وأعرض عنه، وقد أخبر الله -سبحانه- عن مكانته العظيمة وأهميته الكبيرة في كثيرٍ من آياته، حتى إنّه سمّاه نوراً، وجعل فيه شفاءً للناس، ولأجل ذلك فقد تكفّل الله بحفظه وأمر عباده بتلاوته والعمل به، قال تعالى في ذلك: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وتعدّ تلاوة القرآن الكريم صفةً من صفات المؤمنين الصادقين، وقد امتدحهم سبحانه في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، ففي هذه الآية إخبارٌ من الله -سبحانه- بأنّه يوفّي قرّاء القرآن الكريم أجورهم يوم القيامة، بل يزيدهم من فضله أيضاً، وقد كان مطرف بن عبد الله يسمّي هذه الآية بآية القرّاء، وقد اعتنت السنة النبوية أيضاً في الترغيب بتلاوة القرآن الكريم وبيان فضل ذلك، كما تنوعت أساليب الرسول -عليه السلام- في حثّ المسلمين على تعاهد كتاب الله -عزّ وجلّ- بالقراءة والتدبّر.

فمن الأحاديث النبوية التي أشارت إلى فضل تلاوة القرآن الكريم قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الذي ليسَ في جوفِهِ شيءٌ من القرآنْ كالبيتِ الخَرِبِ)، كما أخبر الرسول أنّ تلاوة القرآن الكريم نعمةٌ عظيمةٌ يُحسد صاحبها عليها، ولا يكون الحسد بها بالمعنى العام، بل بمعنى الغبطة؛ أي تمنّي الحصول على تلك النعمة دون زوالها عن صاحبها، قال الرسول: (لا حسدَ إلا في اثنتَين: رجلٍ آتاه اللهُ القرآنَ، فهو يقوم به أناءَ الليلِ، وآناءَ النهارِ)، وفي تلاوة القرآن الكريم بركةٌ للعبد في الأولى والآخرة، كما أنّها خيرٌ للعبد من الدنيا وما فيها جميعاً، وهي تحقّق للإنسان أربعة أمورٍ عظيمةٍ، كما أخبر الرسول عليه السلام: (ما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ، يتلون كتابَ اللهِ، ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيتْهم الرحمةُ وحفّتهم الملائكةُ، وذكرَهم اللهُ فيمن عنده)، وفي تلاوة القرآن فرصةٌ عظيمةٌ للحصول على الحسنات، لأنّ أجر قراءة الحرف الواحد منه بعشر حسناتٍ، بالإضافة إلى أنّ التالين للقرآن الكريم هم أهل الله.

 

سجدات القرآن الكريم وعددها

 

كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إذا قرآ آيةً من الآيات التي فيها سجود التلاوة سجد في نهايتها وسجد معه أصحابه السامعون لتلاوته، وبقي يفعل ذلك إلى أن توفاه الله، ودرج الصحابة -رضي الله عنهم- على فعل ذلك بعده، وسجود التلاوة لا يشترط فيه الطهارة في أصحّ قولي العلماء، وليس فيه تسليمٌ أيضاً، كما لا يكبر المسلم عند الرفع منه في أصحّ الأقوال عند العلماء، أمّا عند الشروع فيه فيُشرع التكبير لثبوت ما يدلّ على ذلك من حديث ابن عمر رضي الله عنه، ويأخذ سجود التلاوة حكم السنة سواءً أكان أثناء الصلاة أو خارجها، ولا يعدّ من قبيل الواجب لما ثبت من دلالةٍ على ذلك في حديث ابن عمر وزيد بن ثابت رضي الله عنهما، ويُشرع فيه ما يشرع في سجود الصلاة المعتاد، فالواجب فيه قول: سبحان ربي الأعلى، فإذا زاد الإنسان على ذلك من دعاءٍ وذكرٍ كان من قُبيل المستحب، ورُوي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يقول في سجود التلاوة: (اللهم اكتُبْ لِي بها عندَك أَجْراً، وضَعْ عني بها وِزْراً، واجعلْها لي عندك ذُخْراً، وتَقَبَّلْها مِنِّي كما تَقَبَّلْتَها من عبدِكَ دَاوُدَ).

وقد ورد في القرآن الكريم خمسة عشر سجدةً، جاءت متفرّقةً في سورة الأعراف، وسورة الرعد، وسورة النحل، وسورة الإسراء، وسورة مريم، وجاءت اثنتنان منها في سورة الحجّ، وكذلك في سورة الفرقان، وسورة النمل، وسورة السجدة، وسورة ص، وسورة فصلت، وسورة النجم، وسورة الانشقاق، وسورة العلق، وتنوعّت تلك الآيات بين كونها إخبارٌ من الله -تعالى- عن سجود مخلوقاته له على وجه العموم أو الخصوص، فيسجد تالي القرآن أو المستمع له حينها تشبهاً واقتداءً بهم، وبين كونها أوامراً من الله سبحانه بالسجود له، فيكون سجود التالي للقرآن أو المستمع له حينها امتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ، وطاعةً له، والحكمة من سجود التلاوة أنّه نوعٌ من التربية الروحية العلمية للإنسان المسلم، فيفاجأ بها في كلّ مرةٍ أثناء قراءته أو سماعه للقرآن الكريم، ممّا يجعلها اختباراً لدرجة استعداده لإجابة الدعوة عملياً بالخضوع إلى الله سبحانه، وفيها أيضاً تشبّهاً بالملأ الأعلى الدائم السجود لله عزّ وجلّ، كما أنّه تلبيةٌ لمقتضى العلم والإيمان في قلب المؤمن.

 

آداب تلاوة القرآن الكريم

 

لقراءة القرآن الكريم آداب خاصةٌ، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:

  • الإخلاص لله تعالى،؛ لأنّ قراءة القرآن الكريم عبادةٌ خالصةٌ، والعبادة مبنيةٌ على الإخلاص لله عزّ وجلّ؛ حتى تكون صحيحةً مقبولةً عند الله سبحانه.
  • حضور القلب؛ وذلك بأن يطرد الإنسان حديث النفس حين تلاوته للقرآن الكريم، ممّا يؤدي إلى تعظيمه لكلام الله سبحانه، كما يجدر به أن يستحضر في نفسه أنّه بين يدي ربه، وأنّه يتقرّب إليه من خلال قراءته لكلامه، فذلك أدعى لحصول الخشوع في قلبه.
  • تدبّر الآيات؛ من خلال محاولة استيعاب معاني الآيات التي يقرأها الإنسان وفهمها، لأنّها أوامر من الله -عزّ وجلّ- له، فيجدر به أن ينشط لفعلها وتنفيذها.
  • الطهارة أثناء تلاوة القرآن الكريم، وتشمل الطهارة: طهارة البدن والمكان والثوب، فلا يجوز قراءة القرآن في الأماكن المستقذرة تعظيماً لكتاب الله سبحانه.
  • استقبال القبلة أثناء التلاوة، والجلوس بسكينةٍ ووقارٍ كما يجلس الشخص أمام معلّمه، وإن قرأ مضطجعاً أو قائماً لجاز ذلك أيضاً.
شارك المقالة:
81 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook