من المفارقات المؤلمة والغريبة في آن واحد أن يكون أكبر حزن قد أصاب قلب الإنسان، حدث خلال بحثه عن السعادة.. أن يتحطّم قلب الإنسان على يد الشخص الذي كان يرى فيه سعادة قلبه، هذا أشبه بأن يرى الواحد منّا زهرة جميلة في بستان، وما أن ينحني آمناً مطمئناً ليشمّ أريجها، حتى تنفجر في وجهه، هكذا يكون أثر جرحالحبفي قلوبنا، فقد أحضرنا لكم باقة منكلمات عن جرح الحب.
قصيدة سلوان.. لا تحزني للشاعر فاروق جويدة، وهو شاعر مصري معاصر من مواليد عام 1946م، وهو من الأصوات الشعرية المميزة والصادقة في حركة الشعر العربي المعاصر، حيث نظم الكثير من ألوان الشعر ابتداءً بالقصيدة العمودية وانتهاءً بالمسرح الشعري، وقدم للمكتبة العربية 20 كتاباً.
سلوان لاتحزنيإن خانني الأجل
ما بين جرح وجرح ينبت الأمل
لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني
إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل
قد يصبح العمر أحلاما نطاردها
تجري ونجري.. وتدمينا ولا نصل
سلوان لا تسأليني عن حكايتنا
ماذا فعلنا.. وماذا ويحهم فعلوا
قد ضيعوا العمر يا للعمر لو جنحت
منا الحياة وأفتى من به خبل
عمر ثقيل بكأس الحزن جرعنا
كيف الهروب وقد تاهت بنا الحيل
الحزن في القلب في الأعماق في دمنا
يأسطويل فكيف الجرح يندمل
أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا
قبر من الخوف يطوينا ونحتمل
لا تسأليني لماذا الحزن ضيعنا
ولتسألي الحزن هل ضاقت به السب
إن ضاقت الأرض بالأحلام في وطني
ما زال في الأفق ضوء الحلم يكتمل
هذي الجماجم أزهارا سيحملها
عمر جديد لمن عاشوا.. ومن رحلوا
هذي الدماء ستروي أرضنا أملا
قد يخطئ الدهر عنواني ولا أصل
إن ضاق مني زماني لن أعاتبه
هل يعشق السفح من أحلامه الجبل
سلوان يا فرحة في الأرض تحملني
في ضوء عينيك لا يأس ولا ملل
عيناك يا واحتي عمر أعانقه
إن ضاقت الأرض وانسابت بنا المقل
ضيعت عمري أغني الحب في زمن
شيئان ماتا عليه الحبوالأمل
ضيعت عمري أبيع الحلم في وطن
شيئان عاشا عليه الزيف والدجل
كم راودتني بحار البعد في خجل
لا أستطيع بعادا كيف أحتمل
مازال للحب بيت في ضمائرنا
ما أجمل النار تخبو ثم تشتعل
لا تفزعي يا ابنتي ولتضحكي أبدا
كم طال ليل وعند الصبح يرتحل
ما زال في خاطري حلم يراودني
أن يرجع الصبح والأطيار والغزل
سلوان يا طفلتي لا تحزني أبدا
إن الطيور بضوء الفجر تكتحل
ما زلت طيرا يغني الحب في أمل
قد يمنح الحلم.. مالا يمنح الأجل..
قصيدة اللهب القدسي للشاعر بدوي الجبل هو محمد سليمان الأحمد شاعر سوري، يُعدّ من أعلام الشعر المعاصر، "بدوي الجبل" لقب أطلقه عليه يوسف العيسى صاحب جريدة "ألف باء" الدمشقية في العشرينات، وهو يمثل الشعر الكلاسيكي من حيث تحقيق التوازن بين الخيال والفكرة، من الناحية الروحية تأثر شعرياً بجده المكزون، وقد تأثر بالمتنبي شعرياً حتى قيل أنه متنبي القرن العشرين.
يحبّ قلبي خباياه ويعبدها
طفولةالروح أغلى ما أدلّ به
قلبي الذي لوّن الدنيا بجذوته
غرّ و أرفع ما فيه غرارته
ما الحسن إلاّ لبنات منمّقة
لم يرده ألف جرح من فواجعه
آمنت باللّهب القدسيّ مضرمه
نزيّن الروح قربانا لفتنته
و لو أقام الضحايا من مصارعها
ألعبقرّيات وهج من لوافحه
و تلئهين بهدي من عقولهم
ما راعنا الدهر بالبلوى و غمرتها
إن نحمل الحزن لا شكوى و لا ملل
و ما رعانا على عصف الخطوب بنا
ليت الذين و هبناهم سرائرنا في
و لا وفاء لقلب حين نؤثره
أشامت عند جلاّنا و ما نزلت
هان و محنتي العصماء دامية
ما ضجّ في قلبه جرح فكابده و
تضنّ باللّهفة الحرّى جوانحه
فما ترشّفت إيمانا بمعبده
ناء عن النّار لو طاف اللّهيب به
قد هان حتّى سمت عنه ضغينتنا
يرضيه أن يتشفّى من مدامعنا
حسب الأحبّة ذلاّ عار غدرهم
يهنيك أنّك في نعمى لمحنته
جاه خلقناه من ألوان قدرتنا
لو رفّ حبك في بيداء لاهبة على
حلوت طيفك عن عيني فأسلمه
فيا لكنز شكت منه جواهره
صحا الفؤاد الذي قطّعته مزقا
ما أصعب أن يقسى عليك القدر.. ما أصعب أن تحب شخص ويأتيالقدربكل سهولة ويفرق بينكم.. ما أصعب أن ترى كل أحلامك تتحطم أمام عينيك.. ما أصعب أن تفقد شخص كان هو كل أحلامك .. ما أصعب أن تتمنى الموت من شدّة ما تحس به من ألم.
بنيت للأحزان من عقب فرقاك.. قصر طويل خالد في أحشائي.. وأطفأت شمعات الأمل عند لقياك..مات الحب والأمل.. ولكن القلب ما زال عامر بذكراك.. لم أعد أميز ضحكتي من بكائي.. روحي رهينة غرامك يا بعد روحي.. ارفق على الروح ولا تزيد الجروح.
ألا تأتيك لحظات.. يقطر قلبك ألماً لشيء صغيرتذكرتهكان بيننا.. وكيف أتوقع ذلك منك.. وأنت قطعة من الجحود.. فامرح كثيراً الآن .. فالقدر يخفي لك الكثير من الألم.
أحاول دوماً..
ترميم ما تصنعه من شروخ في جدران صرحنا..
وما ألبث أن أتعافى من إحداها..
حتى تأتيني بنيران تهاونك بي..
فتحرق الجدار بأكمله..
جرح الحب والإحساس...
هو أن تعطي من تحب..
وتعطي وتعطي..
ولا يقابل هذاالعطاءشيء..
جرح الحب..
هو أن تضغط على كرامتك من أجل من تحب..
منتظراً منه أن يكلل كرامتك بتاج من الحب..
وللأسف لا تجد منه إلا الجرح والمهانة..