تعتبر كفالة اليتيم عملاً من أعمال البر الإسلاميّة الحسنة والرفيعة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، حيث يُقصد بها ضم اليتيم والإنفاق عليه والقيام بمصالحه وشؤونه.
تم تصنيفها بأنّها من أفضل الأعمال عند الله عز وجل، فيقول الله عز وجل في كتابه العزيز:(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177].
ذكر رب العزة في هذه الآية الكريمة بعض الأصناف التي تعدّ عند الله من أفضل الأعمال، ومن ضمنها إعطاء الأيتام والتكفّل بهم، والاهتمام بأوضاعهم من خلال كفالتهم ومتابعتهم .
لكفالة اليتيم شروط ثلاثة هي: العدل، والإحسان إلى اليتيم، وعدم الظلم، وهذه الكفالة لا تكون إلا لليتيم، وهو الشخص الذي فقد والده وهو صغير، فيبقى هذا الطفل في حكم اليتيم إلى أن يبلغ أشده، ويبلغ الرشد، فيسقط عنه بعد ذلك اسم اليتيم، إلا في حالات، منها: إذا كان هذا الشخص سفيهاً، أو مجنوناً، أو لا يقدرعلى إعالة نفسه، ونحو ذلك .
اهتم الإسلام بكفالة الأيتام، حيث كان الأيتام مهمشين في الجاهلية قبل الإسلام، ولا أحد ينظر إليهم بعين الشفقة والرعاية، فلذلك أتى الإسلام يحث على عِظم هذا الأمر عند الله عز وجل، فيقول الرسول الله صل الله عليه وسلـم: (أنا وكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كهاتَينِ) [صحيح الأدب المفرد]، وأشار النبي عليه الصلاة والسلام بإصبعيه السبابة والوسطى. ويدل هذا القول من الرسول عليه الصلاة والسلام على عِظم مكانة من يكفل اليتيم عند الله، وقربه من الرسول صلى الله عليه وسلـم .
حثّ القرآن الكريم ، بل وأكد في مواقع عديدة على أهميّة عدم مس مال اليتيم، إلا بما يعود عليه بالخير وما هو في مصلحته، وقد شدد الإسلام على عقوبة آكل مال الأيتام، حيث جعل هذا الأمر من الموبقات، التي تدخل صاحبها في جهنّم.
كما حث القرآن على إكرام اليتيم وعدم إهانته، فيقول الله تعالى: (فأمّا اليتيم فلا تقهر) [الضحى:9]، وهذه الآية تدل على وجوب احترام اليتيم، وعدم قهره وإهانته، لما فيه من إهانة للنفس البشريّة، التي قدر الله سبحانه وتعالى لها العيش بهذه الطريقة.
تعود كفالة اليتيم على صاحبها بفوائد عظيمة وكبيرة نذكر منها:
موسوعة موضوع