قيام ليلة القدر1

الكاتب: مروى قويدر -
قيام ليلة القدر1

قيام ليلة القدر1.

 

 

تعريف ليلة القدر

 

يتركّب مُصطلح ليلة القدْر من لفظين اثنين هما: ليلة والقدر، حيث يبدأ وقت الليل من غروب الشمس حتّى طلوع الفجر، والليل يقابله النهار، أما القدْر لغةً فهو الشرف والوقار، وعُرّف أيضاً بالقضاء والتضييق والحكم، كما قيل إن القدْر هنا بمعنى القَدَر بفتح الدال، أي بمعنى الفصل، والمعنى اللغوي والاصطلاحي في تعريفه لا يختلفان، فهي ليلة في العشر الأواخر من رمضان، وتأتي هذه الليلة مرّة في العام ولا يُعلم متى تكون.


أما سبب تسميتها بليلةِ القدر فقد اختلف العلماء فيه على عدة أقوال منها:

  • القول الأول: لأن الله -سبحانه وتعالى- يقدّر للعباد فيها أرزاقهم وآجالهم ويُبيّن ذلك للملائكة ليطيعوه.
  • القول الثاني: لعظم شأنها وقدرها والشرف العظيم المختص بها.
  • القول الثالث: لأن القرآن الكريم نزل فيها، فارتفعت مكانتها وقدرها بنزول كتاب الله فيها.
  • القول الرابع: سُمّيت بذلك للقدْر العظيم الذي يحظى به من قامها، فينال بذلك قدرًا لم يكن ناله قبلها، وترفعه شرفاً عند الله تعالى، فعمل العبد فيها ذو قدرٍ عظيم.
  • القول الخامس: لأن الأرض تضيق بالملائكة التي تنزل في هذه الليلة لكثرتهم.

 

 

فضائل ليلة القدر

 

هي أفضل ليلة في رمضان، قد منّ الله بها على هذه الأمة بأن جعلها تعدل ألف شهر في الفضل والعمل، ومن بركاتها وفضائلها ما يأتي:

  • نزول الملائكة بكثرةٍ فيها، قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، فيتنزّلون مع نزول بركة ورحمة الله على عباده، ويجتمعون حول حلقات الذكر، ومجالس القرآن.
  • نزول القرآن الكريم فيها، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
  • كتابة أقدار العباد وأرزاقهم خلال العام، قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
  • تفضيل العمل الصالح فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
  • خلوّها من الشرور، والسلامة من العذاب، وعدم نفوذ الشيطان فيها كما ينفذ في غيرها، قال تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
  • غفران ذنوب من قامها لله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).

 

 

علامات ليلة القدر

 

يظنّ البعض أنه لا يوفّق لليلة القدر أو لا يكسب أجرها إلّا إن رأى بعض الأشياء الخارقة؛ كأن يرى نوراً، أو يرى كلّ شيءٍ ساجدًا، وذلك ليس صحيحاً على المطلق، مع عدم نفي أن يرى البعض علامات لهذه الليلة أو يشعر بها بتوفيق من الله، فقد وردت إمارة ذكَرَها أبيّ بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ * لَهَا)  وقد تناقل الناس بعض العلامات لهذه الليلة والتي لا يثبت فيها حديث، كأن يكون الجو فيها ساكنًا لا حاراً ولا بارداً، وأن الأشجار فيها تسجد، والكلاب لا تنبح، والنور يكون في كل مكان، وأن يصبح الماء المالح حلواً، وغيرها من العلامات التي لا أصل لها، فعدم رؤية البعض لها لا يعني أنه لم يدرك الليلة ولم يوفق لها، ويستحب لمن رأى ليلة القدر أن يكتم ذلك ولا يخبر أحدًا به لأنها كرامة * من الله، والكرامة يجب أن تُكتم.

 

 

وقت ليلة القدر

 

اختلف الفقهاء في تحديد ليلة القدر، ومما نُقل من أقوالهم أنها في شهر رمضان في الليالي الفردية في العشر الأواخر منه، وقد أخفى الله -تعالى- هذه الليلة عن الناس ليجتهدوا في العبادة في جميع الليالي، ويتنافسوا في فعل الخيرات والطاعات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)،والقول المشهور والمستفيض عند أهل العلم أنها في ليلة السابع والعشرين من رمضان

شارك المقالة:
120 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook