السيدةُ فاطمةُ الزهراءُ ذلك الاسم العظيم والمقدّس الذي ارتبط بشخصيتها رضي الله عنها، هي فاطمةُ بنتُ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلّى الله عليه وسلّم، وأمُّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي أصغرُ بنات النبي، وكانت سيدةَ النساء في زمانها، وقد أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم بأنّه لم يصل لدرجة الكمال إلاّ أربع نساء وهنّ أفضل نساء أهل الجنّة بقوله عليه السلام (حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ).
وُلدت السيدةُ فاطمةُ قبل البعثة بقليلٍ وقد كُنّيت رضي الله عنها بأُمّ أبيها لأنّها وقفت إلى جانب أبيها الرسول الكريم لتقدّم له العوَض عنموت أمّها وزوجة الرسول السيدة خديجة، وتزوجت من الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، ولها من الأولاد خمسة وهم: الحسن، والحسين، والمحسن، وأمّ كلثوم، وزينب.
كان النبي عليه الصلاة والسلام يحبّها ويكرمها ويسرُّ إليها بجميع شؤونه، وكانت تتمتّع بالصفات الحميدة التي تميزها عن غيرها من النساء، فقد كانت رضي الله عنها صابرة، شاكرة لله دائماً في السرّاء والضرّاء، راضية عليها السلام بما قسم الله لها، ودائمة الطاعة والعبادة لله رب العالمين، ومن فضائلها رضي الله عنها:
كانت السيّدةُ فاطمة ُالزهراء أوّل أهل بيت النبي لحاقاً به بعد وفاته، وقيل إنّها لحقت به عليه السلام بمدّة لا تتجاوز الستة أشهر، وقيل بعد 95 يوماً من وفاة النبي، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فقالت عائشة فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارّك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارك فضحكت؟ فقالت: سارّني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارّني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت.
تعددت الرواياتُ في مكان القبر الذي ضمّ جسد خير نساء الجنّة وقرّة عين أبيها، والله تعالى أعلم بمكان دفنها، ومن هذه الروايات حسبما توارد من أخبار ودراسات في التاريخ:
موسوعة موضوع