فوائد ومضار الفستق الحلبي

الكاتب: رامي -
فوائد ومضار الفستق الحلبي
"

فوائد ومضار الفستق الحلبي.

الفستق الحلبي

يُطلق على الفستق الحلبي (بالإنجليزية: Pistachio) الاسم العلمي Pistacia vera L، ويُعدُّ أحد الأشجار الصغيرة التي يرجع موطنها الأصلي إلى منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط، والتي تنتج حبّات الفستق الحلبيّ الصغيرة المُحاطة بقشرةٍ خارجيةٍ، ويعدُّ الفستق الحلبي أحدَ المكسرات الغنيّة بالمواد الغذائية الأساسية؛ كالفيتامينات والمعادن، ويتميز بنكهته الحلوة قليلاً، ولونه الذي يتراوح بين الأصفر والأخضر، وقد بدأ البشر بتناوله منذ آلاف السنين، وهو يصنَّف باعتباره بذوراً لشجرة الفستق الحلبي، ويبلغ طول هذه البذور 2.5 سنتمتر تقريباً، بينما يبلغ عرضها سنتميتراً واحداً تقريباً، ويتوفر في الأسواق الفستق الحلبي المقشّر، وغير المقشّر، والمحمّص، والمملّح.

فوائد الفستق الحلبي

محتواه من العناصر الغذائية
مصدرٌ غني بمضادات الأكسدة: يعدُّ الفستق الحلبي مصدراً غنياً بمجموعة من المركبات الغذائية المفيدة؛ كاللوتين، والزيازانثين، والمركبات الفينولية، وفيما يأتي توضيح لفوائد هذه المركبات:
اللوتين (بالإنجليزية: Lutein)، والزيازانثين (بالإنجليزية: Zeaxanthin)؛ اللذان يمتلكان وظائف مضادّةً للأكسدة مُهمّةً لجسم الإنسان، حيث يعدُّ اللوتين والزيازانثين المركبات الكاروتينية (بالإنجليزية: Carotenoids) الوحيدة التي تتراكم في شبكية العين، وخاصةً في بقعة الشبكية ويعرفان باسم الأصباغ البقعية، ويمكن أن يمتلك هذين المركبين تأثيرات مفيدة في بعض الحالات الصحية؛ كالضمور البُقعي المُرتبط بتقدّم العمر، وإعتام عدسة العين، والتهاب العنبية (بالإنجليزية: Uveitis)، واعتلال الشبكية السكري.
المركبات الفينولية (بالإنجليزية: Phenolic compounds)، فقد ركّز عددٌ كبيرٌ من الأبحاث العلميّة التي تتحدّث عن المركبات البوليفينولية لخصائصها المضادة للأكسدة؛ حيث يُعتقد أنَّ لها تأثيرات إيجابية في مجموعة من الأمراض التنكسية المُزمنة؛ كإعتام عدسة العين، والتنكس البقعي المرتبط بالعمر، وأمراض الجهاز العصبيّ المركزي التنكّسية، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، ومن الجدير بالذكر أنَّ البوليفينول يُستخدَم كمادّةٍ مضادّةٍ للأكسدة في صناعة المواد الغذائية لزيادة مدة صلاحيتها التي يمكن أن تكون قليلة نتيجة لتفاعلات الأكسدة التي تتعرّض لها المواد الغذائية، وبشكلٍ خاص الأكسدة التي تتعرّض لها الدهون.
مصدرٌ غني بالنحاس: حيث يحتوي 28 غراماً من الفستق الحلبي على 41% من الاحتياجات اليومية لعنصر النّحاس، الذي يعدُّ أحد المعادن الأساسية الموجودة في جميع أنسجة الجسم بكميات بسيطة، ومن وظائف النحاس: المساهمة مع الحديد في تكوين خلايا الدم الحمراء، والمساعدة على امتصاص الحديد، والمحافظة على صحة الأوعية الدموية، والأعصاب، والجهاز المناعي، والعظام.
مصدرٌ جيدٌ لفيتامين ب6: يحتوي 28 غراماً من الفستق الحلبي على 28% من الاحتياجات اليومية للفيتامين ب6، المعروف أيضاً باسم البيريدوكسين (بالإنجليزية: Pyridoxine)، وهو فيتامين يلعب دوراً رئيسيّاً في المحافظة على وظائف الدماغ والجهاز العصبي بالشكل السليم، ويساهم في إنتاج الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)؛ وهو البروتين الموجود في الدم الذي ينقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، كما يعدُّ عنصراً ضرورياً لنمو الدماغ بشكل سليم عند الأطفال، ويساعد على تكوين عددٍ من الهرمونات؛ كالسيروتونين؛ الذي يساعد على تنظيم الحالة المزاجية، والنورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine)؛ الذي يساعد على التغلّب على التوتّر، والميلاتونين الضروري للمساعدة على تنظيم النوم والساعة البيولوجيّة.
مصدرٌ جيدٌ للثيامين: يحتوي 28 غراماً من الفستق الحلبي على 21% من الاحتياجات اليومية للثيامين، المعروف أيضاً باسم فيتامين ب1، وهو أحد العناصر الضرورية للنمو والتطور، وأداء وظائف الخلايا المختلفة، والمساعدة على أيض الكربوهيدرات لتكوين الطاقة الكافية لعمل الدماغ، والجهاز العصبي، والعضلات، وتقليل خطر المضاعفات التي تحدث للجهاز العصبي، والدماغ، والعضلات، والقلب، والمعدة، والأمعاء.
مصدرٌ جيدٌ للفسفور: يحتوي 28 غراماً من الفستق الحلبي على 11% من الاحتياجات اليومية للفسفور، وهو أحد المعادن الأساسيّة الموجودة في جميع خلايا الجسم، وعلى الرغم من أنَّ وظيفته الرئيسية هي بناء العظام والأسنان والمحافظة على صحتها، إلا أنَّه يلعب دوراً رئيسيّاً في انقباض العضلات، وانتظام دقات القلب، ونقل الإشارات العصبية، وأداء عملية التمثيل الغذائي المُتمثّلة بتحويل السعرات الحرارية والأكسجين إلى طاقة، وتكوين الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (بالإنجليزية: DNA)، والحمض النووي الريبوزي (بالإنجليزي: RNA) واللذان يُعدّان اللبنات الوراثية للجسم، كما يساعد على ضمان عمل الخلايا والأنسجة بالشكل السليم، وإصلاحها، وتكوين غيرها من الخلايا مع التقدم في العمر.

فوائد الفستق الحلبي حسب قوة الدليل العلمي

فوائد تمتلك دلائل علمية قوية

المساعدة على خفض ضغط الدم: يعدُّ الفستق الحلبي من الأغذية الصحيّة المفيدة لخفض ضغط الدم؛ وذلك عن طريق المساعدة على خفض معدل ضربات القلب، والمقاومة الوعائية الرئوية (بالإنجليزية: Peripheral vascular resistance)، أو ما يسمّى بتضيق الأوعية الدموية، فقد بيّنت مراجعةٌ منهجيّةٌ وتحليلٌ شموليٌ لمجموعةٍ من الدراسات العلمية بلغ عددها 21 دراسة، ونُشر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية عام 2015 أنَّ استهلاك المكسرات ساعد على خفض الضغط الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic Pressure) عند المشاركين بشكل ملحوظ من غير المصابين بمرض السكري، بالإضافة إلى خفض الضغط الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic Pressure)، كما بيّنت أنَّ الفستق الحلبي له أقوى تأثير في انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي مقارنةً بأنواع المكسرات الأخرى.
تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: يمكن أن يساعد الفستق الحلبي على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بطرق مختلفة؛ فبالإضافة إلى كونه مصدراً غنيّاً بمضادات الأكسدة، فإنَّه يمكن أن يساعد على خفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم، فقد بيّنت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية العلاجية عام 2008، وأُجريت على 28 شخصاً مدة أربعة أسابيع أنَّ إدخال الفستق الحلبي إلى النظام الغذائي الصحي يؤثر بشكل إيجابي في عوامل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية اعتماداً على كمية الفستق الحلبي المتناولة، كانخفاض مستويات الكوليسترول الكلي، والكوليسترول السيئ (بالإنجليزية: LDL) في المجموعات التي تناولت الفستق الحلبي مقارنة بالمجموعة التي لم يتضمن نظامها الغذائي الفستق الحلبي.

فوائد تمتلك دلائل علمية أقل قوة

تعزيز صحة الأمعاء: بيّنت نتائج دراسة نشرت في المجلة البريطانية للتغذية عام 2014 أنَّ زيادة استهلاك اللوز والفستق الحلبي الغنيّين بالألياف الغذائية، والعناصر الغذائية النباتية (بالإنجليزية: Phytonutrients) قد يكون لها تأثيرٌ جيدٌ في تعديل تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، كما لوحظ أنّ تأثير استهلاك الفستق الحلبي في تكوين الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية أقوى بكثير من استهلاك اللوز، وشمل ذلك زيادة أعداد البكتيريا التي تساعد على إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة المضادّة للالتهابات، وخفض أعداد بكتيريا حمض اللبنيك (بالإنجليزية: Lactic acid bacteria)، وعلى الرغم من هذه النتائج إلا أنَّه توجد حاجة لإجراء المزيد من البحوث في هذا المجال لفهم تأثير الفستق الحلبي والمكسرات الأخرى في الأمعاء بشكل دقيق.
المساعدة على خفض مستويات سكر الدم: يمتلك الفستق الحلبي مؤشراً جلايسيمياً (بالإنجليزية: Glycemic index) منخفضاً، وبالتالي فإنَّ تناوله لا يسبب ارتفاعاً حادّاً وسريعاً بنسبة سكر الدم، وقد بيَّنت دراسةٌ صغيرة أجريت على 10 أشخاص ونٌشرت في مجلة European Journal of Clinical Nutrition عام 2011 أنَّ تناول الفستق الحلبي ساعد على خفض نسبة السكر الدم المرتفعة عند تناوله مع وجبةٍ غنيّةٍ بالكربوهيدرات كالخبز الأبيض، ويُعتقد بحسب ما أشار له عددٌ من الباحثين أنَّ هذه الطريقة قد تكون إحدى الاستراتيجيات التي تساعد على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
تحسين حالة الضعف الجنسي لدى الرجال: فقد أشارت دراسةٌ حديثةٌ نُشرت في مجلة International Journal of Impotence Research عام 2011، وأجريت مدة ثلاثة أسابيع على 17 رجلاً متزوجاً مُصاباً بالضعف الجنسي من سنة كاملة على الأقل، إلى أنَّ الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب (بالإنجليزية: Erectile Dysfunction) والذين تناولوا 100 غرامٍ من الفستق الحلبي يومياً مدة ثلاثة أسابيع قد لاحظوا تحسناً ملحوظاً في المشاكل الجنسية لديهم، بما في ذلك ضعف الانتصاب، والرغبة الجنسية، ويمكن أن تعود التأثيرات الإيجابية للفستق في مشاكل الانتصاب إلى محتواه من الحمض الأمينيّ الأرجينين (بالإنجليزية: Arginine)؛ الذي يمكن أن يساعد على استرخاء الأوعية الدموية.

فوائد الفستق الحلبي للحامل

يُعدّ استهلاك الفستق الحلبيّ خلال فترة الحمل أمراً آمناً، كما أنّه يُعدّ يحتوي على العديد من العناصر الغذائيّة المفيدة للحامل وجنينها، كالبروتينات، والألياف، بالإضافة إلى البوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والفولات، وغيرها من العناصر،[??] وبالإضافة إلى ذلك فقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Journal of Allergy and Clinical Immunology عام 2012 إلى أنّ تناول الأمّ للمكسرات بشكلٍ عام خلال فترة الحمل ارتبط بانخفاض خطر إصابة الأطفال بعمر 18 شهراً بالربو بنسبةٍ تتراوح بين 20-25%.

فوائد الفستق الحلبي للرجيم

قد يعتقد البعض أنَّ تناول المكسرات الغنيّة بالدهون كوجباتٍ خفيفةٍ يؤدي إلى زيادة الوزن، والتأثير بشكلٍ سلبيٍّ في مستويات الدهون في الدم، وقد بيّنت نتائج دراسةٍ نُشرت في مجلة Journal of the American College of Nutrition عام 2010 وشملت أشخاصاً مصابين بالسمنة المُفرطة، واستمرّت مدة 12 أسبوعاً، أنَّه يمكن استهلاك الفستق الحلبيّ بكميّات محدّدةٍ كوجبةٍ خفيفةٍ بالنسبة للأشخاص الذين يتّبعون حميةً غذائيّةً قليلة السعرات الحرارية لفقدان الوزن دون القلق من أنَّ ذلك سيؤدي إلى زيادة الوزن، كما لوحظ أنّه يمكن أن يكون للفستق الحلبي تأثيراتٌ مفيدةٌ في تقليل مستويات الدهون الثلاثيّة مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الوجبات الخفيفة المحتوية على الكربوهيدرات المكرّرة؛ كالكعك المملح (بالإنجليزية: Salted pretzels).

فوائد الفستق الحلبي للأطفال

ليست هناك دراساتٌ علميةٌ تشير إلى أنّ الفستق الحلبيّ يوفر فوائد خاصّة للأطفال، كما يُحذّر الخبراءُ من إعطاء الأطفال الذي لم يتجاوز عمرهم 5 سنواتٍ المكسرات الكاملة، ويمكن البدء بإعطاء الرّضّع من عمر 6 أشهر المكسّرات المسحوقة جيداً، وذات القوام الناعم، مع التأكيد على أنّه في حال كان هناك تاريخٌ في العائلة للمعاناة من حساسيةٍ اتجاه المكسرات فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل تقديمها للأطفال.

مضار الفستق الحلبي ومحاذير استهلاكه

يرتبط استهلاك الفستق الحلبي من قِبل بعض الفئات ببعض المحاذير، وهي بحسب الآتي:
يحتوي الكوب الواحد من الفستق الحلبي النيّء على كمية قليلة جداً من الصوديوم، إلا أنَّ هذا لا ينطبق على الفستق الحلبي المحمّص الذي يكون عادةً مملحاً؛ حيث يحتوي كوبٌ من الفستق الحلبي المحمّص والمملّح على حوالي 526 مليغراماً من الصوديوم الذي يرتبط استهلاكه بكميات كبيرة بالإصابة بالعديد من المشاكل الصحيّة؛ كارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية.
يعاني بعض الأشخاص من حالةٍ تُسمّى عدم تحمل الفركتان (بالإنجليزية: Fructan Intolerance)؛ وهي ردُّ فعل ضارٍ لأحد أنواع الكربوهيدرات، ويمكن أن يؤدي تناول الفستق الحلبي للأشخاص المصابين بعدم تحمل الفركتان إلى مجموعة من الأعراض في الجهاز الهضمي؛ كالانتفاخ، والغثيان، وآلام البطن.
تعدُّ الحساسية تجاه المكسرات؛ كاللوز، والبندق، والصنوبر، والكاجو، والفستق الحلبي، والمكاداميا، والبقَّان، والجوز البرازيلي؛ التي تُعدُّ واحدة من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعاً بين الأطفال والبالغين، وإذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه أحد أنواع المكسرات فمن المحتمل أن تكون لديه حساسية تجاه الأنواع الأخرى، ويمكن أن يؤدي رد الفعل التحسسي للمكسرات إلى حدوث الصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylactic shock)، ويمكن أن يحدث رد الفعل التحسّسي حتى عند تناولها بكمية قليلة، وعادة ما تبدأ أعراض الحساسية بعد ثلاثين دقيقة من تناول المكسّرات، ونذكر منها ما يأتي:
الإسهال.
صعوبة في البلع.
تشنجات وألم في البطن.
الاستفراغ.
الغثيان.
سيلان واحتقان في الأنف.
حكة في الفم، أو العينين، أو الحلق، أو أي منطقة أخرى من الجسم.
ضيق التنفس.
صدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis).
"
شارك المقالة:
97 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook