فوائد صلة الرحم

الكاتب: علا حسن -
فوائد صلة الرحم.

فوائد صلة الرحم.

 

تعريف صلة الرحم

حثّت جميع الشرائع السماوية على صلة الرحم؛ لما لها من عظيم الفضل والأهمية البالغة، فعلى الإنسان أن يحرص على صلة أقاربه والسؤال عنهم وتفقّد أحوالهم، قال الله سبحانه: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰويُقصد بذي القربى أي: "الأرحام عموماً"، وكان نبيّنا المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلّم- يوصي ويحثّ بكثيرٍ من الأحاديث بصلة الأرحام والأقارب ويبيّن فضلها العظيوتعرّف صلة الرحم في اللغة والاصطلاح بما يأتي:

  • الصلة لغة: ضمّ الشيء وجمع بعضه إلى بعضٍ، يُقال عند وصل الشيء بالشيء ضممته به، وجمعته، ويطلق الوصل على ضد الفصل، ويطلق على المكافأة والجائزة، وترد الصلة أيضاً بمعنى الانتهاء من الشيء وبلوغ أقصاه، كما تُستعمل في المعنى المقابل لهجران الإنسان أهله وأقاربه.
  • الأرحام لغةً: هي جمع رحمٍ، وأصل معناها هو مكان تَخلُّق الجنين وتكوّنه في بطن أمّه، ثم اشتهرت كلمة الرحم كلقبٍ يُطلق على القرابة المطلقة بين الناس؛ لاجتماعهم في رحمٍ واحدة، ولأنها من أسباب التراحم بين الأقرباء، فأصبحت كلمة الرحم اسماً يُطلق على جميع الأقارب، كالأب والأم، والأخ والأخت، والابن والابنة، وغير ذلك ممن بينهم قرابة من هذه الجهات، ويدخل في معنى الأرحام أيضاً الأجداد والجدّات، والأبناء والبنات، وكذلك الإخوان والأخوات، والأعمام والعمّات، والأخوال والخالات، وأبناؤهم، ولا فرق في كون القرابة مباشرة أو غير مباشرة، أو كون الشخص مَحرَماً أو غير مَحرَم، وتكون درجة الصلة لكل واحدٍ منهم بناءً على درجة قرابته، وظروفه، واحتياجاته

    فضائل وفوائد صلة الرحم

    جعل الله تعالى لصلة الأرحام فوائد وآثاراً كثيرةً تعود على المسلم في دينه ودنياه بالخير، وهي كالآتي

    • الفوائد الدينية: رتّب الله تعالى كثيراً من الآثار الدينية على صلة الأرحام، وهي على النحو الآتي:
      • جعل الله -تعالى- صلة الرحم سبباً لغفران الذنوب والمعاصي، وتهوين الحساب على المسلم، فقد ورد في الحديث: (أنَّ رجلًا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبتُ ذنبًا عظيمًا فَهَل لي مِن تَوبةٍ؟ قالَ هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: لا، قالَ: هل لَكَ من خالةٍ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فبِرَّها).
      • اقتران البركة في عمر الإنسان بصلة الرحم، وتكون البركة بتوفيق المسلم لعمل الخير في الحياة الدنيا، فتكون حياته مليئة بالإنجازات على الرغم من قصر عمره، ويبقى أثر صلة الأرحام بعد الموت، ويكون بالذكر الطيب، والذرية الصالحة التي تدعوا لواصل رحمه بعد موته، والصدقة الجارية، والعلم النافع، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
      • تقي الإنسان من ميتة السوء، وتحميه من المكروه، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سرَّه أنْ يُمَدَّ له في عُمُرِه، ويُوَسَّعَ له في رِزقِه، ويُدفَعَ عنه مِيتةُ السُّوءِ، فلْيَتَّقِ اللهَ ولْيَصِلْ رَحِمَه).
      • تعدّ صلة الرحم من أسباب الفوز برضوان الله تعالى، ودخول الجنة يوم القيامة، فعن أبي أيوب -رضي الله عنه- أن أعرابياً عرض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في أحد أسفاره، فسأله عن عملٍ يُقربه من الجنة، ويُباعده عن النار، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تعبدُ اللهَ ولا تشركُ به شيئًا

        حكم صلة الرحم

        اتفق الفقهاء على أن حكم صلة الرحم هو الوجوب، وأن قطيعة الرحم معصيةٌ كبيرةٌ لله تعالى، وتأتي صلة الرحم على رتبٍ متفاوتةٍ بعضها أعلى من بعض، وأدنى رتبةٍ في الصلة هي ترك الإنسان قطيعة أهله وإعراضه عنهم، ويكون ذلك بالتحدّث إليهم ولو بإلقاء السلام فقط، ولكن اختلف الفقهاء في حد الرحم التي يجب صلتها، وبيان اختلافهم على النحو الآتي:

        • ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرحم التي يجب على المسلم وصلها هي كل رحمٍ محرّم، بحيث يحرم على الذكر منهم أن يتزوج الأنثى، وعلى هذا الوصف لا يدخل أولاد الأعمام، ولا أولاد الأخوال لكونهم غير محارم.
        • يرى بعض الفقهاء أن الرحم عام، فيدخل فيه كل ذوي الأرحام من الميراث، ويستوي في ذلك المحرّم وغيره، وقد رجَّح النووي- رحمه الله- هذا القول.

        وبيَّن الله جل جلاله في كتابه الكريم وجوب صلة الرحم، فقال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) فقد أوصى الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة بالإحسان والصلة إلى أهل القُربى من الرجال والنساء على حدٍّ سواء.

         

        قطيعة الرحم

        ورد في تعريف قطيعة الرحم لغةً واصطلاحاً ما يأتي:

        • القطيعة لغةً: هي اسمٌ مأخوذٌ من الفعل قطع بمعنى فصل بعض أجزاء الشيء عن بعضه الآخر، والقطيعة بمعنى الهجران، وهي خلاف الوصل.
        • القطيعة اصطلاحاً: فهو عقوق الإنسان لأهله، وذوي قرابته، فيقطع عنهم بِرَّه، ويمنع عنهم يد العون والإحسان، وتختلف طبيعة القطيعة بحسب حال الشخص القاطع، والشخص المقطوع.ولقطيعة الرحم مضارّ كثيرة تعود على القاطع بالسوء في دينه ودنياه، وفيما يأتي بيان أهمّها:
          • قطع الصلة بين العبد وربه، والبعد عن رضوان الله تعالى، حيث تجلب سخط الله -تعالى- على القاطع، وتُسبب بغض الناس ومقتهم له.
          • حصول الضيق في الرزق والمال، وقلة البركة في العمر.
          • هدم جسور العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة المسلمة الواحدة، والأسر التي تجمعها روابط المصاهرة والمجاورة، مما يسبب انهيار المجتمعات.
          • عدم ارتياح الناس لمعاملة القاطع، ومقاطعتهم له؛ لما يرون من سوء معاملته لأهله وقرابته.
          • ربما تتعجيل العقوبة له في الدنيا جزاءً على عقوقه.


          للمزيد من التفاصيل عن صلة الرحم الاطّلاع على مقالة: ((مفهوم صلة الرحم في الإسلام

شارك المقالة:
225 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook