اختلفت الآراء حول أمان تناول بول الإبل وفاعليته، وكثر الجدل حوله بعد إصدار منظمة الصحة العالمية تحذيراً من تناول بول الإبل خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا، في حين صدرت بعض الدراسات التي تؤكد خصائصه العلاجية لبعض الأمراض ومنها أمراض الكبد. نعرض في هذا المقال الرأيين المختلفين بحيادية.
على الرغم من إثبات عدد من الدراسات والأبحاث لفوائد استخدام بول الإبل في علاج بعض الأمراض إلّا أنّه يجب الحذر عند استخدام بول الإبل بسبب قدرته على نقل بعض الأمراض والسموم في بعض الحالات، وتجدر الإشارة إلى تحذيرمنظمة الصحة العالميّةمن استخدام منتجات الإبل بما في ذلك بول الإبل دون التأكد من سلامة هذه المنتجات بسبب تسجيل بعض حالات العدوى بفيروس كورونا الشرق الأوسط والذي يتسبّب بما يُعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (بالإنجليزية: Middle East Respiratory Syndrome)، وهي أحد أمراض العدوى الفيروسيّة التي تصيبالجهاز التنفسيّ، وتمّ اكتشافها أول مرة عام 2012 ميلادي في المملكة العربيّة السعوديّة، وتمّ لاحقاً اكتشاف العدوى في 27 بلد مختلف، ولكن تمّ تسجيل 80% من حالات العدوى في المملكة العربيّة السعوديّة، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّه لم يتمّ تطوير لقاح فعّال ضد الإصابةبفيروس الكوروناإلى الآن، ويتركّز العلاج على دعم صحة المريض والتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض فقط.
تمّ استخدام بول الإبل وحليبها سابقاً في علاج التهاب الكبد والإصابة بعدوى التهابالكبد الفيروسيّ، وتمّ إثبات فوائد بول وحليب الإبل في علاج بعض أمراض الكبد علميّاً لأول مرة في الدراسة التي قام بها الدكتور شارمانوف عام 1982 ميلادي، حيثُ أظهرت الدراسة التي قام بها على بعض المرضى المصابين بالتهاب الكبد المزمن تحسّناً كبيراً لدى هؤلاء المرضى، كما تمّ لاحقاً دراسة تأثير بول الإبل في مجموعة من المرضى المصابينبداء البلهارسيات(بالإنجليزية: Schistosomiasis)، وأظهرت النتائج انخفاض نسبة الاستسقاء البطنيّ (بالإنجليزية: Ascites) الناجم عن الإصابة بالمرض لدى هؤلاء الأشخاص، كما أظهرت النتائج تحسّناً في بنية خلايا الكبد المصاب بالتشمّع، أمّا بالنسبة لاستخدام حليب الإبل بالتزامن مع بول الإبل لعلاج التهاب الكبد الفيروسيّ فقد أظهرت بعض الدراسات قدرة مركّب اللاكتوفيرين (بالإنجليزية: Lactoferrin) وهو أحد مكونات حليب الإبل على القضاء على فيروسالتهاب الكبد سي، إذ إنّ مركّب اللاكتوفيرين يثبط قدرةالفيروسعلى الدخول إلى داخل خلايا الكبد ممّا يمنع حدوث المرض.
بسبب ملاحظة خواص بول الإبل عند استخدامه من قِبَل الأشخاص الذين يمارسونالطب البديلفي علاج مجموعة من الأمراض المختلفة زاد اهتمام بعض الباحثين في دراسة بول الإبل للكشف عن العناصر المسؤولة عن علاج هذه الأمراض وآليّة عملها، وفي ما يلي بيان لبعض الفوائد المثبتة علميّاً لاستخدام بول الإبل:
يُعرف عن العرب وبعض المناطق الآسيويّة والإفريقيّة قديماً برعايتهم وتربيتهمللإبلللاستفادة منها في التنقلات والأسفار؛ بسبب قدرة الإبل على تحمّل الظروف القاسية والحرّ الشديد، كما كانت الإبل أحد المصادر الغذائيّة المهمّة من خلال الاستفادة منلحومهاوألبانها، ولم تقتصر الإستفادة من الإبل في العصور السابقة على هذه الأمور التي تمّ ذكرها بل وكان يتمّ استخدام حليب الإبل وبولها في علاج العديد من الأمراض المختلفة،وقد ورد استخدام بول الإبل في الطبّ النبويّ في الحديث الشريف الذي رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، حيث روى الصحابيّ الجليلأنس بن مالك:( أن رهطًا من عُكْلٍ، ثمانيةً، قدِموا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فاجتَوَوُا المدينةَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ أبغِنا رِسلًا، قال: (ما أجِدُ لكم إلا أن تَلحَقوا بالذَّودِ)، فانطلَقوا فشرِبوا من أبوالِها وألبانِها، حتى صحُّوا وسمِنوا)،وقال ابن سينا في استخدام بول الإبل أنّ أنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو النجيب، وأشار الشيخ ابن تيمية أنّ في الحديث دلالة على عدم نجاسة بول الإبل وعلى جواز استخدامها في العلاج.
"