يرى بعض الناس أن في الطب البديل علاجات فعالة تستحق الدراسة والتعاطي معها، ويرى البعض الآخر أن نتوخى الحذر من استخدام علاجات شعبية لم تُثبت الدراسات أمان استخدامها، ومن هذه العلاجات الشعبية بول الإبل، ونورد في هذا المقال الرأيين المختلفين حول التداوي ببول الإبل.
أصدرت منظمة الصحة العالميّة عدداً من التحذيرات حول استخدام منتجات الإبل، كاللحوم، والألبان، والبول، بعد انتشار فيروس كورونا الشرق الأوسط (بالإنجليزية: Middle East coronavirus)، والذي يتسبّب بالإصابة بما يُعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (بالإنجليزية: Middle East Respiratory Syndrome)، لذلك يجب الحذر عند استخدام منتجات الإبل والتأكد من سلامتها وعدم احتوائها على أيّ من الأمراض أو السموم والحصول عليها من المصادر الموثوقة فقط؛ لتجنّب الإصابة بمجموعة من الأمراض المختلفة، كما يجدر التنبيه لضرورة مراجعة أحد المراكز الصحيّة في حال ظهور أعراض تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا وملاحظة زيادة شدتها تدريجيّاً بعد الاتصال مع الإبل أو أحد منتجاتها لأنّ ذلك قد يكون دليلاً على الإصابة بفيروس الكورونا.
هناك العديد من الدراسات التي تمّ القيام بها مؤخراً للكشف عن فوائد بول الإبل والآليّة التي تكمن وراء علاجه لبعض الأمراض عند استخدامه شعبيّاً، وقد تمّ استخدام بعض أنواع الإبل البكر في هذه الدراسات، وفي ما يلي بيان لبعض الدراسات العلميّة المثبتة والتي تظهر بعض فوائد بول الإبل البكر:
خلق الله سبحانه وتعالى الإبل مع قدرة عالية على تحمّل الأجواء الحارّة والعطش، وقد بيّن الله عظمة خلق الإبل ودعى المؤمنين للتفكّر في خلقها في الآية الكريمة الواردة في سورة الغاشية: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )، ويحتوي بول الإبل على كميّات كبيرة من عنصر المغنيسيوم، والبوتاسيوم، وبروتين الألبومين (بالإنجليزية: Albumin)، حيثُ تساهم في قدرة الإبل على الاحتفاظ بعنصر الصوديوم داخل الجسم على منع خروج كميّات كبيرة من الماء والاحتفاظ بها داخل الجسم لفترات طويلة، ويُذكر أنّ الإبل لا يشرب الماء إلّا مرّة واحدة خلال فصل الشتاء، وأربع مرّات في فصل الصيف فقط، ومن الجدير بالذكر أنّ بول الإبل يدخل في علاج العديد من الأمراض المختلفة في الطب الشعبيّ أو الطب البديل، وكان العرب سابقاً يجمعون بول الإبل ويقومون بغليه على درجات حرارة عالية ثمّ يقومن بشربه لعلاج بعض أمراض الكبد، وكانوا في بعض الحالات يجففون بول الإبل على بعض أنواع الأعشاب ويستخدمونه في علاج الحروق وبعض أنواع النزيف، كما تمّ استخدام بول الإبل ومزجه مع حليب الإبل لعلاج بعض أمراض المعدة، وألم الأسنان، وبعض الأمراض الجلديّة، ومن الجدير الذكر أنّ فوائد بول الإبل في علاج بعض الحالات التي تمّ ذكرها لم يتمّ إثباته علميّاً إلى الآن.
وقد تمّ ذكر بول الإبل في أحد الأحاديث النبويّة الشريف التي رواها الصاحبيّ الجليل أنس بن مالك حيثُ روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنَّ وفدَ عُرَينَةَ قدِموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاجتَوَوُا المدينةَ فبعَثهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في لِقاحِه فقال: (اشرَبوا مِن ألبانِها وأبوالِها) فشرِبوا حتَّى صحُّوا وسمِنوا فقتَلوا راعيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستاقوا الذَّودَ وارتدُّوا فبعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في آثارِهم فجِيءَ بهم فقطَع أيديَهم وأرجُلَهم وسمَل أعيُنَهم وترَكهم في الرَّمضاءِ). وقد ورد الحديث النبويّ بعدد من الروايات الصحيحة الأخرى، وهو الحديث الذي يُستدلّ عليه في جواز شرب بول الإبل للعلاج.
"