خص الله -سبحانه- شهر رمضان من بين الشهور بفريضة الصيام، وخص أمة محمد من بين الأمم بهذا الفضل العظيم في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
لا بد للمسلم أن يعرف فضائل شهر رمضان الكريم، ويسعى كل السعي لاغتنام هذه الفضائل وجني الأرباح العظيمة حيث مضاعفة الأجور، ونيل رضا الغفور الشكور، وفيما يأتي بيان لفضائل هذا الشهر المبارك:
من فضائل شهر رمضان أن خصه الله -تعالى- بالصيام، ومن نعم الله علينا أن يبلغنا هذا الشهر، ويُعيننا فيه على الصيام الذي جعل أجره غير محدد دلالةً على عِظَمِ قَدْرِه، دليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: الصَّوْمُ لي وأنا أجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وأَكْلَهُ وشُرْبَهُ مِن أجْلِي، والصَّوْمُ جُنَّةٌ، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).
يتميز شهر رمضان المبارك بثلاثة أمور بحسب الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رمضانُ شهرٌ مُباركٌ تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجنةِ، وتُغَلَّقُ أبوابُ السَّعيرِ، وتُصَفَّدُ فيه الشياطينُ)، وهذه الفضائل الثلاث هي:
فهناك أعمال شرعها الله -سبحانه- في هذا الشهر العظيم؛ إذا قام بها المسلم إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه، وهي: صيام رمضان، وقيامه، وقيام ليلة القدر، وعدم اقتراف الكبائر من الذنوب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ عُتَقاءَ في كُلِّ يَوْمٍ ولَيلَةٍ، لكُلِّ عَبْدٍ مِنهم دَعْوَةٌ مُستَجابَةٌ)، أي: في رمضان، ويثبت هذا الحديث فضلين لهذا الشهر هما:
المقصود بإنزال القرآن في رمضان، أي: ابتداء إنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه ليس هناك خلاف على أن القرآن الكريم نزل دفعةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل منجّماً على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ودليل نزوله في رمضان قوله جل في علاه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "يمدح الله تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه، وكما اختصه بذلك، فقد ورَد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء".
لا شك أن ليلة القدر هي ليلة من ليالي رمضان، وقد بيَّن ابن عثيمين بعض فضائل ليلة القدر، ومنها:
ومن فضائل ليلة القدر أيضا أنّ من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، وإيماناً، أي: بالله، واحتساباً، أي: للأجر والثواب، ومن الجدير بالذكر أن النبي لم يشترط للقائم العلم بأن هذه الليلة هي ليلة القدر للحصول على الأجر والثواب.
ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض السنن التي تضاعِف الحسنات لمن يقوم بها، ومنها:
رمضان هو شهر القرآن، فلا بد للمسلم من الإكثار من قراءته في هذا الشهر الفضيل تأسّياً بعمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعمل الصحابة رضوان الله عليهم، وفيما يأتي أمثلة على عنايتهم في القرآن في رمضان:
هي من السنن والشعائر العظيمة التي سَنَّها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته في هذا الشهر العظيم، وكان يجتمع لها لكن ترك ذلك خوفاً من أن تصبح فرضاً على المسلمين، فأصبح الصحابة يصلونها كيفما تيسر لهم بصلاة فرد أو جماعة، حتى جمعهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في صلاة التراويح على إمامٍ واحد، وكان ذلك الاجتماع الأول للناس في رمضان على قارئ واحد، وفيما يأتي بيان بعض أحكامها:
موسوعة موضوع