فضل الصيام بشهر رجب

الكاتب: مروى قويدر -
فضل الصيام بشهر رجب

فضل الصيام بشهر رجب.

 

 

التعريف بشهر رجب:

 

يُعدُ شهر رجب الشهر السابع من الشهور الهجريّة، وقد جاء ذكره في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والْمُحَرَّمُ، ورَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ) وشهر رجب مُقدمة لشهر رمضان؛ فهو يأتي قبله بشهرين، وهو شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ثُم يأتي رمضان الذي يكون بمثابة حصاد الزرع، وقد شبّه بعض العُلماء السنة بالشجرة، وشهر رجب هي الأيام التي تظهر فيها أوراقها، وفي رمضان بقطف ثمارها، ويجتهد المُسلم فيه بالتوبة والإستغفار قبل رمضان.

ويُعد شهر رجب من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يحرّمون فيها القتال زمن الجاهلية، وحُرمة الذنب فيها أكبر من حرمته في غيرها، ولشهر رجب العديد من الأسماء، وبيانها فيما يأتي:

  • رجب؛ وهو مأخوذ من معنى الترجيب وهو التعظيم؛ فهو شهرٌ عظيم، وهي التسمية الشرعيّة له.
  • رجم؛ لأنّ الشياطين كانت تُرجم فيه.
  • الأصم؛ لأنّ صوت السلاح لا يُسمع فيه.
  • الأصب؛ لكثرة ما فيه من الرحمة، فهي تُصبّ فيه.
  • المعكعك، والمعلى، والمقيم؛ لأنّ حُرمته مُقيمة وثابتة.
  • مُضر؛ لأنّ العرب كانت تُغيّر وتُبدل بين الشُهور بحسب حالة الحرب عندهم باستثناء قبيلة مُضر؛ فكانت تُعظّمه وتحترمه ولا تنقلُه إلى غيره من الشهور كباقي العرب.

 

فضل صيام شهر رجب:

 

ورد عن ابن حجر أنّه قال: لم يرد في فضل شهر رجب أو صيامه او صيام شيءٍ منه أو قيامه حديثٌ صحيح يصلُح للاحتجاج به، وجاء عن ابن تيمية أنّه قال: إنّ جميع الأحاديث التي وردت في صيام شهر رجب كُلها موضوعة ومكذوبة، وليست من الأحاديث الضعيفة التي يُمكن العمل بها في فضائل الأعمال، وأمّا ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من الحثّ على صوم الأشهر الحُرم ومنها شهر رجب، فهو حديثٌ عام بجميع الأشهر الحُرم وليس خاصّاً بشهر رجب، وقد قال ابن القيم: إنّ كُلّ ما ورد من أحاديث في صيام وصلاة شهر رجب هي أحاديثٌ مكذوبة، وقد بيّن الشيخ سيد سابق أنّ الصيام في شهر رجب ليس له ميزةً عن الصيام في غيره من الشهور سوى أنّه من الأشهر الحُرُم.


وذهب جمهور الفُقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى القول باستحباب صيام الأشهر الحُرُم بشكلٍ عام، وذهب الحنفية إلى استحباب صيام الخميس والجُمعة والسبت من كُل شهر منها، وأمّا الحنابلة فيرون أنّ المُستحب صيام شهر مُحرّم فقط، وذهب بعضهم إلى استحباب صومها كاملة، وذهب الأكثريّة منهم إلى عدم الاستحباب، وذكروا كراهة إفراد شهر رجب بالصيام، واستدلّوا بحديثٍ ضعيف ينهى فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- عن صيام رجب؛ لأنّ في ذلك إظهار لشعائر الجاهلية، وتزول كراهة ذلك بالفطر فيه ولو يوماً واحداً، أو بصوم شهر من آخر السنة ولا يُشترط أن يكون شهر رجب. وأمّا صيام بضع أيّام من شهر رجب فقد اتّفق الأئمة الأربعة على استحباب ذلك.

 

ما ورد في صيام أول رجب:

 

النصوص الواردة في صوم بداية شهر رجب كُّلها غير صحيحة، ولا يجوز تخصيص صومٍ إلّا بدليل، وذهب الشوكانيّ أنّ صيام الخميس الأول من شهر رجب، أو إقبالهم على الطاعات فيه وإعراضهم عنها في غير ذلك من الشُهور، هو مما أحدثه العوام، ولا يصحّ فيه شيء، وما جاء أنّ الله -تعالى- أمر نبيّه نوح -عليه السلام- بصنع السفينة وأمره ومن كان معه بالصيام في شهر رجب فهو موضوع.

شارك المقالة:
70 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook