تضمّنت غزوة مؤتة العديد من الدروس والعِبر، فيما يأتي بيان البعض منها:
وقعت غزوة مؤتة في العام الثامن للهجرة النبوية، وكانت الغزوة بمثابة مقدّمة فتح بلاد النصارى، وكان السبب وراء اندلاعها قتل الحارث بن عمير الأزدي بعد أن أرسله الرسول -عليه الصلاة والسلام- بكتابٍ إلى ملك الروم، وقُتل على يد شرحبيل بن عمرو، إذ كان عاملاً للقيصر على البلقاء، فغضب الرسول -عليه الصلاة واسلام-؛ فقتل الرسل والسفراء من أشدّ المواقف قبحاً، ولذلك جهّز الرسول الجيش لقتال الروم.
لم يحقّق المسلمون الثأر الذي خرجوا لأجله، وإنّما أثبتوا قوتهم، وقوة إيمانهم بالله، وإثبات أنّ النصر من عنده، وألقوا الحيرة في القلوب والعقول؛ بسبب قلّة عددعم وعدتهم مقابل عدد الروم وعدتهم، والانسحاب من المعركة دون لحوق الخسائر بهم، ممّا أدى إلى إعلان عددٍ من القبائل دخولها في الإسلام، مثل: قبيلة بنو سليم، وغطفان، وغيرهما من القبائل.