تُعدّ غزوة بدر من أهمّ الغزوات التي خاضها النبيّ، وفيها الكثير من العِبر والدروس التي يستفيد منها المسلم في حياته إذا وقف عندها وتأملها، يُذكر منها:
كان للصحابيّ الجليل حُباب بن المُنذر دورٌ كبيرٌ في غزوة بدر، عندما نزل النبيّ بالجيش إلى أدنى بئرٍ من آبار بدرٍ، فقدّم الحباب المشورة للنبيّ بالنزول إلى موقعٍ أفضل من الموقع الذي نزل فيه، فقال للنبيّ: "أرايت هذا الموقع، أهو وحيٌ من الله فلا نقدم فيه شيئاً، أم هو مُجرّد رأيٍ"، فقال له النبيّ: "بل هو مُجرّد رأي"، فقال للنبيّ: "إِنّ هذا ليس بمنزلٍ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماءٍ من القوم، فننزله، ثمّ ندفن جميع الآبار، ونبقي واحداً؛ لنشرب منه ولا يشرب منه المشركون"، فأخذ النبيّ برأيه، وأمر الجيش بالتحرّك من موقعهم إلى الموقع الذي أشار إليه الحباب.
لمّا وصل الصحابة إلى منطقة بدر؛ لاعتراض قافلة قريش وأخذ ما فيها؛ علموا بنجاة القافلة وقدوم جيشٍ من المشركين لحرب المسلمين، فاستشار النبيّ أصحابه وأراد معرفة رأي الأنصار خاصّةً؛ لأنّهم بايعوا النبيّ على النصرة والجهاد داخل المدينة، ولم يُبايعوه على القتال خارجها، فقال زعيم الأوس سعد بن معاذ للنبيّ: "امض يا رسول الله فنحن معك، فلو خضعت البحر لخضناه معك، وما تخلف واحدٌ منا"، فاستبشر النبيّ بقول سعد، وبدأ بتنظيم جيش المُسلمين