يمتلك الرجال غدّة تُعرفبغدّة البروستاتاأو البروستات (بالإنجليزية: Prostate gland)، وتقع هذه الغدّة تحت المثانة وتحيط بالإحليل (بالإنجليزية: Uretha) الذي يمثل أنبوباً يُعدّ مسؤولاً عن نقل البول من المثانة إلى القضيب، وهو المسؤول أيضاً عن نقلالسائل المنويّ، وتحيط غدّة البروستاتا بالجزء الأول من الإحليل وتنقسم إلى فصين على طرفي الإحليل، وتقوم وظيفة غدّة البروستاتا الرئيسيّة على إنتاج سائل يجتمع معالحيوانات المنويّةالتي يتمّ إنتاجها في الخصيتين لتشكيل السائل المنويّ، كما تساعد عضلات البروستات على الضغط على السائل المنويّ لتسهيل خروجه أثناء عمليّة القذف.
يتمّ القيام بفحص البروستاتا لتشخيص الإصابة بأحد أمراض البروستات، وقد يطلب الطبيب من المريض القيام بهذا الفحص في حال ظهور أعراضتضخّم البروستاتعلى المريض، ويمكن أن يُجرى هذا الفحص بشكلٍ روتينيّ كإجراء احترازي للكشف المبكّر عن الإصابةبسرطان البروستات، وهو منأمراض السرطانالشائعة لدى الرجال،حيث يُصنَّف ثاني أكثر أمراض السرطان انتشاراً بعدسرطان الرئةعند الرجال في الولايات المتحدة، ويوجد نوعان من الفحوصات التي يمكن إجراؤها لتشخيص أمراض البروستات، وهما؛ اختبار المستقيم الرقميّ (بالإنجليزية: Digital rectal exam) واختصاراً DRE، واختبار نسبة المستضد البروستاتيّ النوعيّ (بالإنجليزية: Prostate-specific antigen) واختصاراً PSA، ويُنصح بالخضوع لفحص البروستاتا بشكلٍ دوري للرجال للكشف المبكّر عن سرطان البروستات، ممّا يساعد على علاج المرض وخفض نسبة الوفيّات.
يُعدّ اختبار المستقيم الرقميّ أكثر أنواع فحوصات البروستاتا شيوعاً، وهو من الاختبارات السريعة والبسيطة وغير المؤلمة بشكلٍ عام، ويتمّ إجراء هذا الاختبار بعد الطلب من الشخص الانحناء من عند الخاصرة أثناء وقوفه، أو يُطلب منه الاستلقاء على أحد الجانبين وحني الركبتين باتجاه الصدر، ثمّ يقوم الطبيب بلبس القفازات الطبيّة، وإدخال إصبعه عبر فتحة الشرج بعد وضع مادة مزلقة عليه، داخلالمستقيمووصولاً لغدّة البروستات، ويمكن من خلال هذه الطريقة الكشف عن وجود أيّ اعتلال في حجم البروستات، أو وجود نتوءات، أو أية تشوهات أخرى على سطح البروستات، ولا يحتاج هذا الفحص إلّا لبضع دقائق فقط، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم أورام السرطان تبدأ في المنطقة الخلفيّة للغدّة وهي المنطقة التي يمكن للطبيب أن يتحسّسها أثناء الاختبار ممّا يساعد على الكشف عن الإصابة بسرطان البروستات، وقد يتسبّب الاختبار بشعور الشخص بالانزعاج، أو عدم الراحة، أو الرغبة في التبوّل، خصوصاً في حال الإصابة بتضخّم أو التهابالبروستات.
المستضد البروستاتيّ النوعيّ هو عبارة عن بروتين يتمّ إنتاجه من قِبَل خلايا البروستات للمساعدة على زيادة سيولة السائل المنويّ، ويمكن لكميّات قليلة من هذا البروتين أن تدخل إلى مجرى الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ خلايا البروستات السرطانيّة يمكنها إنتاج هذا البروتين، حيث تقوم بإنتاجه بكميّات كبيرة في معظم الحالات، ممّا يؤدي إلى ارتفاع نسبة هذا البروتين في الدم، كما يمكن لنسبة هذا البروتين أن ترتفع في الدم عند الإصابةبالتهاب البروستات، أو تضخّمها، ويتمّ القيام بهذا الاختبار من خلال أخذ عيّنة من دم الشخص وتحليلها مخبريّاً للكشف عن نسبة البروتين في الدم، ومن الجدير بالذكر أنّه يوجد بعض أنواع سرطان البروستات التي تؤدي إلى انخفاض نسبة هذا البروتين في الدم، لذلك لا يكون هذا الاختبار كافياً لتشخيصأمراض البروستاتفي بعض الحالات، ويحتاج المريض للقيام ببعض الاختبارات التشخيصيّة الإضافية الأخرى، ويعتمد تحليل نتيجة اختبار المستضد البروستاتيّ النوعيّ على عدد من العوامل المختلفة، مثل سرعة تغيّر نسبة البروتين في الدم، وعمر الشخص المراد عمل الفحص له، ونوعيّة الأدوية التي يتناولها، وحجم البروستات لديه.
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، وقد تساعد معرفة هذه العوامل على تحديد أهميّة القيام بعمل فحص دوري للبروستات، ممّا يساعد على الكشف المبكّر للإصابة بسرطان البروستات وزيادة احتماليّة نجاح العلاج، وفي ما يلي بيان لبعض هذه العوامل:
بحسب جمعية السرطان الأمريكيّة فإنّ الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بسرطان البروستات يجدر بهم القيام بعمل فحص دوريّ للبروستات ابتداءً من عمر 45 سنة، أمّا الأشخاص الآخرين فيُنصح بقيامهم بعمل فحص البروستات الدوريّ ابتداءً من عمر 50 سنة، لما للكشف المبكّر من أهميّة فيعلاج سرطانالبروستات والسيطرة عليه، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع سرطان البروستات لا تحتاج إلى العلاج بسبب البطء الشديد في نموها، ويتمّ تحديد خيارات العلاج المناسبة بناءً على العديد من العوامل المختلفة، مثل حالة المريض الصحيّة، وعمره