الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى نعمة التّوبة بعد العصيان، فمن أعظم نعم الله علينا أن جعل لنا شهراً مُميّزاً عن باقي شهور السّنة نغتسل فيه من الآثام والمعاصي، ونُجدّد عزيمة التّوبة والإيمان، فشهر رمضان فضّله الله عز وجل عن باقي الأزمنة والشّهور، وهو شهرٌ مُقدّسٌ عند جميع المسلمين في كل بقاع العالم، فهو شهر الصّيام والقرآن والبرّ والغفران، وشهر العتق من النّيران، وشهرٌ تُفتح فيه أبواب الجِنان، تتّجه فيه قلوب المسلمين نحو الإيمان والإكثار من قراءة القرآن، ويجتهدون في جميع الطّاعات والعبادات، ويكثر فيه التّكافل والرّحمة، وتُصفّد فيه الشّياطين في البحار، وهو الشّهر الذي أُنزل فيه القرآن، قال تعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، ويُعتبر صوم رمضان من أركان الإسلام الخمسة التي يتوجّب على المسلم تصديقها والعمل بها.
اختصّ شهر رمضان المُبارك بخصائص وفضائل تخُصّه دون غيره من الشّهور، فيما يأتي فضائل هذا الشّهر كما ورد في القرآن والسنة:
يُعرّف الصّيام بأنّه الإمساك عن الطّعام والشّراب والجِماع وسائر المُفطرات التي حدّدها الشّارع الإسلامي، من طلوع الفجر وحتى غروب الشّمس، أوجب الله فريضة صيام شهر رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر صحيّاً، مُقيماً في بلده دون سفر، ويُشترط النّية للصّيام قبل طلوع الفجر، أما المسافر أو المريض فتُسقط عنه فريضة الصّوم بشرط قضاء الأيام بعد رمضان أو تقديم الكفارة الموجبة لذلك.
يُستحبّ للصائم القيام بعدة أمور وصّى بها الرّسول عليه السلّام وهي كالآتي:
موسوعة موضوع