إنّ من أسمى غايات الإنسان، وأكرم مقاصده، حرصه على عمل الخير، فبه تسمو إنسانيته، وبه يتشبّه بالملائكة عليهم السلام، ويكون بذلك على خطى الأنبياء والرسل، لذلك فقد أوصت الشريعة الإسلامية المسلمين بالحرص على فعل الخير، والاجتهاد به، بل جعلت ذلك نوعاً من أنواع العبادة، وإحدى القُربات التي يمكن للإنسان أن يتقرّب بها إلى ربّه جلّ وعلا، فجاءت نصوصٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم والسنة النبوية تدعو إلى عمل الخير، والمبادرة به، منها قول الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) كما بيّن القرآن الكريم أن ترك فعل الخير؛ سبباً من أسباب دخول النار، فقد قرن بين الصلاة، وبين عدم إطعام المساكين في الآيات التي تحدّثت عن سبب دخول أهل النار لها، حيث قال تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ*قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ*وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)، كما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حثّه على عمل الخير، قوله: (طُوبى لمن جعله اللهُ مِفتاحاً للخيرِ، مِغلاقاً للشرِّ)
لعمل الخير، والمسارعة إليه فوائدٌ عظيمةٌ، وثمراتٌ كبيرةٌ مباركةٌ، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها
ضرب السلف الصالح أمثلةً عظيمةً في حرصهم على الخير، واجتهادهم في تحصيله، ومسارعتهم إلى عمله، وفيما يأتي بيان ذلك في بعض قصصهم: