هي سورةٌ مكيةٌ عدد آياتها مئة وثماني عشر آيةً، وترتيبها بين سور القرآن الكريم في المصحف الثالثة والعشرين، وأمّا ترتيبها بحسب النزول فهي السورة السادسة والسبعون، حيث نزلت بعد سورة الطور، وقبل سورة تبارك، ويرجع السبب في تسميتها بسورة المؤمنون إلى افتتاحها بذكر فلاح المؤمنين، وصفاتهم، وقد وردت تسميها فيما رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن السائب أنّه قال: (صلى بنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصبحَ بمكةَ، فاستفتح سورةَ المؤمنين)، ومن المحاور التي تحدثت عنها سورة المؤمنون؛ تحقيق الوحدانية لله تعالى، وإبطال الشرك، بالإضافة إلى بيان فلاح المؤمنين، وذكر صفاتهم التي نالوا من خلالها الفلاح، وحصر هذا الفلاح بالمؤمنين وحدهم دون غيرهم، وممّا ذُكر في السورة دلائل الإيمان بالله تعالى في الكون والبشر، وذلك من خلال عرض أطوار الإنسان منذ نشأته الأولى وحتى نهاية حياته الدنيا.
افتتح الله -تعالى- سورة المؤمنين بمدح المؤمنين والثناء عليهم، وبيّن الله -عزّ وجلّ- أنّهم قد فازوا ونجحوا وسعدوا، حيث قال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)، ثمّ ذكر الله -سبحانه- صفاتهم وهي ست صفات أوصلتهم إلى النجاح والفلاح، وفي ذلك دعوةٌ صريحةٌ للتشبه بصفاتهم، والتخلّق بأخلاقهم لنيل الجنة والنجاة من النار، ومن صفاتهم:
بعد أن ذكر الله -تعالى- في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم صفات المؤمنين، بيّن الجزاء المترتّب لهم، حيث قال: (أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ)، ومن جزائهم:
موسوعة موضوع