عندما منّ الله تعالى على المسلمين بالنصر العظيم في غزوة بدرٍ ازدادت هيبة المسلمين في نفوس القبائل الأخرى، وقلّت هيبة قبيلة قريش، كما أنّ المسلمين ازدادت ثقتهم بأنفسهم وبدينهم، لذلك حاول الكثير من المسلمين ممّن لم يلحقوا ببدر أن يشتركوا في غزوة أحد التي حدثت بعد غزوة بدرٍ بوقت قصير.
انطلقت قريش بجيشها المكوّن من ثلاثة آلاف مقاتلٍ مصطحبين معهم النساء والعبيد، فقد ركّزوا على اصطحاب النساء بمنع الرجال من الهرب من المعركة، وكان برفقتهم من انضم إليهم من القبائل الأخرى، وقد استطاعت تأمين نفقاتٍ حربيّةٍ تقدّر بخمسين ألف دينارٍ ذهباً.
تعد غزوة من الغزوات التي علّمت المسلمين دروساً كثيرةً في الحرب واتباع القيادة، وعدم الزهو بالنفس وإصابتها بالغرور، والبقاء على أهبة الاستعداد حتى بعد انتهاء المعركة لضمان النهاية الأكيدة، فقد ظن الرماة الموجودين أعلى جبل أحد بأنّ المعركة انتهت عندما شاهدوا تقدّم المسلمين فتركوا موقعهم ولحقوا بالمسمين في ساحة المعركة إلّا أنّ حنكة خالد بن الوليد
كان أوّل من علِم بنجاة النبي صلى الله عليه وسلّم هو الصحابي كعب بن مالك وحاول أن يبشِّر المسلمين إلّا أن النبي أمره بالسكوت لكي لا تتنبه قريش لذلك.