عادات الضيافة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 عادات الضيافة في المملكة العربية السعودية

عادات الضيافة في المملكة العربية السعودية.

 
 
أصبحت عادات الضيافة في المجتمع السعودي موحدة إلى درجة كبيرة، وهي تقتضي أن تُقدَّم القهوة للضيوف، ثم الشاي، ويُقدَّم معهما التمر وبعض الحلويات أو المكسرات، وتُقدَّم لهم بعد ذلك وجبة الضيافة التي تكون ذبيحة أو أكثر تُحضَّر على صحون أو (بوادي)، وغالبًا ما تكون الذبيحة على شكل (مفطح) وهو أحد أشكال تقديم الذبيحة الذي سبق الحديث عنه، ويُعد هذا زيادة في الكرم وإشعارًا للضيف أنه قُدِّم له كامل الذبيحة.كما أن طريقة سكب القهوة للضيوف أصبحت موحدة، إذ تقتضي العادات أن يكون الذي يسكب القهوة للضيوف واقفًا، ويمسك الدلة بيده اليسرى ويقدم الفنجان باليد اليمنى، ولا يجلس أبدًا حتى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة. وعند سكب القهوة وتقديمها للضيوف يجب أن يبدأ بمن في اليمين عملاً بالسنَّة الشريفة، أو يبدأ بالضيف مباشرةً ثم الذي على يمينه. والمتعارف عليه أن يستمر صبُّ القهوة حتى يكتفي الضيف ويُعبِّر عن ذلك بقوله: (بس) أو (كافي) أو (أكرم) أو بِهَزِّ فنجان القهوة.كما أن البخور - وخصوصًا العود - أصبح جزءًا من عادات الضيافة، إذ يحرص المضيف أن يقدم لضيوفه بخور العود، وهو من العادات التي لم تكن شائعة في بعض مناطق المملكة، مثلها في ذلك مثل طريقة تقديم الطعام التي كانت تختلف من منطقة إلى أخرى.
 

الرقصات والأهازيج الشعبية

 
على الرغم من كون التراث السعودي في مجال الرقصات والأهازيج متنوعًا يختلف من منطقة إلى أخرى  ؛  إلا أن وسائل الإعلام المرئية والمهرجانات الوطنية قد أسهمت في التعريف بالرقصات الشعبية لمناطق المملكة كلها، فقد أصبح الجميع يعرف العرضة  ، والسامري، والمزمار، والدحة، والخطوة، والحوطي، والخبيتي  ، والليوه، والمجرور، والخماري، والحسباني، والعزاوي... وغيرها من الرقصات الشعبية المحلية، كما أن فرص المشاركة في أداء هذه الرقصات أصبح متاحًا للجميع من الراغبين ولم تعد ممارستها تقتصر على أبناء منطقة بعينها.كما برز شعراء للمناسبات الكبرى - وخصوصًا الزواج - معروفون على مستوى المملكة، ويشاركون في إحياء مناسبات خارج المنطقة أو القبيلة التي ينتمون إليها.إلا أن التغير الذي طرأ على تلك الرقصات يتضح في كلمات الأهازيج والأناشيد المصاحبة، فقد تحولت من التغني بأمجاد القبيلة والتفاخر بها إلى إدخال مفهوم الوطن، والوحدة الوطنية، والرموز السياسية والتفاخر بها، كما برز الولاء الوطني والسياسي في كثير من قصائد المناسبات.
ومن أمثلة ذلك قول أحدهم: شيخ ياللي حكم نجد وحمى سوره
قوم الحق وأخزى كل شيطاني
مملكتنا على التوحيد معمورة
يوم عبد العزيز الرائد الباني 
وقول الآخر:
نحمد إلى عزنا في بلادنا
عزنا بحكامنا آل السعود
قد تجمَّع شملنا واتَّحدنا
يوم وحَّدنا عريب الجدود
نحمد الله بدَّل الظلما بنور
وحَّد أجزاها وعزّ كيانها
قادها صقر الجزيرة للعبور
وأبحرت وأرست وهو رُبَّانها
نحمد الله جات على ما تمنى 
وقد ظهرت الأهازيج الرياضية ذات الطابع العام، بوصفها نمطًا جديدًا من الأهازيج الشعبية لم يكن مألوفًا من قبل، إذ يردد المتغنون بهذه الأهازيج مدح الفريق الذي يشجعونه بأهازيج موحدة في مناطق المملكة كلها، سواء على مستوى الأندية، أو على مستوى المنتخب الوطني.
كما أن الرقصات الشعبية النسائية في كثير من مناطق المملكة لم تعد تقتصر على الرقصات الشعبية السائدة، بل أصبحت تؤدى في بعض الأحيان على أنغام الموسيقى والأغاني، بأصوات المطربين المحليين أو العرب، مصاحبةً للأجهزة والمؤثرات الصوتية بدلاً من الدف والطار.
وقد انتشرت الأغنية بديلةً عن الطرق الشعبي، وأسهم في انتشارها البث الإذاعي والتلفازي، إضافة إلى انتشار تقنية (الكاسيت) والأقراص المدمجة، وظهور كثير من المطربين المحليين والعرب الذين أصبحت أغانيهم تُردَّد في جميع أنحاء المملكة، مما أوجد كثيرًا من المعجبين بهذا المطرب أو ذاك على مستوى المملكة وليس في منطقة محددة، وأسهم في كسر حاجز الأغنية الشعبية ذات الكلمات الإقليمية، وأصبحت كلمات الأغاني ذات طابع عامي يحاكي اللهجة السعودية الدارجة، في حين أسهم مَن التزم بلون شعبي أو عبارات شعبية خاصة بلهجة منطقة محددة من مناطق المملكة في نشر ذلك النمط والتعريف به بحيث أصبح مقبولاً من أبناء المناطق الأخرى ومفهومًا لديهم.
 
شارك المقالة:
188 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook