طول وعرض الكعبة المشرفة

الكاتب: علا حسن -
طول وعرض الكعبة المشرفة.

طول وعرض الكعبة المشرفة.

 

الكعبة

الكعبة في اللغة: هي البيت المربع، وجمعها كِعاب، وسُميت كعبة البيت الحرام بذلك؛ لارتفاعها وتربُّعها، وكل بيتٍ مربعٍ فهو عند العرب كعبة، وفي الاصطلاح تطلق الكعبة على البيت الحرام، وهو اسمٌ خاصٌ للبيت العتيق، وقد بُنيت الكعبة المشرفة خمس مرات، وبيان ذلك على النحو 

  • بناء الملائكة للكعبة قبل آدم عليه السلام.
  • بناء إبراهيم عليه السلام.
  • بناء قريشٍ للكعبة في الجاهلية، وقد شهد هذا البناء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • بناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.
  • بناء الحجاج بن يوسف الثقفي.

وقال الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية: كانت الكعبة بعد إبراهيم -عليه السلام- مع قبيلة جرهم والعمالقة إلى أن انقرضوا، ثم خلفهم فيها قريش بعد استيلائهم على الحرم؛ وذلك لكثرتهم بعد القلّة، وعزّتهم بعد الذلّة، وكان قصي بن كلاب أوّل من جدّد بناء الكعبة من قريشٍ بعد نبي الله إبراهيم عليه السلام، فجعل سقفها من خشب الدوم وجريد النخل، ثم أعادت قريش بناءها، وقد شهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا البناء وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وكان باب الكعبة على الأرض، فأشار أبو حذيفة بن المغيرة على قريش بأن ترفع الباب؛ حتى لا يدخل الكعبة إلا من أرادوا له، ففعلت قريشٌ ذلك

 

طول وعرض الكعبة المشرفة

تظهر الكعبة المشرفة على شكل بنيان مربع الشكل في وسط المسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعها من الأرض -أي طولها- سبعٌ وعشرون ذراعاً، وعرض الجدار الذي يوجد فيه بابها أربعٌ وعشرون ذراعاً، وعرض الجهة الموازي له مثل ذلك، وأمَّا عرض جدارها الذي بين الركن اليماني والركن العراقي -وهو الركن الذي فيه الحجر الأسود- عشرون ذراعاً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُصلّي إلى وسط هذا الجدار قبل الهجرة إلى المدينة، وعرض جدارها الذي بين الركنين الشامي والغربي واحدٌ وعشرون ذراعاً، وميزاب الكعبة في وسط هذا الجدار، ويأتي حجر إسماعيل في مقابل هذا الجدار، وتبلغ المسافة من أصل هذا الجدار إلى أقصى جدار حجر إسماعيل ستة عشر ذراعاً

 

حكم الصلاة في داخل الكعبة

اختلف الفقهاء في حكم الصلاة في داخل الكعبة المشرفة، واختلافهم على النحو الآتي:

  • الحنفية والشافعية: ذهب الفقهاء من الشافعية والحنابلة إلى جواز الصلاة داخل الكعبة، سواءٌ كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً، وقال الشافعية: من صلّى داخل الكعبة فرضاً أو نفلاً، واستقبل جدار الكعبة أو بابها إذا كان مغلقاً، أو كان الباب مفتوحاً مع ارتفاع عتبته بمقدار ثلثي ذراع بذراع الآدمي تقريباً، أو صلّى على سطحها جاز؛ لأنه توجّه في صلاته إلى جزءٍ من الكعبة، أو إلى ما هو كالجزء منها، وأمَّا إن كانت العتبة التي يُصلّي إليها أقل من ثلثي ذارع لم تصحّ صلاته؛ فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ عن سُتْرَةِ المُصَلِّي؟ فَقالَ: كَمُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ)، وقال الحنفية: الصلاة في جوف الكعبة جائزةٌ عند عامة العلماء، فرضاً كانت أو نفلاً، ولكن لا تصحّ صلاة من صلّى في جوف الكعبة ركعة إلى جهة، وركعةً إلى جهة أُخرى؛ لأنه أصبح مستدبراً عن الجهة التي صارت قِبلةً في حقّه بيقينٍ من غير ضرورة.
  • المالكية والحنابلة: ذهب المالكية والحنابلة إلى جواز صلاة النافلة فقط داخل الكعبة، ولا تصحّ صلاة الفريضة داخلها، وقال الحنابلة: لا تصحّ صلاة الفريضة في الكعبة، ولا فوقها، وتصحّ النافلة والمنذورة في جوف الكعبة، وعلى سطحها بشرط استقبال شاخصٍ من الكعبة، فلو صلّى إلى جهة الباب، أو على ظهرها ولم يوجد شاخصٌ متصل بها لم تصح صلاته، وقال المالكية: لا تجوز صلاة الفريضة داخل الكعبة، سواءٌ كانت فرضاً عينياً أو كفائياً كصلاة الجنازة، ولا تجوز كذلك في حِجر إسماعيل، فلو صلّى الفريضة في داخل الكعبة، أو في داخل حِجر إسماعيل فعليه إعادة الصلاة في وقتها، وتجوز صلاة السُنة في داخل الكعبة لأي جهةٍ كانت ولو كان بابها مفتوحاً، وأمَّا حِجر إسماعيل فلا تصحّ الصلاة فيه إلا باستقبال الكعبة، فلو شرَّق أو غرَّب أو استدبر الكعبة بطلت صلاته

شارك المقالة:
104 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook