شهر رمضان هو الشهر التاسع من العام الهجري، حيث يأتي بعد شهر شعبان، وقبل شوال، ويبلغ عدد أيّامه تسعةً وعشرين، أو ثلاثين يوماً، ومن الجدير بالذكر أن شهر رمضان من الأزمنة المباركة العظيمة في الإسلام، فقد ميّزه الله -تعالى- عن سائر شهور العام بالعديد من الخصائص، حيث إن صيامه فرضٌ على المسلمين وركنٌ من أركان الإسلام، كما إن صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً سببٌ لمغفرة الذنوب، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ وهي ليلة القدر، ومن أعظم خصائص شهر رمضان أنه شهر القرآن، فقد أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم فيه، مصداقاً لقوله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين، وهما: رؤية هلال رمضان، أو تمام شعبان ثلاثين يوماً، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)، وتثبت رؤية الهلال بشهادة رجل مسلم عاقل بالغ موثوق بخبرته وأمانته، وفي حال ترقّب الهلال وعدم رؤيته يثبت دخول شهر رمضان بتمام عدّة شعبان ثلاثين يوماً، لأن الشهر الهجري لا يكون أكثر من ثلاثين يوماً.
من أفضل الأعمال في شهر رمضان المبارك قراءة القرآن الكريم، وذلك لما يترتّب عليه من الأجر العظيم عند الله تعالى، وقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يختم القرآن الكريم في رمضان، مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ يَعْرِضُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عليه مَرَّتَيْنِ في العَامِ الذي قُبِضَ فِيهِ)، وكان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يقتدون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحرصون كل الحرص على ختم القرآن الكريم في رمضان، حيث ذكر إبراهيم النخعي في السير أن الأسود -رحمه الله- كان يختم القرآن الكريم كل ليلتين في رمضان.
ورُوي عن قتادة -رحمه الله- أنه كان يختم القرآن الكريم كل سبعة أيام، وعندما يدخل شهر رمضان كان يختم كل ثلاثة أيام، وفي العشرة الأواخر كان يختم كل ليلة، وذكر الإمام النووي -رحمه الله- في التبيان أن مجاهد كان يختم القرآن كل ليلةٍ، وذكر الربيع بن سليمان في السير أن الإمام الشافعي -رحمه الله- كان يختم القرآن الكريم في رمضان ستين مرة، ولذلك يُستحبّ الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح -رحمهم الله- وختم القرآن الكريم في رمضان، ويمكن الإشارة إلى طريقة من أفضل الطرق لختم القرآن الكريم في رمضان فيما يأتي:
شهر رمضان من الأزمنة المباركة الفاضلة، ولذلك ينبغي استغلاله بأعمال الخير والطاعات، وفيما يأتي ذكر أفضل الأعمال في رمضان:
موسوعة موضوع