طريقة ختم القرآن في رمضان

الكاتب: مروى قويدر -
 طريقة ختم القرآن في رمضان

 طريقة ختم القرآن في رمضان.

 

 

شهر رمضان

 

شهر رمضان هو الشهر التاسع من العام الهجري، حيث يأتي بعد شهر شعبان، وقبل شوال، ويبلغ عدد أيّامه تسعةً وعشرين، أو ثلاثين يوماً، ومن الجدير بالذكر أن شهر رمضان من الأزمنة المباركة العظيمة في الإسلام، فقد ميّزه الله -تعالى- عن سائر شهور العام بالعديد من الخصائص، حيث إن صيامه فرضٌ على المسلمين وركنٌ من أركان الإسلام، كما إن صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً سببٌ لمغفرة الذنوب، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ وهي ليلة القدر، ومن أعظم خصائص شهر رمضان أنه شهر القرآن، فقد أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم فيه، مصداقاً لقوله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).

 

 

دخول شهر رمضان

 

يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين، وهما: رؤية هلال رمضان، أو تمام شعبان ثلاثين يوماً، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)، وتثبت رؤية الهلال بشهادة رجل مسلم عاقل بالغ موثوق بخبرته وأمانته، وفي حال ترقّب الهلال وعدم رؤيته يثبت دخول شهر رمضان بتمام عدّة شعبان ثلاثين يوماً، لأن الشهر الهجري لا يكون أكثر من ثلاثين يوماً.

 

 

أفضل طريقة ختم القرآن في رمضان

 

من أفضل الأعمال في شهر رمضان المبارك قراءة القرآن الكريم، وذلك لما يترتّب عليه من الأجر العظيم عند الله تعالى، وقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يختم القرآن الكريم في رمضان، مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ يَعْرِضُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عليه مَرَّتَيْنِ في العَامِ الذي قُبِضَ فِيهِ)، وكان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يقتدون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحرصون كل الحرص على ختم القرآن الكريم في رمضان، حيث ذكر إبراهيم النخعي في السير أن الأسود -رحمه الله- كان يختم القرآن الكريم كل ليلتين في رمضان.


ورُوي عن قتادة -رحمه الله- أنه كان يختم القرآن الكريم كل سبعة أيام، وعندما يدخل شهر رمضان كان يختم كل ثلاثة أيام، وفي العشرة الأواخر كان يختم كل ليلة، وذكر الإمام النووي -رحمه الله- في التبيان أن مجاهد كان يختم القرآن كل ليلةٍ، وذكر الربيع بن سليمان في السير أن الإمام الشافعي -رحمه الله- كان يختم القرآن الكريم في رمضان ستين مرة، ولذلك يُستحبّ الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح -رحمهم الله- وختم القرآن الكريم في رمضان، ويمكن الإشارة إلى طريقة من أفضل الطرق لختم القرآن الكريم في رمضان فيما يأتي:

  • تحديد الوقت المناسب للقراءة: لا شك أن الأوقات المناسبة لقراءة القرآن الكريم تختلف من شخصٍ إلى آخر، ولكن ثمة أوقات تناسب أغلب الناس، وهي: ما بين الأذان والإقامة، ووقت السحر، وقبل الإفطار، وبعد الصلوات المفروضة، وأوقات الفراغ في العمل، أو في المدرسة، أو أثناء قيادة السيارة، أو أوقات الانتظار.
  • تحديد عدد مرت ختم القرآن الكريم: يتحدّد عدد مرات ختم القرآن الكريم في رمضان بحسب همة الشخص نفسه، فمن الناس من لديهم من الطاقات والقدرات ما يمكّنهم من ختم القرآن الكريم مرّتين في رمضان، ومنهم من يختمه ثلاث مرات، ومنهم من يكتفي بختمةٍ واحدةٍ.
  • طريقة القراءة: فيما يأتي بيان عدد الصفحات المطلوب قراءته يومياً لختم القرآن الكريم مرة ومرّتين وثلاث مرات في رمضان:
    • ختم القرآن الكريم مرة واحدة: في حال الرغبة في ختم القرآن الكريم مرة واحدة في شهر رمضان، ينبغي قراءة خمس صفحاتٍ بين أذان الفجر والإقامة، وخمس صفحاتٍ بين أذان العصر والإقامة، وخمس صفحاتٍ وقت الفراغ، وخمسٌ أخرى عند السحر يومياً.
    • ختم القرآن الكريم مرتين: في حال الرغبة في ختم القرآن الكريم مرتين في شهر رمضان، ينبغي قراءة عشرة صفحاتٍ بين أذان الفجر والإقامة، وعشرة صفحاتٍ بين أذان العصر والإقامة، وعشرة صفحاتٍ عند السحر، وعشرةٌ أخرى في أوقات الفراغ يومياً.
    • ختم القرآن الكريم ثلاث مرات: في حال الرغبة في ختم القرآن الكريم ثلاث مرّاتٍ في شهر رمضان، ينبغي قراءة خمس عشرة صفحة بين أذان الفجر والإقامة، وخمس عشرة صفحة بين أذان العصر والإقامة، وخمس عشرة صفحة عند السحر، وخمس عشرةٍ أخرى في أوقات الفراغ يومياً.

 

 

أفضل الأعمال في شهر رمضان

 

شهر رمضان من الأزمنة المباركة الفاضلة، ولذلك ينبغي استغلاله بأعمال الخير والطاعات، وفيما يأتي ذكر أفضل الأعمال في رمضان:

  • الصيام: يُعرّف الصوم لغةً على أنه مطلق الإمساك، وأما اصطلاحاً فيُعرّف على أنه التعبّد لله -تعالى- بالإمساك عن سائر المفطرات كالأكل، والشرب، والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تدلّ على عِظَم فضل الصوم، ومنها ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ).
  • قيام الليل: من أفضل الأعمال في شهر رمضان قيام الليل، مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ)، وقد أثنى الله -تعالى- على عباده الصالحين بقيام الليل، حيث قال: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).
  • الاعتكاف: من الأعمال الفاضلة في شهر رمضان الاعتكاف، وهو التعبّد لله بالتزام بيتٍ من بيوته على صفةٍ مخصوصةٍ، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء
شارك المقالة:
79 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook