طرق علاج المطببين الشعبيين بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
طرق علاج المطببين الشعبيين بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

طرق علاج المطببين الشعبيين بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
1 - التجبير:
 
هو الطريقة المستخدمة في علاج كسور العظام وكذلك الشَّعْر (وهو أقل من الكسر) والخلع، وكانت الإصابة بالكسور من الأمور الشائعة في السابق لمشقة الأعمال التي كان الناس يقومون بها من حفر الآبار وبناء الجدران وتسلق النخيل وركوب الدواب، ما يجعل الشخص عرضة للسقوط. ويعتمد التجبير على الخبرة، وقد عُرفت بعض الأسر بهذه المهنة أبًا عن جد وأصبحت متوارَثة لديها، وبعض المجبِّرين يفرض حمية على المكسور تشمل الامتناع عن أكل الحوامض والبهارات الحارة؛ لأنّه يرى أنّها تؤخر الشفاء، ولكن يُنصح بتناول البُر والسمن البلدي والرشاد؛ لأنّها تُساعد في عملية الشفاء. وليس هناك وقت محدد لانجبار الكسر، فهو يعتمد على أمور كثيرة منها موضع الكسر، وعمر المريض، ومدى التزام المريض بالتعليمات التي تُعطى له من قبل المُجبّر في الحركة والتنقل.
 
ويستخدم المجبر في عمله أدوات متعددة تتضمن (السنايف) وهي قطع مستطيلة من الألواح الخشبية يختلف طولها وعرضها وسمكها حسب حجم العظم المكسور وحسب عمر المريض، وقطع من الأخشاب الصغيرة لتجبير كسور الأصابع، والشاش، والقطن، والكمادات، وقطع القماش، وخيوط أو حبال للربط، وجريد النخل، ومن المواد التي تُستخدم في عملية التجبير أيضًا السمن البلدي والودك (الشحوم الحيوانية بعد إذابتها).
 
ويعتمد التجبير على موضع الكسر وشدته، ومن أنواع الكسور:
 
أ) المنحني:
 
وهو الذي يكون العظم فيه غير مكسور ولكن فيه انحناء، وهنا يقوم المجبر بتقويم العضو المنحني بلين حتى لا ينكسر وإعادته إلى موضعه الطبيعي، وتُوضع عليه سنايف مغطاة بالقطن من الداخل كيلا تؤلم المريض، وتُثبت على العضو بشاش أو قطعة قماش، وتُترك لبعض الوقت.
 
ب) المفتت:
 
وهو الذي ينكسر فيه العظم، وهذا يحتاج جهدًا أكبر من المجبِّر لإرجاع العظم المكسور إلى مكانه بدقة، كما يتطلب وقتًا أكبر ليُجبر الكسر.
 
ج) المنصرم:
 
ويكون الكسر فيه ناتجًا عن آلة حادة مثل المنشار، وهو أشد الكسور وأصعبها.
 
د) الملع:
 
وهو انفلات في المفاصل، خصوصًا في منطقة الكتف، ويُعالج بالتدليك والتكميد بقطعة قماش مبللة بالماء الساخن، وكذلك بالتدليك بالزيت الدافئ أو باستخدام اللصقة، فتُمد الجهة المصابة ثم تُوضع طبقات متعددة من اللصقات بطريقة مهنية يعرفها المعالج.
 

الكي

 
هو حرق موضع محدد من الجلد باستخدام أداة حديدية أو نحاسية. وقد احتل الكي مكانة مهمة في العلاج الشعبي قبل دخول الطب الحديث، وكان يُستخدم لعلاج كثير من الأمراض للصغير والكبير، واشتهر بهذه المهنة أُناس أصبح لديهم من الخبرة ما مكنهم من معرفة كثير من الأمراض، وعلاماتها، وتحديد المواضع الصالحة للكي، واختيار الأداة المناسبة. ويُستخدم الكي في علاج كثير من الأمراض مثل أبي الوجيه  ،  وذات الجنب (أم جنيب) وهو التهاب الرئة، وعرق النَّسا، وهو ألم شديد في عرق يبتدئ من مفصل الورك وينـزل من الخلف على الفخذ وربما يمتد إلى الكعب، والصفار (أو الشغار)   وكان علاجه يتم بكي أصابع اليدين والقدمين، والمصع، والآكلة، والصداع المستمر، والرعاف، وخروج الدم من المرأة غير دم العادة أو النفاس، وغير ذلك من الأمراض. وتتنوع مواضع الكي في الجسم، ومن المواضع الشائعة: الرأس، والرقبة، وخلف الأذن، والبطن، والظهر.
 
وتتنوع أدوات الكي المستخدمة وأشكالها، ومن أهمها: المسمار ويكون بأحجام مختلفة، وأسياخ الحديد القصيرة، والمفك، والإبرة وتكون بأحجام مختلفة، والمطرق وهو قضيب حديدي ذو رأس منحنٍ، والمحش (أو المنجل) وهو أداة تُستخدم لقص الأعشاب والشجيرات، ومن أدوات الكي أيضًا العطبة وهي قطعة قماش تُلف على شكل قلم، ثم تُشعل فيها النار وتُطفأ وتُوضع بسرعة على الموضع المراد كيّه، وتُستخدم مع الثآليل وبعض الأمراض الجلدية.
 
ويُستخدم في عملية الكي - بالإضافة إلى أداة الكي - موقد للنار والحطب أو الفحم المشتعل، فيتم وضع أداة الكي على النار فترة من الزمن حتى تُصبح الأداة حمراء من شدة الحرارة، ثم تُغرس في جسم المريض في الموضع المحدد ثم تُرفع، ويقوم المعالج بتحديد موضع الكي ثم يقوم بالكي، ولكن إذا كان موضع شكوى المريض غير محدد فإن المعالج يقوم عندئذٍ بجس جسم المريض بيده حتى يُحدد المكان، ثم يسِمُه بقلم أو فحمة، ثم يقوم بالكي باستخدام الأداة المناسبة.
 
ومن شروط نجاح عملية الكي:
 
 تحديد الأداة المناسبة للكي.
 
 أن تكون أداة الكي محمّاة جيدًا، فتوضع على النار حتى تحمر.
 
 تحديد الموضع المناسب لعملية الكي، فمثلاً في علاج أم جنيب يكون الكي في أسفل الأضلاع من الجنب المصاب، ومع عرق النَّسا يُكوى المريض كيتين إحداهما على الورك والثانية فوق كعب الجهة المصابة أو يُكوى على ظهر القدم، وعلاج الصفار يتم إمّا بكيات صغيرة على فقرات العمود الفقري من أسفل العنق إلى أسفل الظهر أو بكي عظم اليد بشكل دائري بأداة خاصة.
 
 الخبرة لدى المعالج من حيث المهارة في الكي؛ لأنّ الخطأ في الكي يؤدي إلى تورم موضع الكي وتقيحه، أو إلى الكي في منطقة غير مناسبة ما لا يُفيد المريض بل يضره.
 
 عدم مداواة منطقة الكي بعد كيها بأي مادة تُساعد على شفاء الحرق.
 
 عدم مساس الماء الموضع الذي تم كيه.
 
 الابتعاد عن العطور والروائح النفاذة كيلا يحدث شمم ويتأخر الشفاء.
 
 تجنب العلاج بالأدوية.
 

الحجامة

 
وهي عملية استخراج الدم المعتقد فساده من موضع من الجسم يتم تحديده. وللحجامة تاريخ في ثقافتنا الإسلامية؛ فقد ورد حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أنّ الرسول – صلى الله عليه وسلم - " احتجم وأعطى الحجَّام أجره "  وبعد إجراء الحجامة يُطلب من المريض عدم النوم بعد الحجامة مباشرة وعدم الاستحمام، ويُنصح بالتغذية الجيدة، ويُفضل إجراء الحجامة في الصباح على معدة خاوية، وتُجرى في مواضع محددة، أهمها نهاية الرأس من الجهة الخلفية، وأعلى الظهر، وجانبا الركبة، وجانبا الكعبين، وفي منتصف الساق من الخلف.
 
ويوجد عدد من الأمراض التي تُستخدم الحجامة في علاجها مثل آلام الرأس، والصداع، والدوار، وألم العينين، والكحة المستمرة، وآلام الظهر والصدر والساق، وبعضهم يرى أنّ الحجامة ضرورية لتجديد النشاط والشعور بالحيوية وتجديد الدم، لذا ثمة مَنْ يحرص على إجراء الحجامة دوريًا وبانتظام، ويراعى ألا يتم إجراؤها للصغير أو كبير السن. ومن الطرق المعروفة في الحجامة قيام المعالج بإحداث جروح مستقيمة سطحية بالمشرط يصل طولها إلى ثلاثة سنتيمترات، ثم توضع كأس صغيرة لها يد مجوفة على الجرح، ثم يقوم المعالج بمص الدم واستخراجه من خلال هذه اليد.
 
ولإجراء عملية الحجامة توجد أدوات يحتاجها المعالج وهي: المحجم وهو كأس صغيرة معدنية على شكل نصف بيضوي، أو البوق   وله يد مجوفة من الداخل وطرفاه مفتوحان من الجهتين لكن إحداهما واسعة وهي التي توضع على الجلد، والمشرط (أو الموسى): وبها يتم تشريط الجلد، والمسنّ، وحقيبة (شنطة) الحجامة، حيث توضع فيها أدوات الحجامة لحفظها.
 

الفصد

 
وهو أقل الوسائل العلاجية المستخدمة مقارنة بسابقاته، والفصد هو إحداث شق في الوريد أو العرق لإخراج ما يعتقد أنه دم فاسد من الجسم، ونظرًا إلى خطورة هذه العملية فإنّه يجب على المعالج أن يكون عارفًا بالعروق من أوردة وشرايين، وجريانها في الجسم، وأنواع الأمراض التي يُفصد لها، وطريقة فصدها. ويُعد فصل الربيع من أفضل الفصول لإجرائها ثم بداية فصل الصيف، ولا تُجرى عملية الفصد لمن تقل سنهم عن خمس عشرة سنة أو تزيد على ستين سنة، وعند إجراء عملية الفصد يُراعى أن يكون المفصود في حالة استرخاء ومعدته خاوية، ولا يُفصد المريض في حالة تهيج الألم أو وجود الحمى  .  ويُستخدم في الفصد مبضع معدني رفيع خالٍ من الصدأ، ويُحرص على نظافته وتجنيبه الغبار والرطوبة، ويتم تطهيره بتحميته على النار قبل الفصد وبعده لقتل الجراثيم التي قد تعلق به. وأعضاء الجسم التي يتركز فيها الفصد هي: الرأس، واليدان، والساقان، والقدمان، ويتم تحديد العروق والأوردة المفصودة حسب نوعية المرض؛ فعلى سبيل المثال عرق النَّسا يُفصد له فوق الكعب، ولأمراض العيون يُفصد عرق الصدغ وهو عرق ملتف على مفصل الفك، وللشقيقة وبعض آلام الرأس والصداع يُفصد عرق في وسط الجبهة أو عرق في هامة الرأس، ولأمراض الكبد والطحال تُفصد عروق حول السرّة.
 
وكان يُجرى للعين فصد أيضًا، إذ تتم عملية لاستخراج الماء الزائد منها باستخدام أداة حادة تشبه المخيط، وكانت عملية الفصد تلك تتم في غرفة مظلمة يُوضع المفصود فيها لمدة أربعين يومًا.
 
5 - الحجبة:
 
تُعرف في الوقت الحاضر بـ (الحمية)، وهي من وسائل الاستطباب المستخدمة، ويُقصد بها منع المريض من تناول بعض أنواع الأغذية لبعض الوقت، وقد يستمر ذلك المنع مدى الحياة، وكثيرًا ما تكون الحجبة مقرونة بوسائل العلاج الأخرى مثل: الكي، والحجامة، والفصد، وأغلب الأغذية التي يُحجب عنها: المنتجات الحيوانية مثل: اللحوم، والألبان، والحليب، والحوامض، والحوار، والبقول، والبيض، والسمن، والحلويات، وبعض الخضراوات مثل: الباذنجان واللوبياء، وشرب السوائل الباردة.
 
وهناك نوع آخر من الحجبة هو الامتناع عن القيام ببعض الأنشطة مثل تجنب حمل الأشياء الثقيلة، أو العمل الشاق، أو التطيب، أو الجماع، وقد تكون بنصح المريض بالتمدد على أرض صلبة يوميًا لبعض الوقت، وهناك بعض الأمراض التي تُستخدم معها الحجبة مثل أمراض المعدة والانتفاخ، وأمراض الحساسية سواء في الجلد أو الصدر، والكحة، وآلام الظهر.
 
شارك المقالة:
162 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook