اليتيم هو الإنسان الذي يموت عنه والده وهو طفل صغير قبل البلوغ، فإن مات عنه والده بعد بلوغه لا يعدّ ذلك يتماً فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (لا يتم بعد احتلام)، وقد حثّ الدين الإسلامي على رعاية اليتيم والعطف عليه والبعد كل البعد عن إهانته أوإيذائه بأي شكلٍ من الأشكال، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على رعاية اليتم وكفالته والتي جعلت ممن يرعاه جار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة، لقوله عليه الصلاة وأتم التسليم: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين ، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني : السَّبَّابةَ والوسطى)، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على العناية بالأيتام، ومنها قوله تعالى: (فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [البقرة:220]
لا تقتصر كفالة اليتيم على دفع مبلغٍ ماديٍ كل شهر إلى اليتيم بل تتعداها إلى مفهوم أوسع وأشمل من ذلك بكثير، فكفالة اليتيم تكون عن طريق رعاية شؤون حياته اليومية وتربيته ومراعاة مصالحه في كل شأن من شؤون حياته، ولكفالة اليتيم العديد من الصور ومنها:
لكفالة اليتيم العديد من الآثار الإيجابيّة والتي من شأنها زيادة استقرار وترابط المجتمع حيث إنّ كفالة اليتيم تضمن إنشاء مجتمع سويّ خالي من المشاكل والعيوب النفسية والعقد والمشاكل المختلفة، ولا سيما لليتيم نفسه، فهو إن لم يجد اليد العطوفة الحانية عليه لن يجد له ملجأً وملاذاً يستقبله إلا الشارع؛ فبكفالة اليتيم يُنشأ جيل صالح محبّ متماسك متعاطف بعيداً عن الانحراف والجرائم، وبكفالة اليتيم يتم تعليم الكل الحبّ والخير، والعطف، والحنان، فالطفل اليتيم لن ينسى من رعوه وأحسنوا رعايته وسيقوم هو بدوره بكفالة أيتام آخرين وبالتالي المساهمة في بناء مجتمع فعال بنّاء محبّ متعاطف.
موسوعة موضوع