صلاة الجمع والقصر

الكاتب: مروى قويدر -
صلاة الجمع والقصر

صلاة الجمع والقصر.

 

 

كيفية جمع الصلاة وقصرها:

 

كيفية الجمع بين الصلاتين

يُراد بجمع الصلاة: ضمّ صلاتيْن إلى بعضهما البعض في وقت إحداهما؛ لعذرٍ يُبيح الجمع، فيجمع المسلم بين صلاتَي الظهر والعصر، وبين صلاتَي المغرب والعشاء، ويجدر بالذكر أن صفة كل صلاة كما هي بالمعتاد، إلا أن الذي يختلف نية الجمع، والجمع نوعان:

  • جمع تقديمٍ؛ بأن يقدّم المسلم صلاة العصر فيُصلّيها بعد الظهر في وقت الظهر، ويقدّم صلاة العشاء فيُصلّيها بعد المغرب في وقت المغرب، ويكون ذلك مثلاً بأن ينوي المصلّي الجمع فيصلّي المغرب كما هي، ويسلّم من الصلاة، ثم يصلّي العشاء بعد المغرب جمع تقديم كما هي.
  • جمع تأخيرٍ؛ بأن يؤخّر صلاة الظهر إلى وقت العصر، وصلاة المغرب إلى وقت العشاء.


وقد دلّت على مشروعية الجمع بنوعَيه الأحاديث الآتية:

  • ما رواه معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، حيث قال: (أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في غزوةِ تبوكٍ، إذا ارتحلَ قبلَ زيغِ الشمسِ، أخَّرَ الظهرَ إلى أن يجمعَها إلى العصرِ، فيصليهِما جميعًا، وإذا ارتحلَ بعدَ زيغِ الشمسِ، عجَّلَ العصرَ إلى الظهرِ، وصلى الظهرَ والعصرَ جميعًا، ثم سار، وكان إذا ارتحلَ قبلَ المغربِ، أخَّرَ المغربَ حتى يصليها مع العشاءِ، وإذا ارتحلَ بعد المغربِ عجَّل العشاءَ فصلاَِّها مع المغربِ).
  • ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه-، حيث قال: (جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ).

 

كيفية قصر الصلاة

القصر: هو أن يصلّي المسلم الصلوات المفروضة الرباعيّة ركعتَين تشبه ركعتي صلاة الفجر، وهي: صلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة العشاء، بينما لا يمكن القصر في صلاتَي الفجر والمغرب، وهو مشروعٌ للمسافر فقط، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا)، وقد دلّ على جواز القصر في الصلاة للمسافر ما رواه أبو جُحيفة -رضي الله عنه-، حيث قال: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالهَاجِرَةِ، فَصَلَّى بالبَطْحَاءِ الظُّهْرَ والعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ونَصَبَ بيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً وتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بوَضُوئِهِ)،

 

شروط جمع الصلاة وقصرها:

 

شروط جمع التقديم

تُشترَط لجمع التقديم عدّة أمورٍ عند العلماء القائلين بمشروعيّته، وبيان تلك الأمور فيما يأتي:

  • الشافعية والحنابلة: اشترطوا عدّة أمورٍ، وهي:
    • الترتيب؛ حيث يجب البدء بالصلاة الأولى؛ لأنّها صاحبة الوقت؛ فيصلّي الظهر أوّلاً ثمّ العصر، والمغرب ثمّ العشاء، وهو شرطٌ عند الشافعية دون الحنابلة.
    • نيّة الجمع؛ حيث ينوي جمع العصر تقديماً، أو جمع المغرب تقديماً، ويشترط أن تكون هذه النيّة في الصلاة الأولى صاحبة الوقت.
    • الموالاة بينهما؛ أي بين فعل الصلاة الأولى والثانية، بألّا يطول الفصل بينهما عُرفاً.
    • دوام العذر؛ أي استمرارالعذر المُبيح للجمع إلى الصلاة الثانية.
  • المالكية: اشترطوا لمشروعية الجمع عدّة شروطٍ بالنظر إلى العذر المُبيح للجمع، وبيان ذلك فيما يأتي:
    • جمع الصلاة في السفر؛ وذلك بأن يكون السفر مُباحاً بَرّاً؛ استدلالاً بأنّ رخصة الجمع ثبتت في سَفر البَرّ فقط، واشترطوا لجمع صلاتَي الظهر والعصر زوال الشمس* حال السفر، وعَقد العزم على الارتحال قبل دخول وقت صلاة العصر، وعلى عدم الاستراحة قبل حلول وقت المغرب، وعلى الجمع بين الصلاتَين عند صلاة الظهر، مع كراهة الفصل بين الصلاتَين المجموعتَين بكلامٍ أو أداء نافلةٍ.
    • الجمع في المرض؛ فيجوز إن كان صوريّاً؛ أي بتأخير الصلاة الأولى إلى آخر وقتها، وأداء الصلاة الثانية في أول وقتها.
    • الجمع في المطر بين المغرب والعشاء فقط؛ ويُشترَط فيه أن يكون في المسجد جماعةً، وعَقد نيّة الجمع في بداية الصلاة الأولى.

 

شروط جمع التأخير

اشترط العلماء القائلين بمشروعية جمع التأخير عدّة شروطٍ، بيانها فيما يأتي:

  • الشافعية والحنابلة: اشترطوا في جمع التأخير ما يأتي:
    • نيّة التأخير: أي نيّة تأخير الظهر إلى العصر، والمغرب إلى العشاء، ويُشترَط أن تكون في وقت الأولى.
    • دوام العذر: أي استمرار العذر، كالسفر، أو المرض، أو البرد إلى تمام الصلاة الثانية، وهما: العصر، والعشاء.
  • المالكية: يُشترَط لجمع التأخير بين صلاتَي الظهر والعصر في السفر زوال الشمس على المسافر أثناء سَيره، وأن يَعقد نيّته على النزول قبل اصفرار الشمس*، أو حينه، ويَعقدها أيضاً على تأخير صلاة الظهر عن وقتها.

 

شروط قصر الصلاة للمسافر

تُشترَط لصحّة القصر في السفر عدّة شروطٍ، بيانها فيما يأتي:

  • أن يُقدّر السفر بيومَين.
  • أن يكون السفر مباحاً؛ أي ليس لأجل المعصية، ويشمل السفر المُباح ما يأتي:
    • السفر الواجب، كالسفر للحجّ، أو قضاء الدَّيْن.
    • السفر المندوب، كالسفر لصِلة الرحم.
    • السفر المباح، كالسفر للتجارة.
    • السفر المكروه، كالسفر لشراء الأكفان، ويُعَدّ قصر الصلاة في ذلك كلّه جائزاً، أمّا السفر مع المعصية، فللمسافر فيه ثلاث صورٍ، وهي كما يأتي:
      • العاصي بالسفر: وهو من أنشأ سفره لأجل المعصية، فهذا لا يجوز له القصر، فإن تاب، وقد بقي من سفره ما يبلغ مسافة القصر؛ جاز له القصر.
      • العاصي في السفر؛ وهو من أنشأ سفراً مباحاً، لكن وقعت منه معصيةٌ في السفر؛ فهذا يجوز له القصر.
      • العاصي بالسفر في السفر؛ وهو من أنشأ سفراً مباحاً، لكنّه حوّل نيّته في أثنائه إلى معصيةٍ، فهذا يجوز له القصر قبل قلب نيّته، أمّا بعدها فلا يجوز.
  • أن يدوم السفر إلى تمام الصلاة؛ أي الصلاة المقصورة، فلو نوى الإقامة أثناء الصلاة، أو وصل إلى ما لا يجوز له القصر؛ وجب إتمام الصلاة.
  • أن تكون الصلاة التي يريد المسافر قصرها رباعيّةً، وهي: الظهر، والعصر، والعشاء، فلا يجوز قصر غيرها من الصلوات.
  • أن يعلم المسافر بجواز القصر؛ فلو رأى المسافر الناس يقصرون فقصر معهم جاهلاً بجواز القصر؛ لم تصحّ صلاته.
  • أن ينوي المسافر القصر عند تكبيرة الإحرام، فلو لم ينوِ القصر عند تكبيرة الإحرام؛ لم يصحّ له القصر، بل يصلّيها تامّةً.
  • ألّا يقتدي المصلّي الذي يريد القصر بمُتمٍّ في جزءٍ من صلاته؛ أي لو اقتدى مُريد القصر في جزءٍ من صلاته بمن يصلّي صلاةً تامّةً؛ وجب عليه إتمام الصلاة.
شارك المقالة:
62 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook