صفات الزوج الصالح مع زوجته

الكاتب: علا حسن -
صفات الزوج الصالح مع زوجته.

صفات الزوج الصالح مع زوجته.

 

اختيار الزوج

حثّ الإسلام على تكوين الأسرة، وحرص على رعايتها وصيانتها، والحفاظ عليها، وبذلك يتكون المجتمع المسلم، ويجب أن تكون الأسر قويةً ومتماسكةً، في سبيل الحفاظ على بناء المجتمع، ومن الوسائل التي توصل إلى ذلك؛ اختيار الزوج الصالح، حيث إنّ ربّ الأسرة، والقائم عليها، كما أنّه القدوة العملية لزوجته وأولاده، فيجب أن يحدّد ولي أمر الفتاة المقياس الذي يجب عليه اختيار الزوج، فإن كان الخاطب ضمن المقياس ومتطلباته، كان أهلاً للزواج، وإن لم يكن وفق المقياس، فلا يقبل ولي الأمر طلبه في الخطبة، والمقياس يبنى على أساس المقومات الشخصية للخاطب، ويعرف عند الفقهاء بالكفاءة، والكفاءة تطلق في اللغة على المساواة، أمّا في الاصطلاح: فهي مساواة الرجل للمرأة، في بعض الأمور المحددة، بحيث إنّ ذلك لا يؤدي إلى اللوم على الزوجة، أو على أوليائها بسبب الزوج، ومن الجدير بالذّكر أنّ الناس ليسوا على درجةٍ واحدةٍ في مختلف أمور الحياة، ومن ذلك التفاوت بينهم في العلم، حيث قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) وكذلك الأمر بالنسبة لمختلف أمور الحياة، حيث قال الله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌوبناء على ذلك فيجب أن يكون اختيار الزوج بناءً على الحقوق التي يمكن اكتسابها؛ كالعلم، والدين، والأخلاق الكريمة، والرزق، وغير ذلك من الأمور المكتسبة، وليس على أساس الحقوق الطبيعية؛ مثل الحق في الحياة، أو الحرية، أو الانتقال، وغيرها من الحقوق

 

صفات الزوج الصالح

بيّنت الشريعة الإسلامية أهم الأسس والصفات التي ينبغي توافرها في الزوج، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • أن يكون موحداً لله تعالى، حيث إنّ التوحيد أساس الأعمال، وشرط قبول التوبة؛ فالشرك من أسباب عدم قبول الإعمال، حيث قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فالشرك الذي يبطل التوحيد، وبالتالي يؤدي الى إحباط الأعمال، وإبطالها، هو شرك النسب، وشرك العبادة، وشرك الدعاء، وشرك المحبة، وشرك التشريع، كما يجب أن يكون الزوج بعيداً عن النفاق، سواءً أكان النفاق بالاعتقاد أو بالأعمال، والمقصود بنفاق الاعتقاد: إظهار الإسلام، وإخفاء كره الإسلام، وحبّ أهل الكفر، وبناءً على ذلك فإنّ التوحيد الأساس الأول، والصفة الأولى التي يجب توافرها في الزوج؛ لما ينعكس ذلك إيجاباً على تربية الأولاد، تربيةً إسلاميةً على العقيدة الصحيحة الثابتة، وبالتوحيد يحدد عمل العقل، وغاياته، وأولوياته، والسعي للحصول على رضا الله تعالى، ولذلك كان التوحيد من الشرك التي يجب التوافق عليها عند كلا الطرفين، وبذلك تنحصر الخلافات والمشاكل بينهما.
  • أن يكون تقياً، حيث إنّ الله -تعالى- أمر عباده بالتقوى، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، ومن الجدير بالذّكر أنّ التقوى تتحقق بأمرين؛ أولهما بالحياء من الله تعالى، واستشعار مراقبته دائماً، مما يجعل العبد يمتنع عن الوقوع في المعاصي، والذنوب
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook