صِغَر الرأس أو الصَّعَل عبارة (microcephaly) عن اضطراب نادر للجهاز العصبي يؤدي الى صغر رأس الطفل وعدم اكتمال نموه، كما يتوقف الدماغ عن التطور بالطريقة الاعتيادية. يصاب الطفل بصغر الرأس إما عندما يكون الجنين في رحم أمه وإما في سنوات عمر الطفل الأولى. صحيح أن صغر الرأس يعتبر مرضاً نادراً جداً، اذ انه يصيب طفلاً واحداً من كل عدة آلاف من الأطفال. إلا أن ازداد الاهتمام به جراء ارتفاع عدد الحالات في الآونة الأخيرة، بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) مع ازدياد حالات الإصابة بفيروس زيكا (ZIKA) والتي يمكن أن تسبب صغر الرأس كأحد مضاعفات المرض الخطيرة.
قد لا يعرف الطبيب سبب حصول صغر الرأس عند الطفل، فسببه مجهول في أغلب الأحيان، لكن يصنف الأطباء صغر الرأس في مجموعتين رئيسيتين.
يمكن أن تعود اسباب صغر الرأس إلى استهلاك الام لمواد ضارة لها ولجنينها. حيث ان تناول الأم لمثل تلك المواد الضارة أثناء نمو الجنين يمكن أن ينتهي بإصابة الطفل بصغر الرأس وبعيوب خلقية اخرى. كما يمكن أن يترافق صغر الرأس مع إصابة الجنين بصغر الدماغ.
بحسب الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، يمكن للعوامل التالية أن تؤثر على النمو الطبيعي للرأس عند الجنين أثناء فترة الحمل:
تشمل الاضطرابات الجينية التي يمكن أن تسبب صغر الرأس ما يلي:
يبطئ هذا الاضطراب نمو الجنين داخل الرحم وخارجه. يشيع في هذا الاضطراب حدوث التخلف العقلي الشديد وتشوهات الذراعين واليدين، ويملك المصاب ملامح وجهية مميزة، فمثلاً يكون لدى الطفل المصاب حاجبين ينموان في المنتصف وأذنان منخفضتان، وأنف وأسنان صغيرة.
نعرف هذا الاضطراب كذلك باسم تثلث الصبغي 21. يكون لدى الأطفال المصابين بهذا الاضطراب:
لدى الأطفال المصابين بهذه المتلازمة بكاء مميز عالي النبرة شبيه بصوت مواء القطة. وتشمل الأعراض المميزة لهذه المتلازمة:
الأطفال المصابون بهذا المرض أقصر من المعتاد، ويكون لديهم كذلك إبهامين وأصابع قدم كبيرة، وملامح وجهية مميزة. لا يعيش المصابون بالأشكال الشديدة منها إلى ما بعد فترة الطفولة عادة.
يترافق هذا الاضطراب مع تأخر النمو في الرحم وخارجه. وتتضمن علاماته المميزة تخلف عقلي وملامح وجهية مميزة مثل الوجه الضيق والأنف السرجي وميلان الفك.
عند الأطفال المصابين بهذه المتلازمة تخلف عقلي واضطرابات سلوكية شبيهة بمرض التوحد. تتضمن العلامات الباكرة لهذه المتلازمة اضطرابات البلع وبطء النمو والتحام إصبعي اليد الثاني والثالث.
مرض الزيكا مرض فيروسي ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق لدغة بعوضة اسمها الزاعجة المصرية Aedes aegypti. اُكتشِف مرض الزيكا لأول مرة في أوغندا عام 1952، وحدثت أوبئة متعددة منذ ذلك التاريخ في البلدان الاستوائية والمدارية، إلا أن أكبر الأوبئة حدثت في عامي 2007 و2015. ونقلاً عن منظمة الصحة العالمية أن الوباء الذي حصل عام 2015 ترافق مع حالات من التهاب أعصاب اسمه متلازمة غيلان باريه Guillain-Barré syndrome ومع صغر الرأس.
فترة حضانة incubation period مرض فيروس الزيكا (الفترة بين لدغة البعوضة وظهور الأعراض) ليست معروفة بدقة، لكنها تبلغ أيام قليلة على الأغلب. بعدها قد تظهر أعراض من مثل الحمى (ارتفاع درجة الحرارة) وطفح جلديوالتهاب ملتحمةوآلام عضلية ومفصلية وإنهاك وصداع. الأعراض في حال ظهورها تكون خفيفة عادة وتستمر لـ2-7 أيام.
ينتقل فيروس الزيكا كما أشرنا بشكل أساسي عن طريق لدغة بعوضة الزاعجة المصرية التي تعيش في البلدان الاستوائية والمدارية، وتنشط في ساعات النهار، لاسيما في الصباح الباكر وأواخر العصر. وهي نفس البعوضة التي تنقل أمراض حمى الدنك Dengue وحمى التشيكونغونيا Chikungunya والحمى الصفراء yellow fever. يمكن أن ينتقل مرض الزيكا عن طريق الجنس أيضاً. وينتقل الفيروس من الأم إلى جنينها ليتسبب بصغر الرأس.
عدوى مرض الزيكا بسيطة عادة ولا يوجد أدوية نوعية لمعالجته. فلو كنت حاملاً وأُصبت بمرض الزيكا سوف يجري الطبيب فحوصاً أكثر بالأمواج فوق الصوتية كي يتابع نمو الجنين، وسيوصي الطبيب بعلاج الأعراض على النحو التالي:
لا يوجد لقاح لمرض الزيكا حتى الآن، صحيح أن العلماء يعملون على تطويره، لكن لا يُتوقَّع إنتاجه قبل عدة سنوات.
يوجد العديد من الطرق التي تجنبك الإصابة بمرض الزيكا:
العرض الأكثر أهمية في صغر الرأس هو أن حجم رأس الرضيع يكون أصغر من المعتاد عند مقارنته بحجم رأس الرضع بنفس العمر ومن نفس الجنس. تختلف الأعراض الأخرى بين طفل وآخر ويمكن أن تشمل:
يجب الانتباه إلى أن الطفل المصاب بصغر الرأس ينمو بشكل طبيعي في بعض الحالات.
يمكن تشخيص صغر الرأس إما أثناء الحمل وإما بعد ولادة الطفل.
يمكن تشخيص صغر الرأس في بعض الأحيان باستخدامالتصوير بالأمواج فوق الصوتية(Ultrasound والذي يلتقط صوراً لداخل الجسم). من أجل تشخيص صغر الرأس، يجب إجراء فحص الأمواج فوق الصوتية في أواخرثلث الحمل الثانيأو في أوائل الثلث الثالث. يمكن الكشف عن صغر الرأس أثناء الفحوص الروتينية التي تخضع لها الحامل، أو إذا كانت شكوك لدى الطبيب على احتمال إصابة الجنين به عندما يلاحظ وجود أسبابه وعوامل خطر الإصابة به عند الأم.
سوف يقوم الطبيب من أجل تشخيص صغر الرأس عند الوليد بقياس محيط رأس الرضيع أثناء قيامه بالفحص الجسدي له. بعدها يقوم الطبيب بمقارنة القيمة التي حصل عليها مع المعايير السكانية بحسب السن والجنس. يشخص الطبيب صغر الرأس عندما يجد أن محيط رأس الرضيع أصغر من القيمة المحددة للأطفال من نفس العمر والجنس. تكون القيمة المقاسة عند الإصابة بصغر الرأس أقل عادة بانحرافين معياريين standard deviations تحت المعدل. مع العلم أن الانحراف المعياري هو مقياس يحدد مدى التباعد عن المتوسط.
قد يطلب الطبيب في بعض الحالات لا سيما في حال تأخر نمو الطفل فحوصاً من مثلالتطوير المقطعي المحوسب (CT)أوالرنين المغناطيسي (MRI)أو فحوصاً دموية أو بولية من أجل تشخيص السبب الكامن للإصابة بصغر الرأس.
إذا علمت للتو أن طفلك مصاب بصغر الرأس أو لو شككت أن رأس طفلك أصغر من اللازم، فيجب أن تحددي موعداً لزيارة طبيب الأطفال. وقد يحيلك طبيب الأطفال إلى طبيب مختص بالأمراض العصبية عند الأطفال. وهنا بعض المعلومات التي تساعدك على التجهيز لزيارة الطبيب:
لا يوجد علاج شافٍ لصغر الرأس ويختلف التعامل مع الحالة كثيراً بين طفل وآخر. كما أن توقع المشاكل المحددة التي سيواجهها الطفل بسبب هذه المشكلة ليس أمراً سهلاً. لذلك من المهم أن يقوم الطبيب بمراقبة نمو وتطور الطفل المصاب بصغر الرأس بانتظام. بحسب المشاكل التي يواجهها الطفل، يمكن أن يجد طيفاً من العلاجات الداعمة من مثل:
يفيد البدء بتلك الخدمات التطورية الداعمة باكراً في أن يصل إلى أقصى قدراته المعرفية والجسدية. وسوف يساعدك الطبيب على أن تصلي إلى الخدمات الداعمة التي سوف تحتاجينها.
قد يحيلك الطبيب إلى استشاري بالأمراض الجينية لمعرفة فيما إذا كان صغر الرأس يمكن أن يصيب أطفالك في حالات الحمل في المستقبل، بالإضافة إلى أن الاستشارة يمكن أن تهم أقاربك أو أقارب زوجك في حال كانت الإصابة الوراثية تسري في عائلة احدى الازواج.
يختلف تأثير المرض بين مريض وآخر ويعتمد هذا على حالته الصحية:
ان العمر المتوسط المتوقع عند مريض المصاب صغر الرأس اقل من العمر المتوسط المتوقع لدى الشخص العادي. يتماشى العمر المتوقع عند المريض جنباً إلى جنب مع الإنذار عنده، فإذا قل الإنذار زاد متوسط العمر المتوقع والعكس صحيح. يقول كثير من الخبراء أن متوسط العمر المتوقع عند مريض صغر الرأس يبلغ 20-35 سنة عادة، ويتحسن العمر المتوقع مع تلقي المريض للمعالجة الداعمة ومع وجود من يرعاه.
يمكنك عندما تصبحين حاملاً القيام بخطوات معينة كي تقي طفلك من الاصابة بصغر الرأس المكتسب، ومن أهمها:
يتعين عليك لو كان لديك طفل مصاب بصغر الرأس وكنت ترغبين بإنجاب أطفال آخرين باستشارة الطبيب. يمكن أن يحيلك الطبيب إلى الاستشارة الجينية لمعرفة خطورة إصابة أطفالك اللاحقين بصغر الرأس.
قد تحدث مضاعفات خطيرة بسبب صغر الرأس ترافق المريض طوال عمره، ويمكن لبعض المضاعفات أن تهدد حياة المصاب. تختلف المضاعفات الممكنة بحسب شدة الحالة عند الطفل. ومن تلك المضاعفات:
"