شد الأعصاب أو التوتر هو طريقة الجسم للاستجابة لأي تهديد يمر به الإنسان، فعندما يشعُر الإنسان بالخطر يُحفز الجسم ويُرسل أوامر تُحفز استجابة الكر والفر (بالإنجليزية: Fight or flight response)، وهي طريقة الجسم لحماية الإنسان، بحيث تساعده على البقاء متيقظاً،ومشحوناً بالطاقة، ومتنبهاً لما يدور حوله في حالات الخطر مثل: التعرض لحادث مُعين استجابة التوتر تحافظ على حياة الإنسان حيث تمدهُ بالقوة للدفاع عن نفسهُ وتجنب الخطر، ويكون التوتر مُفيداً عندما يجعل الشخص يطوَّر من نفسه لمواجهة تحديات الحياة، وتجعل الشخص يدرس للامتحان بدلاً من مشاهدة التلفاز على سبيل المثال، ولكن عند نقطة مُعينة يتوقف الدور الجيد للتوتر ويُصبح مؤذٍ وضار، ويُسبب مشاكل صحيةونفسيةمثل: اضطراب المزاج، وانخفاض الإنتاجية، وهدم العلاقات الاجتماعية، وهذه النقطة تكون عندما يستمر التوتر لفترة مطوّلة، أو يحدث على نحو متكرر ومزمن.
علاج التوتر وشد الأعصاب والتخلص منهما يتم عن طريق تغير الأفكار والمشاعر تجاه مُسبب التوتر، وإجراء بعض التعديلات على البرنامج اليومي، وتغيير البيئة المحيطة، ونمط الحياة، وطريقة التعامل مع المشاكل والأزمات. ويكمن الهدف الرئيسي لعلاج التوتر في الحصول على توازن بين العمل من جهة والعلاقات الاجتماعية والاسترخاء من جهة أخرى، بالإضافة إلى التحلي بالمرونة اللازمة للتماسك تحت الضغط،ومواجهة التحديات، وفيما يلي بيان لابرز الطرق التي تساعد على إدارة التوتر:
تبدأ مرحلة العلاج والتخلص من التوتر في تحديد سبب التوتر في حياة الشخص، وهذا ليس بالأمر السهل؛ ففي كثير من الأحيان لا تكون مصادر التوتر الحقيقة واضحة تماماً، ومن السهل على الإنسان أن يتغاضى عن أفكاره ومشاعره وسلوكياته التي تُسبب التوتر، فمثلاً قد يكون الشخص متوتراً بسبب اقتراب موعد تسليم العمل، وهذا يُسبب له توتراً شديداً ولكن في الحقيقة المواعيد النهائية لتسليم العمل ليست هي سبب التوتر، بل المماطلة في تسليمها حتى اقتراب موعد التسليم، ولتحديد مصدر التوتر الحقيقي يجب على الشخص الاطلاع عن قرب على عاداتهُ وتصرفاته وأعذاره، ويحدد ما إذا كان التوتر شيئاً مؤقتاً يعاني منه، أو جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية، وما إذا كان يُلقي اللوم على الأشخاص الآخرين، أو الأحداث الخارجية بشأن توتره و أعصابه المشدودة أو يتحمل مسؤوليتها بنفسه.
إذا لم يتمكن الشخص من تغيير المُسبب، فمن الممكن أن يتأقلم ويتعامل معه بطريقة صحية، عن طريق تغيير طريقة تفكيره تجاه المسبب، والتفكير بإيجابية، والنظر من زاوية أخرى للأمور. وفيما يلي بيان لمجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد على التخلص من التوتر وشد الأعصاب.
تتفاوت أسباب التوتر وشد الأعصاب من شخص إلى آخر، وبناءً على الدراسات المجراة يُعتبر التوتر الناتج عن العمل أحد أكثر مُسببات التوتر شيوعاً، وفيما يلي بيان لأهم أسباب التوتر في العمل والحياة اليومية.
التوتر يُسبب الكثير من المشاكل والأعراض النفسية والجسدية، وأحياناً يصعُب على الشخص تمييز الأعراض على أنّها أعراض مرافقة للتوتر، ومن هذه الأعراض: فقدان الطاقة والتركيز، والنسيان أو الإهمال، والتعب والإرهاق،والصداع، ومواجهة مشاكل في النوم أوكثرة النوم
"