اتّصف صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بخصالٍ حميدةٍ وصفاتٍ جليلةٍ، فكانوا بحقٍّ خيرَ القرون كما قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ)، وتجلّى ذلك بوضوح في تحمّل الصحابة -رضي الله عنهم- للأذى النفسيّ والجسديّ في سبيل الدعوة الإسلاميَّة ونصرتهم للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد كان التَّكافل والتَّكاتف وتجسيد أبرز معاني الأخوّة الإنسانيَّة في الهجرة النَّبويَّة وما بعدها واضحاً من الصحابة رضي الله عنهم، وبطولتهم وشجاعتهم في السَّرايا، والغزوات، والمعارك، والفتوحات التي خاضوها.
خالد بن الوليد هو ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب، وكنيته أبو سليمان القرشيّ المخزوميّ، وهو ابن أخت أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهو من الصَّحابة الكِرام الذين لَمَعَ اسمهم في الغزوات وذُكِرت آثار صولاتهم وجولاتهم، وفي هذه المقالة حديث عن أبرز صفاته وأخلاقه ألا وهي الشجاعة.
تعدُّ الشجاعة من الأخلاق الحميدة التي تزيد المتحلِّي بها رفعةً ومكانةً، والشجاعة في اللغة من الجذر اللغوي شَجَعَ، فالشين والجيم والعين أصلٌ صحيحٌ واحدٌ دالٌّ على الجرأة والإقدام، والشجاعة هي الشِّدَّة عند البأس، أمَّا الشجاعة في الاصطلاح فهي كما عرَّفها الراغب الأصفهاني: صرامة القلب على الأهوال، وربط الجأش في المخاوف.
وإنَّ من أبرز صفات خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وما كان يُضرَب به المثل في شخصيَّته من أخلاقٍ ما تحلَّى به من شجاعة، وما اشتُهر به من قوّة وحِنكة عسكريّة وحربيّة، وقد شهدت له شواهد كثيرة وأحداث عديدة على تحلِّيه بهذا الخُلق وتمكُّنه في نفسه، ومن هذه الشواهد ما يأتي:
فيما يأتي بيان لملامح من شخصيّة خالد بن الوليد، وإسلامه، وحياته:
موسوعة موضوع