الدين الإسلامي بكل جوانبه، قد جاء واحتضن كل ما قد يواجه الإنسان المسلم في حياته، ووضع الأحكام، والأوامر ، والنواهي، والوسائل أي التشريعات العبادية في مصادره الرئيسية وهي القرآن الكريم، وسنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) النبوية الشريفة. وإن أردنا التحدث عن موضوع الاستغفار وطلب العفو من الله الغفور _سبحانه وتعالى_ وعن كمٍّ الآيات التي نزلت في ذلك، فلن نستطيع إجمالها بمقالٍ واحدٍ هنا، لكن جيدٌ أنْ نذكر أحد الهدايا التي خلفتها السنة النبوية الشريفة لنا في هذا الباب والذي لا ولم ولن يستطيع أحدٌ منا التخلي عنه يوماً ما، مهما كانت ظروفه ومحيطه الذي يعيش فيه، حتى المراتب التي يصلها في حياته، فكلّنا إنسان وكلنا يخطئ وهذا ما يحبه الله تعالى فينا، أننا الإنسان الضعيف، لكن ما يحبه أكثر هو التوبة والرجوع إليه وطلب السماح والستر والغفران، فإنّ من أجمل الأدعية التي يحبّنا الله أن ندعوه بها ونتوجه إلى سؤاله بالرحمة والمغفرة هو دعاء "سيّد الاستغفار".
سيّد الاستغفار: هو دعاءٌ قد قاله لنا رسولنا الكريم ونصه الآتي: " اللهم أنت ربي لا إله إلى أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت".
سبب التسمية: ذكر الرسول الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في هذا الدعاء من ألفاظٍ ومعانٍ، حيث يحتوي على صيغٍ لغوية جميلة وفاضلة ترقى بأعلى مستويات سؤال الغفران من الله، أيضاً كان قد جمع بين معاني الاستغفار والتوبة معاً حسب تفسير الكثير من علماء الفقه والدين.. لذا استحقّ أن يكون دعاءً سيداً على باقي الأدعية والابتهالات.
لكل عبارة مذكورة في الدعاء غاية معينة يطلبها المسلم من ربه عزّ وجلّ، لذا وجب أن نفهم ما المقصود بكل منها وذلك حرصاً على التوجه إلى الله بكل إخلاص وحاجة والتماس وتقرب.
هذه كانت المعاني التي يحملها هذا السيد الرائع، فعلينا معرفة وفهم كل كلمة نتوجه إلى الله بها، حين نحتاجه في ذلك، أي التوجه إليه بالدعاء للرحمة والمغفرة ومحو الذنوب.
نعلم أنّنا لسنا نتوجه إلى الله بالاستغفار والدعاء فقط حينما نمر بموقف ما، أو بعد اقترافنا لذنب صغيراً كان أو كبيراً، بل نحن من الواجب علينا أن نردد دائماً الدعاء والانقياد إلى الله، وطلب الرحمة والتوفيق والخير دائماً وأبداً من الله _ عزّ وجلّ_ وهذه هي من الوظائف الرئيسية التي خلقنا لها ولتحقيقها. لذا فإن من الجيد أن ندعو الله بهذا الدعاء لما له من فضل عظيم نذكره في التالي:
موسوعة موضوع