سياسة الملك سعود بن عبدالعزيزالداخلية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
سياسة الملك سعود بن عبدالعزيزالداخلية في المملكة العربية السعودية

سياسة الملك سعود بن عبدالعزيزالداخلية في المملكة العربية السعودية.

 
 

 جهوده في التنظيم الإداري

 
بلغت المملكة مركزًا مرموقًا بين الدول العربية والإسلامية؛ لما مَنَّ الله به عليها من خيرات دفينة في باطن الأرض وظاهرها، استخدمها الملك سعود بكل اقتدار  ، مما مكن المملكة من الانطلاق السريع نحو الرقي والتطور. وقد عُرف عن الملك سعود أنه لم يغفل عن مصالح شعبه والعمل على إقامة المشروعات التي تحقق للجميع رغد العيش، وتوفر لهم الاستقرار والأمن.وفور تسلمه مقاليد حكم المملكة عام 1373هـ / 1953م قام الملك سعود بزيارة سريعة إلى عدد من المدن الرئيسة بالمملكة، بدأها بمكة المكرمة، حيث وعد الأهالي بأن يولي هذا البلد المبارك أعظم عناية وأكبر اهتمام، وكذلك فعل عندما قام بزيارة إلى المدينة المنورة وتفقد المسجد النبوي، وأسهم في أعمال البناء التي كانت جارية في ذلك الوقت، وقبل عودته إلى الرياض أصدر الملك سعود بيانًا معلِنًا فيه ثقته بجميع أركان الدولة وموظفيها، ويشكرهم ويثبتهم في مراكزهم، ويحثهم على النهوض بالبلاد إلى ما تصبو إليه من مجد ورقي في إطار الكتاب والسنة.وأبقى الملك سعود التشكيل الوزاري الذي كان في عهد والده، لكنه أضاف عددًا من الوزارات، وضم إلى مجلس الوزراء مجموعة من مستشاريه، مانحًا رئاسته لأخيه وولي عهده الأمير فيصل بن عبدالعزيز  . ويمكن الوقوف على بعض الملامح العامة لما انتهجه الملك سعود من سياسة خلال فترة حكمه، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، من خلال خطبه وتصريحاته الخاصة، ومن خلال ما أُعلن من الديوان الملكي، أو من خلال ملاحظة المراقبين الأجانب من دبلوماسيين وصحفيين. ويمكن القول بأن الملك سعود وضع لنفسه مجموعة من الأهداف على الصعيد الداخلي، لعل أهمها الاستمرار على النهج الذي رسمه وخطه والده المؤسس، والأخذ بالأسباب التي ترقى بالمملكة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، والعمل على تحديث المملكة وفق متطلبات العصر الحديث من خلال الإسراع بإنشاء الهيئات الحكومية المختلفة، كما عمل على تحقيق كثير من الإنجازات الداخلية؛ ومنها إنشاء عدد من الوزارات مثل: وزارة المعارف، ووزارة الزراعـة، ووزارة التجـارة، ووزارة المواصلات.
 

جهوده في تنمية الاقتصاد الوطني

 
يعود الاهتمام بتنمية الاقتصاد الوطني إلى عهد الملك عبدالعزيز من خلال إنشاء وكالة المالية العامة، التي أشرف عليها الشيخ عبدالله السليمان الحمدان، وفي عهد الملك سعود أُعيد تجديدها، خصوصًا بعد استقالة الشيخ عبدالله السليمان وزير المالية من منصبه عام 1374هـ / 1955م، فأصدر الملك سعود مرسومًا برقم 31 بتاريخ 6 محرم عام 1374هـ الموافق 1955م يقضي بدمج وزارتَي المالية والاقتصاد الوطني في وزارة واحدة بعد أن كانتا وزارتين منفصلتين، وعين عليها الشيخ محمد سرور الصبان  .  وارتبط بوزارة المالية والاقتصاد الوطني آنذاك عدد من المؤسسات والمصالح والمكاتب والمديريات، مثل: مديرية الحج العامة، ومصلحة الزيت والمعادن، ومصلحة الزكاة والدخل، ومديرية الجمارك العامة، ومؤسسة النقد العربي السعودي، ومديرية الشؤون الاقتصادية، علاوةً على إعداد الوزارة مشروعات الأنظمة المتعلقة بالسياسة المالية والاقتصادية للمملكة، مثل: نظام مراقبة النقد والإيراد واستثمار رأس المال الأجنبي، ودراسة اتفاقيات الامتياز  . 
 

 جهوده في بناء القوات المسلحة

 
اهتم الملك سعود منذ توليه الحكم بالجيش، فعمل على تطويره على نحو يواكب تطورات العصر آنذاك؛ لهذا حرص على تطوير الأسلحة والمعدَّات، وبناء مراكز للتدريب، ودعم الصناعات العسكرية. ومن هذا المنطلق أنشأ الملك سعود عام 1374هـ / 1955م سلاح المظلات، وأمر بتشكيل الحرس الوطني في العام نفسه. وفي عام 1375هـ / 1956م أنشأ سلاح المدرعات، وكلية الملك عبدالعزيز الحربية، وسلاح الإشارة، وسلاح المدفعية، واشترت الحكومة السعودية مجموعة من الطائرات النفاثة الحديثة. وفي عام 1376هـ / 1957م أُنشئت مدرسة الخدمات الطبية، وأُنشئ المعهد البحري في الدمام، كما أُدخل نظام الاتصالات اللاسلكية. وفي عام 1378هـ / 1958م أُنشئ معهد الضباط العظام، وبعد عام تغير اسمه إلى معهد الضباط الأقدمين. وفي عام 1380هـ / 1960م أُنشئ معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية، وقد تم - تبعًا لذلك - إنشاء كثير من المعاهد ومدارس التدريب والكليات التي كان الهدف منها الارتقاء بالمملكة من الناحية العسكرية، وبناء القوات المناسبة للدفاع عنها  . 
 

جهوده في التنظيم القضائي

 
أُنشئ ديوان المظالم في عهد الملك سعود في 12 رجب 1373هـ الموافق 1954م، بوصفه إدارة عامة ضمن شُعَب مجلس الوزراء، واستقل الديوان عن مجلس الوزراء في 17 / 9 / 1374هـ الموافق 1955م، وجاء في أمر تشكيله: ".. أمرنا بتشكيل ديوان تابع للمجلس سمَّيناه ديوان المظالم، وسنحيل إليه كل شكوى تُرفع إلينا وكل مظلمة نراها أو نُخبَر عنها؛ ليقوم بالتفتيش والتحقيق في كل دائرة من دوائر الحكومة؛ لإعطاء كل ذي حق حقه.."، وكان الهدف من إنشاء ديوان المظالم العمل على إنصاف المظلومين، وتطبيق جميع الأنظمة والقواعد النظامية الصادرة من ولاة الأمر، والفصل في الدعاوى التي تُرفع إليه، ومكافحة الرشوة، والفصل في تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة من محاكم الدول العربية، والمشاركة في مجالس التأديب الخاصة بمحاكمة موظفي المرتبة الثانية فما فوق ماعدا الوزراء... إلى غير ذلك من أعمال ديوان المظالم الذي يعمل جنبًا إلى جنب مع القضاء الشرعي بمحاكمه وتشكيلاته المتعددة  . 
 

 جهوده في تنظيم أجهزة الدولة

 
يُقصد بأجهزة الدولة كل من: ديوان الموظفين، وديوان المراقبة العامة، وديوان المظالم. وقد أُنشئ ديوان الموظفين في عهد الملك عبدالعزيز، ولكنه لم يُفعَّل دوره وتُطبَّق مواده إلا في عهد الملك سعود، فقد اكتسب أهمية خاصة بعد أن صدر قرار مجلس الوزراء عام 1373هـ / 1954م الخاص بنقل ديوان الموظفين من وزارة المالية وإلحاقه برئاسة مجلس الوزراء  .  وهذا الديوان هو الجهة المسؤولة والمختصة بمراقبة تنفيذ الأنظمة والتعليمات ذات الصلة بشؤون الموظفين، وكانت تلك هي المرة الأولى في تاريخ التنظيم الإداري التي أصبح فيها ديوان الموظفين هو المسؤول عن شؤون الموظفين  . أما ديوان المراقبة العامة فقد تم إنشاؤه في عهد الملك سعود بمرسوم ملكي صدر عام 1373هـ / 1954م  ،  وكان الهدف منه أن يتولى تدقيق جميع حسابات الدولة، والتحقق من صحة قيود الإيرادات والنفقات في جميع الوزارات والدوائر التي تنفق عليها الدولة، ويرأس هذه الشعبة (مراقب حسابات الدولة العام) ويُعيَّن بمرسوم ملكي، ويكون مسؤولاً مسؤولية كاملة أمام الملك نفسه، وهو مرجعه الأول  . 
 

 جهوده في التعليم

 
قامت في المملكة نهضة علمية مباركة سريعة الخطوات، وضع نواتها الملك عبدالعزيز، وحمل مشعلها ورفع لواءها الملك سعود، فتولاها بعظيم رعايته، حتى أيقظ الوعي الثقافي في شعبه، وفطن الناس إلى أهمية التعليم وقيمته، فأقبلوا عليه في جميع المراحل الدراسية لينهلوا من منابع العلم والمعرفة  . وظهر اهتمام الملك سعود بالتعليم العام منذ أن كان وليًا للعهد، حين أنشأ مدرسة الأنجال للبنين عام 1351هـ / 1932م. وعندما اتسعت أعمال مديرية المعارف وتعددت الجوانب الفنية والإدارية للعملية التربوية، وبرزت مشكلات كثيرة؛ رأى الملك سعود عند توليه الحكم أنه لا بد من أن يكون للتعليم وزارة تتجاوب مع جوانب النهضة الشاملة  ،  فصدر مرسوم ملكي في 18 ربيع الآخر عام 1373هـ الموافق 1953م بإنشاء وزارة المعارف، وقد اتخذت مكة المكرمة مقرًا لها منذ إنشائها حتى الشهر الثالث من عام 1376هـ / 1956م، حينما انتقلت بجميع أجهزتها إلى مدينة الرياض  .  وأُسندت هذه الوزارة إلى الأمير فهد بن عبدالعزيز من 18 / 4 / 1373هـ الموافق 1953م إلى 3 / 7 / 1380هـ الموافق 1960م  ،  وساعدته مجموعة مختارة من المثقفين الذين بذلوا قصارى جهدهم؛ تقديرًا منهم للثقة الغالية التي نالوها من مليكهم، فمارسوا مسؤولياتهم بكل نشاط وإخلاص  .  واختلفت وجهات النظر حول موضوع تعليم البنات، فدار جدل طويل حوله، إلى أن حصل التوافق على ربط تعليم البنات برئاسة عامة مستقلة يتولى الإشراف عليها مقام الإفتاء، فكان إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380هـ / 1960م  . وقد اهتم الملك سعود بالتعليم العالي، وتَمَثَّلَ ذلك في إنشاء جامعة الملك سعود، ففي الذكرى الأولى لتولي الملك سعود الحكم أذاع الديوان الملكي في 18 / 3 / 1374هـ الموافق 1954م بيانًا جاء فيه أن جلالته تبرع لمدينة الرياض في هذه المناسبة بـ400 ألف ريال سعودي، وأعلن أهالي الرياض أنهم سيخصصونها لبناء كلية علمية في هذه المدينة؛ تخليدًا لذكرى هذه المناسبة، وسارع الأهالي بالتبرع لزيادة المبلغ ليكون نواة للمشروع  ،  وهكذا أُنشئت أول جامعة في المملكة العربية السعودية في عام 1377هـ / 1957م  ؛  وهي جامعة الملك سعود.وبدأت الدراسة فيها بكلية واحدة فقط هي كلية الآداب، ومع توالي السنوات كانت تتنامى بقية الكليات فيها، وفي عام 1381هـ / 1961م افتُتح فيها أول فرع للطالبات بنظام الانتساب.وكان التعليم الشرعي قبيل افتتاح المعاهد العلمية بثلاثين عامًا متوافرًا في أغلب مناطق المملكة، وفي مساجدها وبيوت بعض علمائها. لكن الملك سعودًا سجل عملاً خالدًا آخر لشعبه وللأمة الإسلامية جمعاء، تَمَثَّلَ في إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في 25 / 3 / 1381هـ الموافق 1961م  ،  وكان هدفه من هذه الجامعة تبليغ رسالة الدين الإسلامي إلى العالم عن طريق الدعوة والتعليم العالي؛ لإعداد علماء متخصصين في العلوم الإسلامية.واهتم الملك سعود بنوع آخر من التعليم هو تعليم الكبار ومحو الأمية، واقتصرت بدايته على مكة المكرمة والمدينة المنورة في عام 1369هـ / 1950م، وفي عام 1374هـ / 1955م أمر الملك سعود بإنشاء إدارة تختص بتعليم الكبار ومحو الأمية، وسُمِّيت باسم (إدارة الثقافة الشعبية)، وأُلحقت هذه الإدارة في بدايتها بالتعليم الابتدائي حتى انفصلت في عام 1378هـ / 1958م، فأصبحت إدارة مستقلة بذاتها  . ولما كانت النهضة العمرانية والصناعية تتطلب كثيرًا من المهنيين المهرة لممارسة مختلف أنواع المهن، وتحتاج إلى المدرسين المتخصصين لتلبية حاجات النهضة ومتطلبات العمل، خصوصًا أن المملكة غنية بثرواتها المعدنية والنباتية؛ فقد توجهت الدولة إلى التخصصات المهنية لبث الروح المهنية بين الطلاب، وإعدادهم لتلبية حاجة البلاد، فوسعت الدولة أنواع التعليم الثانوي؛ مثل: التعليم الزراعي، والصناعي، والتجاري، كما زودت المدارس الثانوية والمعاهد بالأجهزة والمختبرات، ووفرت وسائل البحث والإيضاح  . ولم يكتفِ الملك سعود بنشر التعليم بين أبناء شعبه داخل المدن، بل حرص أيضًا على نشره بين أبناء شعبه من سكان البادية، فأرسل إليهم المعلمين  ،  ونُظمت حملات صيفية في القرى والهجر النائية، تُجرى خلالها برامج تعليمية وتثقيفية وإرشادية تساعد على توصيل الخدمات التعليمية لجميع المواطنين  . وقد شجعت الدولة سكان البادية والقرى على الانتظام في التعليم عندما منحت الطلاب معونات مالية؛ ما أدى إلى إقبالهم عليه، فكانت هذه الخطوة من العوامل المهمة في نشر العلم والثقافة بين سكان البادية  .  ولم تكن هذه الحوافز لسكان البادية فقط، بل بذلت الدولة جهودًا واسعة لرعاية الطلاب وتشجيعهم على العلم في جميع أنحاء المملكة، وقدمت لهم المساعدات لمتابعة دراستهم ومواصلة تعليمهم، بإعطائهم مكافآت مالية سخية، وكفالتهم معيشيًا، بفتح الأقسام الداخلية، وعمل برامج واسعة لهم  . 
 

 جهوده في مجال الزراعة

 
انتظمت حركة التنمية الزراعية في عهد الملك سعود بإنشاء وزارة الزراعة، حيث صدر المرسوم الملكي رقم 5 / 21 / 1 / 4951 في 18 / 4 / 1373هـ الموافق 1954م بذلك، وإيكال مهامها إلى الأمير سلطان بن عبدالعزيز  . وبرغبة من الملك سعود في زيادة مساحة الأراضي المزروعة؛ أصدرت الوزارة نظام الوحدات الزراعية عام 1376هـ / 1957م، وزودت هذه الوحدات بالمعدَّات الزراعية والخبراء والآلات الحديثة والمبيدات الكيميائية  .  كما أتمت في ذلك العام نفسه تنفيذ بعض أعمال الري الزراعي ومشروعاته. ومن أهم الأعمال التي أنجزتها الوزارة آنذاك: تنظيم وسائل الري والصرف الصحي.
إقامة السدود وصيانتها  .
حفر الآبار وتوصيل مياه الشرب إلى القرى.
تنظيم الأرصاد الجوية وإنشاء محطات جديدة في عدد من المناطق.
شراء الآلات الزراعية الجديدة والحديثة مثل الحفارات و (التركترات).. وغيرها.
التعاقد مع فنيين متخصصين لمقاومة الآفات الزراعية التي تصيب المحصولات وتسبب الخسائر الفادحة.
تجربة زراعة أصناف مستوردة من الأرز والقمح معروفة بمقاومتها للأمراض.
التوسع في المجال الحيواني بإنشاء محطة لتربية الحيوانات، وإقامة الأبحاث حولها، وتأمين المعدَّات اللازمة والأطباء البيطريين، وإقامة ما سُمِّي بالحَجْر البيطري؛ لوقاية المملكة من خطر الحيوانات المستوردة المريضة.
إعطاء المزارعين ومُربِّي الحيوانات جميع التسهيلات والميزات من أجل تطوير العملية الزراعية وتربية الحيوانات  . 
تأسيس البنك الزراعي بالرياض عام 1382هـ / 1962م  ،  وإنشاء فرع له في بريدة عام 1384هـ / 1964م، وتحويل الوحدة الزراعية إلى مديرية  . 
الاهتمام بالتعليم الزراعي، وإنشاء مدرسة زراعية في الخرج قَصَدَها الطلاب من جميع المناطق الزراعية، وتقاضوا أثناء دراستهم رواتب تشجيعية  .
وقد شهد الاقتصاد الوطني للمملكة في عهد الملك سعود تحولاً كبيرًا في بنيته الاقتصادية، من اقتصاد تقليدي يعتمد بشكل أساسي على الزراعة والرعي، إلى اقتصاد حديث ومتطور.
وقد دلت الدراسات التي قامت بها آنذاك منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وبعثة البنك الدولي للإنشاء والتعمير؛ على أن المملكة تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحقل الزراعي  . 
 

 جهوده في مجال التجارة

 
أُنشئت في عهد الملك سعود وزارة خاصة بالتجارة بصدور المرسوم الملكي رقم 5 / 22 / 1 / 5702 في 11 / 7 / 1373هـ الموافق 1954م، وكان الإشراف على الأنشطة التجارية سابقًا يتبع وزارة المالية  .  كما أُنشئت الغرفة التجارية التي كانت مهمتها تسجيل عضوية رجال الأعمال والمؤسسات والشركات  ،  وإصدار رخص لمزاولة الأعمال التجارية، ووضع الضوابط للعملاء من خارج المملكة، وتوفير المعلومات لهم عن التجار الذين يتعاملون معهم من داخل المملكة. وعملت وزارة التجارة على تطوير التجارة الخارجية  ،  وبحث سبل تنمية التجارة وتنظيمها وتطوير وسائلها، ومراقبة التخزين، وحفظ الأسعار، ودراسة الأنظمة، وتحديد السِّلَع التي يمكن للمملكة أن تصدِّرها للخارج بكميات تجارية كبيرة، كما عينت ملحقين تجاريين بالممثليات السعودية في الخارج. واهتمت الوزارة بوضع النظم الثابتة الخاصة بالموازين والمقاييس والمكاييل  ،  والدمغات الخاصة بالمصوغات والمعادن النفيسة  ،  ومراقبة النقد  ،  فضلاً عن دورها الفعال في إحكام المقاطعة الاقتصادية مع إسرائيل.كما أنشأت الوزارة قسمًا خاصًا يكون اختصاصه كل ما يتعلق بالعلامة التجارية، من حيث تسجيلها وحمايتها؛ بقصد المحافظة على حقوق المؤسسات التجارية ضد المؤسسات المنافسة الأخرى  .وأصدر الملك سعود مرسومًا ملكيًا يقضي بإعفاء أكثر المواد الغذائية والأكسية من الرسوم الجمركية، كما أعفى الأدوات الطبية من جميع الرسوم الجمركية، أما بقية البضائع والمواد مثل مواد التعمير والأدوات المنـزلية الكهربائية، فاختلفت فيها الرسوم بحسب أهميتها ومدى استخدامها  . 
 

 جهوده في الخدمات الاجتماعية

 
اهتم الملك سعود بشكل واضح بالاحتياجات المباشرة وغير المباشرة للمواطنين، ولعل أهم ما يدل على ذلك أوامره بإنشاء العشرات من دُور اليتامى في أغلب مناطق المملكة، وتأمين المستشفيات المتنقلة التي جابت معظم أنحاء البادية لمعالجة المرضى، كما أمر بدفع تكاليف علاج أبناء شعبه المقيمين في الخارج. وكان يتفقد بنفسه أحوال شعبه، ومنهم أهل البادية، فقد كان يأمر بتأمين ما يحتاجون إليه من الغذاء والكساء  .  كما اهتم بشؤون العمال، ورأى أنه من الواجب إقامة إدارة لحمايتهم، فأصدر مرسومًا ملكيًا يكفل لهم المساواة والعدالة الاجتماعية  .  كما حرص على رعاية كبار السن من أبناء شعبه، فأنشأ مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تقدم لهم نفقة قُدِّرت - أول ما قُدِّرت - بـ45 ريالاً شهريًا، وكانت تصرف لهم الملابس وكل ما يحتاجون إليه، وتعمل هذه المؤسسات على إشغال وقت فراغهم بالعمل المناسب والمحبب إليهم، وتقدم لهم الخدمات الصحية وغيرها  .  كما اهتم الملك سعود بالمرأة، وهدف بذلك إلى الرقي بها اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، عن طريق إنشاء الجمعيات الخيرية النسوية؛ ففي عام 1381هـ / 1961م أُنشئت أول جمعية خيرية للخدمات الاجتماعية في مدينة صفوى، وبعدها بعام واحد أُنشئت جمعية سيهات الخيرية  .  وفي عام 1382هـ / 1962م أُنشئت جمعية النهضة النسائية الخيرية في الرياض، وهي جمعية أهلية كان يُطلَق عليها (نادي فتاة الجزيرة)، وانحصر نشاطها في بداية نشأتها على تعليم الأميات القراءة والكتابة، وتقديم المساعدات المادية والعينية للعائلات الفقيرة، ثم عُدِّل اسمها إلى (جمعية النهضة السعودية) واستمرت في تقديم أنشطتها الاجتماعية  .  وفي عـام 1383هـ / 1963م أُنشئت جمعيات نسائية خيرية في كل من الرياض وجدة، ولتنظيم جهود هذه الجمعيات النسوية قامت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بسن نظام خاص للجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والأهلية  . 
 

جهوده في الشؤون الإسلامية

 
توالى اهتمام الملك سعود بالحرمين الشريفين وتطويرهما وزيادة الإصلاحات فيهما، وتوسعتهما ليستوعبا الأعداد المتزايدة من الحجاج في كل عام؛ فاهتم بتوفير المياه خدمةً للسكان المحليين والحجاج الوافدين، وحرص على توفير الخدمات الصحية والاقتصادية والطرق والمواصلات  . وكانت توسعة الحرم المكي والمشروعات ذات العلاقة قد بدأت عام 1375هـ / 1956م، فحرصت الدولة على استقدام أمهر المتخصصين من مهندسين وصُنَّاع، ولعل أهم تلك الأعمال إدخال المسعى في المسجد الحرام، وإنشاء دَور إضافي، مع تحسين جميع المرافق التي تحيط به وتوسيعها  . وكذلك تَوَسَّع المسجد النبوي في ذلك العهد، وأصبح على جانب كبير من الروعة والضخامة والفن الهندسي، خصوصًا القسم الشمالي منه الذي صار يستوعب أعدادًا كبيرة من المصلين، كما تمت إصلاحات أخرى في المدينة المنورة، مثل الشوارع الجديدة والميادين الحديثة التي افتُتحت بمناسبة التوسعة  ،  بالإضافة إلى إضاءة المسجد، وَفرْشه بالفَرْش المناسب له، وإنشاء الميادين والطرق حوله، والأوقاف المناسبة له من أجل الترميمات  . 
 

 جهوده في الخدمات الصحية

 
كان من التنظيمات الإدارية المتعددة التي تمت في عهد الملك سعود صدور مرسوم ملكي باستقلال وزارة الصحة عن وزارة الداخلية عام 1374هـ / 1954م، وبادرت حكومة الملك سعود إلى تقديم الخدمة الطبية والدواء مجانًا لجميع أفراد الشعب، وكان الهدف الرئيس لوزارة الصحة الارتقاء بالأوضاع الصحية في جميع أرجاء المملكة، مع تقديم الرعاية الصحية لجميع حجاج بيت الله الحرام  . وأخذت أرقام ميزانية وزارة الصحة ترتفع بشكل تصاعدي مع ازدياد الموارد النفطية للدولة من 458،549، 39 ريالاً عام 1374هـ / 1954م حتى بلغت في عامي 1383 و 1385هـ / 1964 و 1965م 117،395،000 ريال؛ ونتيجة لذلك انتشرت المستشفيات في كثير من مدن المملكة وقراها، وجُهِّزت بأحدث الوسائل الطبية والصيدليات مع حسن الإدارة والتنظيم والترتيب. بالإضافة إلى ذلك أُقيمت المحاجر الصحية، خصوصًا في جدة لكونها ميناء وصول معظم الحجاج  . ويمكن إيجاز ما قامت به المملكة خلال عهد الملك سعود من تطور في الخدمات الصحية في الآتي:الزيادة المطَّردة في عدد الجهات الحكومية التي تقدم الخدمات الصحية من وزارات وشركات، والتي توفر التأمين الصحي للعاملين لديها  .  إنشاء مندوبيات الشؤون الصحية. دخول القطاع الخاص طرفًا في تأمين خدمات صحية من المستوى الثاني، من خلال افتتاح صيدليات ومخازن للأدوية  .  توفير الخدمات الإسعافية من خلال جمعية الهلال الأحمر السعودي منذ عام 1383هـ / 1963م، علاوةً على تكوين الوحدات الطبية السيارة، ووحدات المكافحة السيارة؛ لإيصال وسائط العلاج والوقاية لسكان البادية وسكان القرى النائية. توفـير الخدمات الصحية للحجاج والمعتمرين  . وقد ارتفع الوعي الصحي بين أفراد الشعب عن طريق تهيئة موظفين صحيين من المواطنين بتدريبهم على طرق الوقاية والعلاج  ،  وبناء المستشفيات والمستوصفات والمحاجر الصحية، ومدرسة للتدريب الصحي، كما تطور التعليم الطبي بإنشاء المعهد الصحي للبنين عام 1379 - 1380هـ / 1959 - 1960م، والمعهد الصحي للبنات عام 1381 - 1382هـ / 1961 - 1962م  ،  فتحسن الوضع الصحي للشعب؛ وكان من نتائج ذلك أن اعترفت منظمة الصحة العالمية بالتقدم الصحي في المملكة.
 

 جهوده في المواصلات والاتصالات

 
أُسست وزارة المواصلات في مستهل عام 1373هـ / 1954م، وكان من ضمن أهدافها العمل على إنشاء شبكة من المواصلات البرية والاتصالات اللاسلكية، وتسهيل الاتصال بين المراكز الأساسية في المملكة وربطها بالعالم الخارجي.وكانت تتبع الوزارةَ آنذاك الإداراتُ الآتية: مصلحة البرق والبريد والهاتف، ومصلحة السكة الحديدية، ومصلحة الطرق والكباري  . ومن أبرز الأعمال التي أنجزتها الوزارة في عهد الملك سعود: إنشاء شبكة من الطرق الممهَّدة والمسفلتة لربط المدن بعضها ببعض. إقامة مشروع الهاتف السلكي واللاسلكي للتواصل مع العالم الخارجي في كل من: الرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والداخلي في كل من: الرياض، وجدة، والدمام، ومكة المكرمة، والطائف. تأسيس محطات بحرية في كل من: جدة، والدمام. توسيع أعمال البريد وتعميمه في جميع أرجاء المملكة. إقامة شبكة من السكك الحديدية في شرقي المملكة، أما الخط الحجازي فقد تبرع الملك سعود بمبلغ مليونَي ريال لنفقات إعادة تسييره وترميمه  .  إنشاء معهد للتدريب على الطيران انضمت إليه أول دفعة من أبناء المملكة وتكونت من 100 طالب، ويشمل هذا المعهد أربعة أقسام: الأول للأرصاد الجوية، والثاني لخدمات المرافقة الجوية، والثالث لصيانة الأجهزة اللاسلكية، والرابع لتشغيل الأجهزة اللاسلكية، والهدف من هذا المعهد تدريب الشباب السعودي على الخدمات الفنية لتأمين سلامة الطيران  . وأدت الاتصالات والمواصلات على اختلاف أنواعها دورًا مهمًا في تطور المملكة اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، فقد أسهمت في اتصال المملكة مع كل العواصم العربية، وبعض البلدان في إفريقية وفي أوروبا وأمريكا، فعمل ذلك على نقل الثقافة من مكان إلى آخر  . 
 

 جهوده في الصناعة

 
 
سعت الدولة في عهد الملك سعود إلى النهوض بمجال الصناعة، خصوصًا بعد توافر المعادن المنتشرة والمواد الخام، وأهمها النفط  ،  فعملت على إعفاء الآلات والمعدَّات التأسيسية للمصانع ولوازم البناء من رسوم الجمارك، ومنحت الأراضي مجانًا لإقامة المصانع، وقدمت كثيرًا من التسهيلات والمساعدات الأخرى، فافتُتح كثير من المصانع تزامنًا مع إنشاء الحكومة عددًا وافرًا من محطات القوى الكهربائية؛ لتساعد الصناعة على السير بخطى ثابتة.وكان التعليم الصناعي مرتبطًا بوزارة المعارف التي قامت بالإسهام في نشر الوعي الصناعي بين أفراد الشعب، وافتتاح المدارس الصناعية في كبريات المدن بالمملكة، وتزويدها بأحدث المعدَّات والأجهزة اللازمة  ،  وقد استقدمت الدولة خبراء من الخارج، وفي الوقت ذاته عملت على ابتعاث الطلاب السعوديين لدراسة الهندسة في مختلف فروعها  . وقد أخذت الصناعة تخطو نحو الأمام بفعل إجراءات أخرى قامت بها الدولة؛ ومنها: إنشاء مصلحة عامة للصناعة، مهمتها تنظيم الصناعة وحمايتها وتقديم المشورات الفنية. إجراء تخطيط صناعي شامل  .  توفير المهندسين والمختصين من شباب المملكة في شؤون المعادن والتعدين.وقد عملت الدولة لاحقًا على ابتعاث عدد من أبناء الوطن للتخصص في شؤون النفط؛ بهدف تهيئة خبرات وكوادر علمية وطنية، ثم أُنشئت كلية البترول والمعادن (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حاليًا) عام 1383هـ / 1963م في الظهران حيث تتركز صناعة الزيت والصناعات الأخرى. وقامت الدولة بإنشاء أول هيئة حكومية مسؤولة عن تشجيع الصناعة ودعمها؛ وهي إدارة شؤون الصناعة التي اعتُمدت بتاريخ 1 / 7 / 1381هـ الموافق 1961م ضمن جهاز وزارة التجارة، وصدر نظام حماية الصناعة الوطنية وتشجيعها في الوقت نفسه، وتبعه في عام 1383هـ / 1963م نظام استثمار رأس المال الأجنبي  .  كما عمل الملك سعود على تدشين المصانع والمشروعات ذات الصبغة الصناعية؛ تشجيعًا لأصحابها. وهكذا ظهرت الأسواق التي انتشرت في مختلف أرجاء المملكة؛ نظرًا إلى ازدياد كثافة السكان من جهة، وانتقال أغلبهم للعمل في المجال الصناعي من جهة أخرى  ،  وتشجيع الدولة للأفراد ورجال الأعمال بإقامتها مشروعات صناعية كبرى. ونتيجةً لهذا التشجيع القوي من حكومة الملك سعود انتشرت في المملكة نهضة صناعية كبرى، سواء كانت صناعات يدوية أو صناعات آلية حديثة، فاستطاعت أن تخطو بذلك خطوات ناجحة.
 

 جهوده في الإعلام

 
أصدر الملك سعود مرسومًا بتأسيس المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر في شهر ذي القعدة عام 1374هـ / 1955م  ،  وكانت تضم: الإذاعـة، والصحافة، والطباعة.وكانت المديرية العامة للإذاعة تتبع إداريًا وزارةَ المالية؛ لكون وزارة المالية في ذلك الوقت هي الوزارة الشاملة التي جمعت كثيرًا من الخدمات، وحرصًا من الدولة على توفير الدعم المادي والأدبي للمديرية، ولضرورة ارتباط الإذاعة بجهة موثوقة لضمان سلامة الإشراف عليها  . 
 
وقد كانت المديرية تصدر نشرتين يوميًا: الأولى تضم البيانات والبلاغات الرسمية والأنباء المحلية، والثانية تضم الأخبار الخارجية.أما جهاز الصحافة والنشر فكانت مهمته تقديم الفكرة الصحيحة عن الإنجازات والأنشطة المختلفة التي تقوم بها المملكة داخليًا وخارجيًا، عن طريق نشر الأخبار والمقالات والصور عنها  ،  وكذلك المكاتب الصحفية في السفارات السعودية في الخارج.وبالنسبة إلى الطباعة؛ كانت المديرية مكلفة بطباعة الكتب والكتيبات بأسلوب منظم، فانتشرت الكتب على نطاق أوسع خلال تلك الفترة، وقد وضعت اللوائح الخاصة بتنظيم الطباعة والنشر  ،  وفق مرسوم ملكي قضى بإنشاء مشروع نظام المطابع والمطبوعات  . وبالنظر إلى تعاظم دور وسائل الإعلام وأثرها الحيوي والفعَّال وقدرتها الهائلة على التأثير في سلوك الناس؛ فقد صدر المرسوم الملكي عام 1382هـ / 1962م بتحويل المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر إلى وزارة للإعلام، وتحويل نظام الصحافة المحلية من ملكية فردية إلى نظام المؤسسات العامة عام 1383هـ / 1963م  . ووافق الملك سعود على إنشاء البث التلفزيوني، على أن تبث الأحاديث والقرآن الكريم والمواعظ الدينية والمحاضرات التاريخية عن الإسلام والعرب، وأن يعرض كل ما هو صالح ومفيد؛ ويُسهم في تعليم الشعب وتثقيفه ثقافة جديدة من خلال إطْلاعه على العالم الخارجي  ،  وكان ذلك بداية تعزيز النهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين، كما ساعد على معالجة كثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية  . 
 

 جهوده في الرياضة

 
كان من أول ما عُنيت به وزارة المعارف في عهد الملك سعود إدخال مادة التربية البدنية في برامج المدارس والمعاهد؛ لذا استقدمت المدرسين من الأقطار العربية الشقيقة، وقامت بإعداد مدرسي هذه المادة بإيفادهم إلى الخارج، أو بعقد دورات صيفية يتم بموجبها تأهيلهم  .  وفي عام 1374هـ / 1954م أنشأت وزارة المعارف إدارة جديدة هي (إدارة التربية الرياضية والاجتماعية) لتتولى مسؤولية النشاط الرياضي والاجتماعي في المدارس، ومن ثَمَّ أصبحت مادة التربية الرياضية مقررة في المدارس، وأُدخلت ضمن المناهج  . ومنذ عام 1375هـ / 1955م تطور هذا النشاط ليشمل إقامة المباريات الرسمية التي تنظمها المناطق التعليمية بين مدارسها في مختلف الألعاب، مثل: كرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة، وتنس الطاولة، فضلاً عن ألعاب القوى التي أُدخلت لأول مرة في تاريخ النشاط الرياضي؛ مثل سباق الدراجات.وأنشأت الوزارة الملاعب الرياضية في المدارس؛ ما جعل الناس يلاحظون ازدهار الحركة الرياضية في المملكة، بفضل تشجيع الحكومة لها وعلى رأسها الملك سعود الذي كان يشرف على هذه المناسبات الرياضية  ، ويقدم الجوائز، فكـان له الفضل الأكـبر في تنشيط الحركة الرياضية في المملكة  . وقد كان عام 1380هـ / 1960م بداية لحركة تنظيمية واسعة للتربية البدنية، إذ صدر القرار الوزاري بنقل إدارة الشؤون الرياضية إلى وزارة المعارف، وأصبحت هي الجهة المسؤولة عن العمل على تنمية النشاط الرياضي في المملكة، بعد أن كانت الرياضة منذ عام 1372هـ / 1952م تتبع إدارة الشؤون الرياضية بوزارة الداخلية  ،  وقد أنشأت وزارة المعارف لجنة لهذا الغرض سمَّتْها (اللجنة الرياضية العليا)، وقد وضعت هذه اللجنة الأسس العامة لمناهج دروس التربية الرياضية، وأدرجت هذه المادة ضمن الخطة الدراسية، بواقع حصتين في الأسبوع للمرحلة الابتدائية ومعاهد المعلمين، وحصة واحدة للمدارس الثانوية والمتوسطة  . وفي عام 1382هـ / 1962م أُنشئت الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وأُنيطت بها مسؤولية الإشراف على الحركة الرياضية في المملكة.كما نظمت الإدارة دورات صيفية لإعداد معلمي التربية الرياضية للمدارس الابتدائية، أشرف عليها عدد من المختصين، كما أوفدت عددًا من المدرسين السعوديين إلى مركز التدريب الصيفي الذي أنشأته جامعة الدول العربية في الإسكندرية  . وفي عام 1384هـ / 1964م أُنشئ المعهد المتوسط للتربية الرياضية، ومدة الدراسة فيه ثلاث سنوات، ويهدف إلى إعداد معلمين يضطلعون بأعباء التربية الرياضية  . كما أوفدت الوزارة عددًا ممن يتوافر لديهم الاستعداد من الشباب السعودي إلى مختلف المعاهد العليا للتربية الرياضية بالدول العربية والأوروبية  . 
 

جهوده في مجال النفط

 
لأن النفط مصدر حيوي لدخل المملكة؛ فقد كان الملك سعود يحلم بذلك اليوم الذي يملك فيه السعودي الكفاءة والقدرات والإمكانات لإدارة هذه الصناعة والاستفادة من جميع جوانبها دون الاعتماد على العنصر الأجنبي؛ لذلك استعان بكثير من أبناء الوطن المؤهلين الذين عادوا من الخارج بعد إكمال تعليمهم ليأخذوا مكانهم في استلام زمام الأمور في إدارة الشؤون التنموية للمملكة، ومن أهمها هذا المجال  .  كما عقد الملك سعود كثيرًا من الاتفاقات التي عُدَّت فتحًا في عالم امتيازات النفط، وأسس شركة بحرية في جدة باسم (شركة الناقلات البحرية العربية السعودية)، وتم تدشين أكبر ناقلة نفط في العالم أُطلق عليها اسم (الملك سعود الأول)، وكانت نواة أسطول ناقلات النفط العربي.وفي عهد الملك سعود حظر النفط على الدول الغربية بسبب العدوان الثلاثي على مصر، فكانت تلك أول مرة يُستخدم فيها النفط للضغط على العدو.
ومن أعمال الملك سعود في مجال النفط إنشاء وزارة البترول والمعادن عام 1380هـ / 1960م؛ من أجل تحقيق أكبر فائدة للمملكة، ولتنمية الثروة البترولية والمعدنية  ،  وتأسيس المؤسسة العامة للبترول والمعادن المعروفة بـ (بترومين) عام 1382هـ / 1962م، وكان الهدف منها الإسهام في مختلف أوجه النشاط التجاري والصناعي المتعلقة بالنفط؛ من أجل تنمية الصناعة النفطية وتطويرها  . 
شارك المقالة:
37 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook