سياسة الأخيضريين في حكم اليمامة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
سياسة الأخيضريين في حكم اليمامة في المملكة العربية السعودية

سياسة الأخيضريين في حكم اليمامة في المملكة العربية السعودية.

 
ينتمي الأخيضريون إلى مذهب الزيدية، لكن ليس ثمة دلائل تشير إلى أنهم حملوا السكان على مذهب بعينه. وإن مسألة التمذهب لم تكن مطروحة في بيئات، مثل: اليمامة - آنذاك - كما هو الشأن في العراق العباسي. بمعنى أن عامة السكان من الأميين الذين يشعرون أنهم مسلمون بفطرتهم، أما المسائل المذهبية فشأنها عند الفقهاء والوعاظ الذين ينتشرون في مراكز الاستقرار. ولم ينتشر مذهبهم بين السكان الذين تعودوا على الصراحة والوضوح وعدم الرغبة في الجدل المذهبي. كما أن سياسة بني الأخيضر الجائرة، أضعفت انتشار مذهبهم، وأوجدت نفورًا منهم. وهم لا يحملون مشروعًا دعويًا، كالعبيديين - مثلاً - الذين كان لهم مثل هذا المشروع، بل وصفتهم بعض المصادر بأنهم رعاع همج. يقول ابن شدقم الحسيني: إنهم لا يعلمون باتصال نسبهم بأسلافهم الكرام  .  أما سياسة الأخيضريين في اليمامة، فقد اتسمت بالجور والعنف تجاه السكان. يذكر ابن حوقل أن اليمامة كانت قرارًا لربيعة ومضر، فلما نـزل عليهم بنو الأخيضر جلت العرب منها إلى مصر، فسكنوا بين النيل وبحر القلزم (البحر الأحمر)، وقرّت ربيعة ومضر هناك وصارت لهم ولتميم كالدار. ويذكر في موضع آخر أنه بدخول محمد بن يوسف الأخيضر اليمامة، انقشع أهلها من جوره إلى أرض مصر والمعدن في آلاف كثيرة. وتكامل بالعلاقي قبائل ربيعة ومضر وهم جميع أهل اليمامة  
 
وينقل ياقوت عن تاريخ ابن سيرين أن أهالي قران (القرينة) انتقلوا إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخيضر في مقاسمتهم، ولجدب أرضهم، فلما انتهى خبرهم إلى أهل البصرة سعى أبو الحسين بن المثنى في مال جمعه لهم، فقووا به على الشخوص إلى البصرة، فدخلوا على حال سيئة، فأمر لهم سُبّك أمير البصرة بكسوة ونـزلوا بالمسامحة محله بها  
 
ولعل ما جاء في تلك النصوص التاريخية أن اليمامة شهدت حركة هجرة ونـزوح بسبب جور الأخيضريين، بل وحدث نـزوح جماعي من بعض مراكز الاستقرار، مثل: (قران). وبالمقابل فإنه من المتوقع توطن سكان جدد في تلك المنازل التي غادرها أهلها، ويغلب أن تكون البادية ممن يخضعون للأخيضريين.
 
لقد تضررت بعض الحواضر من سياسات الأخيضريين ومن تلك الحواضر: حجر بمزارعها وسوقها وصلاتها التجارية. وكان ضرر تلك السياسات على الزراعة التي هي عماد الاقتصاد في المنطقة كبيرًا. أما البوادي بمواردها المائية ومراعيها، فقد ظلت عوائدها وأسلوبها في العيش وحركتها بين المياه والمراعي، على حالها.
 
شارك المقالة:
2159 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook