سورة الهمزة واحدةٌ من سور المفصَّل المكية التي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، وعُرفت باسم سورة ويل لكل همزة وسورة الحطمة، ونزلت قبل سورة المرسلات وبعد سورة القيامة، وعُدّت السورة الثانية والثلاثين في ترتيب النزول، والسورة الرابعة بعد المائة في ترتيب سُور المصحف العثماني، وتقع آياتها التسع في الربع الثامن من الحزب الستين من الجزء الثلاثين، وقد افتتحت السورة آياتها بالوعيد لكل من يعيب ويهمز ويلمز في الناس؛ للدلالة على عِظم هذا الفعل، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة الهمزة.
تطرّقت السورة كغيرها من السور المكية إلى كلّ ما يتعلق بالعقيدة والدفاع عن الإسلام والمسلمين ضدّ كل من ناصبهم العداء بالقول أو الفعل، فقد افتتحت السورة آياتها بالتهديد والوعيد لمشركي قريشٍ الذين اتخذوا من المسلمين مادةً دسمةً للسخرية والاستهزاء والهمز واللمز وهذا الوعيد عامٌّ لكل من فعل فِعل مشركي قريشٍ وتعرّض للناس بالإيذاء اللفظي أو بالإشارة وما شابه، كما تضمّنت الآيات الحديث عن أغنياء قريشٍ الذين اعتقدوا أن مالهم الوفير سببٌ في خلودهم في الدنيا، والتأكيد على أنّ النار مصير كل مستهزئٍ بالدِّين وأهله، وأخيرًا ذِكر أوصاف النار.