سورة الفيل

الكاتب: علا حسن -
 مقاصد سورة الفيل

سورة الفيل.

 

مقاصد سورة الفيل

تعتبر سورة الفيل سورة من السور القصار في القرآن الكريم، فهي تتألف من خمس آيات فقط، ولهذا من الطبيعي أن تكون مقاصد سورة الفيل أقل من مقاصد طوالِ السّور في القرآن الكريم، ويمكن حصر مقاصد سورة الفيل في أنّ هذه السورة المباركة ضربتْ مثلًا في سبيل موعظة الناس وتنبيههم، فقد ذكرت سورة الفيل قصة أصحاب الفيل الذين جاؤوا من اليمن بالفيلة لهدم بيت الله الحرام، وتسرد السورة مصير هؤلاء الذين سلَّط الله عليهم طيرًا من سجيل رمت عليهم حجارة ملتهبة فَشَوتْ وجوههم وخلَّفتهم جُثثًا هامدة، قال تعالى: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}كما أنَّ مطلع السورة يبين الغرض منها، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} هذا الاستفهام الكائن في الآية السابقة دليل واضح المعالم على أنّ المقصد الرئيس من مقاصد سورة الفيل هو ضرب الأمثال في سبيل موعظة الناس، فالله تعالى سرد أخبار الأمم السابقة حتَّى يبيَّن للمسلمين العاقبة، وهذا الأسلوب كثير في كتاب الله تعالى، ويقول ابن كثير في تفسير سورة الفيل: "هذه من النعم التي امتنَّ الله بها على قريش فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود فأبادهم الله، وأرغم آنافهم، وخيَّبَ سعيهم، وأضلَّ عملهم، وردَّهم بشرِّ خيبة، وكانوا قومًا نصارى وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالًا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان، ولكن كان هذا من باب الإِرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال"، والله تعالى أعلم

شارك المقالة:
31 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook