سورة الفتح.

ما هي سور المثاني

تمهيدًا للحديث عن تفسير سورة الفتح، إنَّ سور القرآن الكريم تُقسم إلى السبع الطوال وسور المثاني وسور المئين وسور المفصل، وهذا التقسيم ما جاء في الحديث الذي رواه واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ"في شرح هذا الحديث حدد أهل العلم السبع الطوال بأنها: سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الأنعام وسورة الأنفال وسورة التوبة، أمَّا سور المئين فهي السور التي يبلغ عدد آياتها مئة آية أو يزيد عن مئة، أمَّا سور المثاني فهي ما قلَّ عدد آياتها عن مئتي آية.

سورة الفتح

سورة الفتح سورة من السور المدنية، أي من السور التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بواسطة الوحي جبريل -عليه السَّلام- في المدينة المنورة، وهي من سور المثاني، يبلغ عدد آيات سورة الفتح تسع وعشرين آية، وهي السورة الثامنة والأربعون في ترتيب سور المصحف الشريف، وهذا ما يجعلها في الجزء السادس والعشرين والحزب الواحد والخمسين والثاني والخمسين والربع الرابع والخامس، وقد نزلت سورة الفتح بعد سورة الجمعة، وقيل إنَّها نزلتْ في الطريق أثناء عودة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن معه من المسلمين من صلح الحديبية، وقد بدأها الله تعالى بأسلوب توكيد، قال تعالى في الآية الأولى من سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}،والله تعالى أعلم

سبب تسمية سورة الفتح

تُسمَّى السور القرآنية الكريمة في غالب الأحيان بأسماء كلمات تردُ في مطالع هذه الآيات، وهذا ما يظهر جليًّا في اسم سورة الواقعة وسورة الحاقة وسورة الطارق وسورة الملك وغيرها من السور، وقد تسمَّى السورة القرآنية باسم قصة سُردِتْ في آيات هذه السورة، وهذا ما يظهر جليًّا أيضًا في سورة البقرة التي سُمِّيت بهذا الاسم نسبة لقصة بقرة بني إسرائيل المذكورة في آيات سورة البقرة، وسورة يوسف أيضًا التي سردت قصة نبي الله يوسف -عليه السَّلام-، أمَّا سورة الفتح على وجه الخصوص فقد سُمِّيت بهذا الاسم لأنَّ الله -تبارك وتعالى- بشَّر المؤمنين في هذه السورة الكريمة بالفتح العظيم المبين، وكانت هذه البشارة في الآية الأولى من سورة الفتح، قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}،من هنا جاء اسم هذه السورة المباركة، والله تعالى أعلم.