سورة الدخان

الكاتب: علا حسن -
سورة الدخان.

سورة الدخان.

 

مضامين سورة الدخان

تتحدَّث آيات سورة الدخان في بدايتِها عن نزولِ القرآن الكريم في ليلةٍ مباركةٍ وهي ليلةُ القدرِ؛ يقول تعالى: "إنَّا أنزلنَاه في ليلةٍ مباركةٍ إنَّا كنَّا منذرين" ، ثمَّ تدورُ الآياتُ في فلكِ التوحيد والآياتِ العظيمة التي تدلُّ على وحدانيةِ الخالق -تبارك وتعالى-، ثمَّ تتطرَّقُ الآياتُ للحديثِ عن قصَّة موسى -عليه السلام- وفرعونَ وبيي إسرائيل، قال تعالى: "ولقَدْ فتنَّا قَبلهُمْ قومَ فرعوْنَ وجاءَهُمْ رسُولٌ كَرِيمٌ" ثمَّ تتناول منكري البعث والنشور بردٍّ مبينٍ من لدُن حكيمٍ خبيرٍ، وتشيرُ إلى عقوبة الكافرين والعذاب الشديد الذي أعدَّه الله تعالى لهم؛ قال تعالى: "إنَّ شَجرَتَ الزقُّومِ (43) طعامُ الأثِيمِ (44) كالمُهْلِ يغْلِي في البطُونِ (45) كغلْيِ الحمِيمِ (46) خذوهُ فَاعتِلوهُ إلَى سَواءِ الجحِيمِ (47) ثمَّ صبُّوا فَوقَ رَأسهِ منْ عَذابِ الحمِيمِ (48) ذقْ إنَّكَ أنْتَ العزِيزُ الكرِيمُ (49) إنَّ هَذا ما كُنتمْ بهِ تَمترُونَ (50)" ثمَّ تنزلُ بقيَّة الآيات بردًا وسلامًا على قلوبِ المؤمنين عندما تصفُ نعيم الجنَّة وما أعدَّه الله تعالى لهم؛ قال تعالى: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)"،

تفسير آية يوم تأتي السماء بدخان مبين

اختلفَ العلماءُ في معنى الدخانِ المذكورِ في الآيةِ على عدَّة أوجهِ، فمنهم من قال: إنَّ ذلك الدخان كان حينَ دعا الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- على قومه أن يؤخَذوا بسنينَ كسني يوسف -عليه السلام- فأصابتهُم مجاعةٌ، والمقصودُ بالدخان ما كان يصيبُ أبصارَهم من شدَّة الجوع والعطشِ فيرون ما يشبهُ الدخان في السَّماء؛ كما وردَ في الحديث الذي رواه ابن جرير عن مسروق قال: "كنَّا جلوسًا عندَ عبد الله وهو مضطجعٌ بينَنا فأتاه رجلٌ فقال: إنَّ قاصًّا يقصُّ عندَ أبواب كِندةَ ويزعمُ أنَّ آيةَ الدُّخانِ تجيء فتأخذُ بأنفَاسِ الكفارِ ويأخذُ المؤمِنينَ منهُ كهيئةِ الزُّكام فجلسَ عبد الله وهو غضبَانُ فقالَ: يا أيُّهَا الناسُ اتقوا الله فمن علمَ منكُم شَيئًا فليقُلْ بهِ ومن لم يعلمْ فليقُلِ: الله أعلمُ؛ فإنَّهُ أعلمُ لأحدِكم أَنْ يَقول لمَا لا يعلمُ: اللهُ أعلمُ؛ قالَ الله -جلَّ وعلا- لنَبيِّه -صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم-: "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ"، إن رسُولَ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لمَّا رأى مِنَ الناسِ إدبارًا قالَ: "اللَّهمّ سَبعًا كسَبعِ يوسُفَ" فأخَذتهم سنةٌ حتَّى أكلُوا المَيتةَ والجلود ويَنظرُ أحدُهُم إلى السَّماءِ فيرى كَهيئةِ الدخانِ فجاءَه أبو سُفيانَ فقالَ: يا محمَّد، إنَّكَ جئتَ تأمرُ بطَاعةِ اللهِ وصلَةِ الرَّحم وإنَّ قومَكَ قد هلَكُوا مِن جوعٍ فادْع اللهَ لهم، قال اللهُ -جلَّ وعلا-: "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ" ، إلى قولِه: "يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ"  فالبَطشةُ يومُ بدرٍ، وقد مضت آيَة الدُّخان والبَطشةِ واللِّزامِ والرُّومِ"، وقد وافقَ ابنُ مسعود على تفسير الآيةِ بهذا التفسيرِ وكذلك وافقهُ جماعةٌ من السلف كمجاهد وإبراهيم النخعي والضحَّاك.

شارك المقالة:
100 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook