سورة الجن

الكاتب: علا حسن -
سورة الجن.

سورة الجن.

 

تأملات في سورة الجن

سيكون الحديث في ما ورد من تأملات في سورة الجن في ما جاء من تأملاتٍ ولمساتٍ بيانيةٍ في أول آياتها حيث قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}،وقد افتتح الله تعالى الآية بفعل الأمر "قل" فهو يأمر نبيّه الكريم بأن يسرد على أصحابه قصّته مع الجن وكيف أنّه تلى عليهم القرآن الكريم، والغاية من إخبارهم لم تكن لتثبت نبوّة الرسول الكريم أو لإقناع المشركين، بل كانت الرسالة موجّهةً لصحابة رسول الله لغايتين، الأولى أن يخبرهم بأنّ قسمًا من الجن أسلم وآمن بالقرآن الكريم، والغاية الثانية لسرد قصةٍ تثبّت إيمانهم وتسليهم، وأضاف كلمة "أنّه" وهو حرف تعظيم، وذلك لتعظيم شأن القرآن الكريم وتعظيم أمر تلاوة الرسول القرآن للجن.

ويُلاحظ أيضًا مما جاء من تأملات في سورة الجن أنّ الله تعالى قال: "أنّه استمع نفرٌ من الجن" ولم يقل "استمع إليك"، وذلك لأنّ الغاية من الآية الكريمة هي القرآن وموقف الجن من سماعه، وليس الغاية ذكر رسول الله، ولو أنّه قال "إليك" فلا بدّ أن يذكر شيئًا يتعلّق بالرسول الكريم، ومع أنّ المخاطب هو رسول الله لكنّ الغاية هي ذكر القصة وأحداثها، وليس ذكر الراوي، ثمّ إنّ الله تعالى انتقل إلى قول الجن دون أن يُفصّل ما سمعوه، فهو لم يقل "استمع نفر من الجن إلى القرآن" بل قال "استمع نفرٌ من الجن فقالوا إنّا سمعنا قرآنًا عجبا"، والغاية هنا الإيجاز في الحديث عن القرآن فلو ذكره لاستوجب الشرح والتفصيل عن القرآن، وقد اوجز لأنّه من المفهوم أنّ الجن عندما استمعوا فهم كانوا يستمعون إلى القرآن، والموقف لا يستدعي تفصيلًا، والله تعالى أعلم

شارك المقالة:
214 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook