ممّ ذكره الدكتور السّامرائي من لمسات بيانيّة وتأملات في سورة الانفطار، حول استعمال "إذا" والفرق بينها وبين "إنْ" في القرآن الكريم، فإنّ "إذا" في كلام العرب تستعمل للمقطوع بحصوله وحدوثه، كما في قوله تعالى في سورة الانفطار: {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}،فإنّ السّماء يوم القيامة مقطوع بتشقّقها، وكذلك الكواكب ستتساقط، والبحار ستتفجّر ويختلط بعضها ببعض، والقبور ستتبعثر وينقلب سافلها أعلاها، كلّ ذلك مقطوع بحصوله عند قيام السّاعة، بينما "إنْ" فاستعمالها في القرآن الكريم لما يتوقع حصوله وحدوثه، أو مشكوك في حدوثه، أو مستحيل الحدوث أو نادر، كما في قوله تعالى في سورة القصص: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً}،
بعد الحديث عن بعض ما جاء من لمسات بيانيّة وتأملات في سورة الانفطار، لا بدّ من الحديث عن مضامين السّورة الكريمة، حيث تتحدّث سورة الانفطار كسابقتها سورة التّكوير عن الانقلاب الكونيّ الذي سيصاحب قيام السّاعة، وما سيحدث في ذلك اليوم العظيم والمخيف من أحداث جسام، ثمّ بيان حال الأبرار والفجّار يوم البعث والنّشور، وتتضمّن السّورة: